سامح إسماعيل يتجاوز كل الحواجز الفنية لخدمة الإسلام

درس الفنان الشاب سامح اسماعيل في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وقبلها درس كافة انواع الخطوط العربية بمدرسة تحسين الخطوط المصرية حتى أتقن الخطوط الكلاسيكية المعروفة مما أتاح له تجربة فنية شديدة الخصوصية تسعى للتعامل مع الخط العربي كموضوع ومضمون للعمل التشكيلي الذي ينتجه وهو عبارة عن لوحات فنية مكتوبة بالخط العربي باسلوب مختلف· ورغم انه لا يزال في بداية التجربة فقد نجح في ان تكون له بصمة خاصة في اعماله التي وجدت اقبالا كبيرا من الاجانب، ويراهن على قدرة الخط العربي على انتاج لوحات فنية حديثة ومتجددة تساهم في اثراء الفن التشكيلي المعاصر· الكتلة والفراغ وأغلب لوحات سامح اسماعيل في قالب مستطيل أو مربع لتتيح له حلولا غير تقليدية خاصة بالكتلة والفراغ في العمل الفني، كما ان مضمون لوحاته من أشعار أقطاب الصوفية كالرومي وابن عربي وابن الفارض، بالاضافة الى عبارات من الشعر الأندلسي والأموي حتى يخرج الخط العربي كعنصر تشكيلي متميز ويكون الفنان على حريته في اختيار اكبر عدد من المضامين التي يبحث عنها، فتجد في الاعمال واللوحات عبارات جميلة مثل ''أنا راية العشق والعاشقين اذا سرت سار الجمال ورائي'' وايضا ''هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التيى النقي الطاهر العلم''· ويقول الفنان سامح اسماعيل إن دراسته للفن التشكيلي وقواعد الخط العربي جعلته قادرا على تطوير رؤيته لمراحل أبعد حيث بدأ يعمل على فكرة الكتلة والفراغ اللذين يوفرهما الخط العربي بأبعاد تشكيلية فيها حرية اكبر، ويسعى من وراء ذلك الى اكتشاف مناطق جديدة في الخط العربي تتيح له ان يقدم فنا عالميا لا يقتصر على المسلمين والعرب مثل أي نوع من الفن التشكيلي المعاصر، فالخط ثقافة وهوية عربية ولغتنا العربية الشديدة الثراء يمكن استخدامها في جميع الفنون الاخرى المعاصرة كالطباعة والدعاية والاعلان· وأضاف ان اعماله الفنية ناتجة من انصهار قواعد الخط العربي واستلهام روحه وهضم كل العلاقات بين الخطوط المختلفة حتى وصل الى ايقاعات وتركيبات فنية جديدة، ويعكف الآن على الاشتغال على الخط العربي كفن، وبدأ يتحرر من قواعد الخط العربي وذهب بها الى قواعد الفن التشكيلي، وتعامل مع الخط على انه موضوع مثل المناظر الطبيعية والموديل، ويحاول توظيف هذا الخط مع قواعد العلاقات التشكيلية كالنسب والتوازن والتكوين، ويهتم كثيرا بالعلاقات بين الكتلة والفراغ من خلال إحداث توازن بين الفراغ المحيط بالكلمة فتنتج عنها رؤية تشكيلية بصرية لموضوع الخط العربي، وهو غير مهتم في اعماله بالكتابة على سطر أو تقييد نفسه بالجو التقليدي السائد في التعامل مع الخط العربي· إعجاب أجنبي ويؤكد سامح اسماعيل انه يمضي في تجربته الفنية بعد دراسة وافية لكل الخطوط وتأمل كل ما هو مكتوب ومزخرف في الفنون الاسلامية المتنوعة كالخزف والحُلي والعمارة، ويحاول تطوير القواعد والاساليب والافكار التي عمل عليها لأنه لا يخاطب المسلمين فقط بل يهدف بالاساس الى الوصول للمتلقي الاجنبي بطريقة تناسب مفرداته الجمالية والتشكيلية وهو يريد من المتلقي ان يتعايش مع الخط والتشكيل وان يبتعد عن فكرة اللافتة· وقد نجح هذا الاسلوب مع الاجانب الذين اقبلوا على لوحاته بينما لا يزال المتلقي العربي أسير قراءة اللوحة ولا يريد ان يتعامل معها باعتبارها روح الخط العربي· وأضاف انه يشتغل على موضوع الخط العربي باعتباره ابن الثقافة العربية التي تحمل تراثا ومفردات جمالية، وقد كرم الاسلام العربية فأضاف للتراث قوة واصطفاء وهو يفخر بأنه امتداد للفنان المسلم الاول؛ لأن الفنون الاسلامية عظيمة وفيها تأكيد للمعاني والمبادئ السمحة وتتحقق من خلالها روح الاسلام، لكن المشكلة اننا جمدنا هذه الفنون وتوقفنا عن الابتكار فيها وآخر تطوير للخط العربي تم ابتكاره منذ اكثر من 300 عام بينما لا يزال الفنانون المعاصرون مستمرين في تجويد القديم والاكتفاء به مع اننا لم نستنفد طاقة الخط العربي حتى الآن· ومثلما يقول الصوفية وعلماء الكلام ان للحرف طاقة ولكل حرف مراتب ومقامات يمكن استغلالها وعمل ابداعات لا حصر لها منها· مفردات النقطة وحول عدم استعانته بالزخارف في اعماله قال إن لديه مفردات يهتم بها وأهمها النقطة في الخط العربي وهي تتيح له فراغات ومساحات تساهم في تكوين العمل الفني بدرجة تجعله في غير احتياج للزخارف التي ينحصر دورها في الخط في انها تطعيم مكمل للشكل وما يهمه هو الفراغ والاتزان في العمل وإن كان هذا لا يمنعه من الاستعانة بالزخارف والموتيفات الاسلامية المعروفة مستقبلا خاصة انه لا يزال في بداية التجربة، فضلا عن انه غير مقيد بأي شيء طالما انه يخدم العمل الفني الذي يصب في خدمة الاسلام والثقافة العربية·