الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم كلثـــوم.. خطيبة الأمة

11 أكتوبر 2007 01:14
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وابنة سيدة نساء أهل الجنة فاطمة بنت محمد وحفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحابية جليلة اشتهرت بالفصاحة والخطابة· ولدت قبل وفاة جدها بقليل بعد أخويها الحسن والحسين وأختها زينب، ولم يذكر التاريخ لرسول الله معها مواقف غير تسميته اياها، وقد تربت في بيت النبوة، ولما توفيت أمها عام 11 هجرية عاشت مع أبيها حتى تولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخلافة وأراد أن يصاهر علياً فيها فخطبها منه وقال له علي: انها مازالت صغيرة، فقال عمر: زوجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد، وأنجبت له ولدا هو زيد الأكبر وبنتا هي رقية، وعاشت معه كأي امرأة من المسلمين لها ما لهن وعليها ما عليهن حتى استشهد عام 23 هجرية، بعدها فكر الحسن والحسين في اختهما وأرادا أن يزوجاها رجلا موسرا غنيا حتى تعيش في رغد بعدما ذاقت التقشف والكفاف في بيت عمر، فقالا لها: إنك ممن قد عرفت سيدة نساء المسلمين وبنت سيدتهن، والله ان أمكنت عليا من ذمتك لينكحنك بعض أيتامه ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنه، إلا انها رفضت ذلك وجعلت أمرها بيد أبيها فزوجها لعون بن جعفر وأبوه جعفر بن أبي طالب وأمه أسماء بنت عميس وبعث لها 4000 درهم وأدخلها عليه، وما لبث عون أن توفي وهي مازالت في شبابها فزوجها أبوها من محمد بن جعفر أخي عون وعاشت في بيت زوجها ولكنها لم تنفصل عن الأحداث خاصة عندما تولى أبوها الخلافة ودخل الصراعات والحروب فدائما ما كانت بجواره تشاركه الرأي والمشورة· وعاشت بين الكوفة والمدينة، وبعد وفاة زوجها الثالث استقرت في الكوفة عاصمة خلافة أبيها حتى قتله عبدالرحمن بن ملجم فسمعت أم كلثوم الخبر فأخذت تبكي من وراء الحجاب وقالت لابن ملجم: يا عدو الله قتلت امير المؤمنين قال: ما قتلت إلا أباك، قالت: والله أني لأرجو الا يكون بعلىّ أمير المؤمنين بأس· قال فلم تبكين إذن؟ ثم قال: والله لقد سممته شهرا -يعني سيفه- فإن أخلفني أبعده الله وأسحقه· خطيبة وفي عام 60 هجرية خرج الحسين بدعوة من أهل العراق ليأتوه فيبايعوه وكان معه أهل بيته وفيهم أم كلثوم، ثم حدث ما حدث في كربلاء وقتل الحسين وقتل معه 72 من أهله، ثم حملت النساء الى دمشق، وقبل أن ترحل وقفت أم كلثوم خطيبة في أهل الكوفة الذين لم ينصروا أخاها فقالت: يا أهل الكوفة يا أهل الختر والخذلان فلا رقأت العبرة -أي جفت الدمعة- ولا هدأت الرنة، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم الا وهل فيكم الا الصلف والشنق وملق إلا ماء وغمز الإعداء؟ وهل انتم إلا كمرعى على دمنة وكفضة على ملحودة ألا ساء ما قدمت انفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون··· الخ''· وتعود أم كلثوم الى المدينة مع بقية النسوة من آل البيت، ولما توفيت أختها زينب عرض عليها عبدالله بن جعفر زوج الراحلة الزواج ولكنها رفضت وقالت: إني لأستحي من اسماء بنت عميس أن ابنيها ماتا عندي وإني لأتخوف على الثالث ولكن ارادة الله شاءت أن تتزوجه وتموت هي في بيته في نفس اليوم الذي توفي فيه ابنها زيد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©