الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعصب ضد المسلمين

11 أكتوبر 2007 01:17
لا نملك إلا أن نحيي المبادرة التي جاءت من إسبانيا لتنظيم مؤتمر دولي لمواجهة التعصب ضد المسلمين في أوروبا الذي انعقد في قرطبة -إحدى معالم الحضارة الإسلامية- خلال اليومين الماضيين ونظمته منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، في سابقة تعد الأولى من نوعها من حيث مستوى الحضور وطبيعة الهيئة المشرفة على الحدث، حيث التقى ساسة وأكاديميون ودبلوماسيون من الدول الأعضاء في منظمة الأمن، بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، لمناقشة جذور التمييز ضد المسلمين وتداعياته والدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في معالجة هذه الظاهرة، إلى جانب تأثير الدور التعليمي فيها· كان من المأمول أن تملك زمام المبادرة لمثل هذه المؤتمرات منظماتنا العربية والإسلامية وفي مقدمتها جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ليس بمجرد تنظيم ندوة او حلقة في مؤتمر لمناقشة هذه القضية، وإنما ما نعنيه أن تكون هذه القضية حاضرة بشكل منظم ومنهجي ومستمر في دوائر المنظمات العربية والإسلامية الإقليمية والدولية· فقد استشرى هذا التعصب ضد المسلمين في الغرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولم يقف عند حد كراهية المسلم ومنع الحجاب في المدارس، ورفض التوظيف في الشركات ودوائر العمل الأخرى، و''البهدلة'' في المطارات، بل تجاوز كل ذلك إلى التعدي على المسلمين والمساجد· وعلى سبيل المثال تشير أرقام المرصد الأوروبي لمعاداة العنصرية والكراهية إلى تنامي حالات التعرض للمسلمين في إسبانيا والاعتداء عليهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، الأمر الذي من شأنه دق ناقوس الخطر في البلاد· بل تحول الأمر الى ما هو أخطر بزرع أفكار خاطئة في الذهنية الغربية والعالم كله، تقوم على الخلط بين الإسلام والإرهاب، فقد نجحت وسائل الإعلام العالمية في تدعيم الصورة المشوهة أصلا في الذهنية الغربية عن الإسلام والمسلمين لأسباب تاريخية وسياسية معروفة· حتى أصبح المسلم في ذهن العالم متهما حتى تثبت براءته· السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا فعلنا نحن العرب والمسلمين لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، غير شجب هذه الصورة المشوهة وتكييل التهم والسباب والشتائم على المنابر وعبر وسائل الإعلام لصانعيها· هناك تيارات وأشخاص وعلماء ومفكرون يدركون حقيقة الإسلام والمسلمين ويرفضون هذا التشويه، ولكننا بعيدون عنهم ولا نضع أيدينا في أيديهم ولا نقدم لهم كلمة شكر على جهودهم التطوعية من اجل مواجهة تيار الكراهية والتعصب ضد المسلمين· وهناك أيضا مؤسسات فكرية وأكاديمية يمكن من خلالها مناقشة هذه القضايا وإقامة ندوات ومؤتمرات حولها يشارك فيها علماء ومفكرون ودعاة من العالم الإسلامي والغرب بل من مختلف أنحاء العالم، وغير ذلك من الوسائل العديدة· لكن ما يعيبنا غياب الاستراتيجية والعمل المنظم لمؤازرة قضايانا، فنحن نفتقد إلى النفس الطويل والخطط طويلة الأمد أو حتى قصيرة المدى، ونتحرك دائما في نطاق رد الفعل، فمتى يشغل العرب والمسلمون موقع الفاعل وليس المفعول به في ''جملة'' القضايا التي تعنيهم؟ Ayounis99@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©