أسماء الله الحسنى(الواحــــــــد)

الله تعالى هو وحده المهيمن على الكون كله لا يشاركه في ملكه أحد، ولذلك يسير الكون من حولنا وفق نظام محكم من تدبير إله واحد هو الواحد الأحد· وتقول د· أمال يس -استاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة: الله تعالى واحد أحد، وإله واحد، ورب واحد، لا يشاركه أحد في ملكه· ولو كان أحد يشاركه في ملكه لفسدت السموات والأرض، ولكنه واحد، الأمر كله بيده، لا ينازعه في ذلك أحد، فهو الكمال في كل شيء، فنرى الكون من حولنا يسير وفق نظام محكم دقيق، وكل شيء فيه له دور ووظيفة وترتيب محكم· وقد ورد هذا الاسم بالمعنى في قوله تعالي: ''قل هو الله أحد· الله الصمد· لم يلد· ولم يولد'' فلما كان الله تعالى لم يلد ولم يولد فإنه واحد أحد، أوجد كل شيء ولم يوجده شيء· والواحد هو الذي لا يتجزأ ولا يتثنى ولا ينقسم، فالله واحد لا جزء له، والله تعالى واحد بمعنى انه يستحيل تقدير الانقسام في ذاته، وهو واحد لا يتثنى بمعنى انه لا نظير له، وهو بهذه الصفة متفرد ولا أحد يشاركه فيها وقد يقول قائل: الشمس ايضا لا نظير لها ونقول: الشمس لا نظير لها ولكنها وإن كانت قابلة للانقسام بالوهم فهي متجزئة في ذاتها لأنها من قبيل الأجسام فهي لا نظير لها الا انه يمكن ان يكون لها نظير، أما الله تعالى فهو واحد لا يمكن ان يكون له نظير، فهذا يستحيل، فإن كان في الوجود موجود يتفرد بخصوص وجوده تفردا لا يتصور أن يشاركه غيره فيه اصلا فإنه الواحد المطلق أزلا وأبدا والعبد إنما يكون واحدا اذا لم يكن له نظير في ابناء جنسه في خصلة من خصال الخير وذلك بالمقارنة مع ابناء جنسه وبالنظر الى عنصر الوقت إذ يمكن ان يظهر في وقت آخر مثله وبالاضافة الى بعض الخصال دون الجمع فلا وحدة على الاطلاق الا لله تعالي· وتضيف د· أمال: وحظ العبد من هذا الاسم أن يؤمن بأن الله تعالى واحد ولا يشرك معه غيره، وأن يتأمل الكون من حوله فإن كل ما فيه يدل على وحدانية الله تعالى الواحد المتفرد والمهيمن على الكون كله والذي لا يخفى عنه مثقال ذرة من شيء· وعلى العبد أن يسعى ليكون متميزا عن غيره بخصال الخير والحق والعدل، وأن يكون موقفه تجاه الله تعالي واحدا وهو الايمان به وبوحدانيته وملائكته ورسله وكتبه ايمانا لا يزعزعه شك وايمان يقين يصل به الى القرب من الله تعالى الواحد الأحد·