الصندوق الأخضر

كما يعلم الجميع فإن لكل طائرة صندوقا يسجل كل المعلومات الخاصة بالطائرة وملاحتها وما يحدث من تغيرات لها، ويطلق عليه ''الصندوق الأسود''، وهذا الصندوق في الحقيقة ليس بأسود اللون ولكنه برتقالي، وما أريد أن أتحدث عنه هنا هو صندوق مهم كالصندوق الأسود تماماً، ولكن مع اختلاف اللون، فكما يعلم الجميع لكل لون معنى ووصف يميزه عن باقي الألوان، لذلك أحببت أن أطلق عليه ''الصندوق الأخضر'' وهو في الحقيقة أبيض اللون وليس أخضر وأطلقت عليه الأخضر لأنه يرمز للحياة وجمالها واستمراريتها وعذوبتها وهو أبيض اللون لما يحمله من معاني الوفاء والصدق في العمل والتعاون على الخير بالمحبة وصفاء النفس· الصندوق الأخضر هو ''صندوق الزواج'' وهذا الصندوق عبارة عن مؤسسة غير ربحية تقدم منحة تقدر بسبعين ألف درهم لكل من يتقدم للزواج وفق شروط معينة ولا يقتصر الدعم بالمادة فقط، ولكن بالإضافة إلى ذلك تقدم دعماً معنوياً ودورات تثقيفية صحية ونفسية لضمان وجود أسرة واعية مثقفة·· ولا ينكر أحد الدور الكبير الذي قدمه صندوق الزواج في مساعدة فئة كبيرة ممن يرغبون في تكوين أسرة سعيدة من دعم مادي ومعنوي وارشادي بالمحاضرات الاجتماعية والدورات التثقيفية الصحية والنفسية· لكن ما نشاهده اليوم من الغلاء سواء في السلع الاستهلاكية والمتغيرات الكثيرة من حولنا في أي من متطلبات المعيشة بأنواعها يتطلب مراجعة بعض شروط مؤسسة صندوق الزواج وخاصة: ألا يكون راتب المتقدم للمنحة أكثر من عشرة آلاف درهم ولو بدرهم واحد!! ولنقف قليلاً عند هذا الشرط المهم ولنسأل أنفسنا؟ لماذا لا تعاد الهيكلة من جديد بما يتناسب مع الوضع الراهن من متغيرات؟ لم أكتب هذه المقالة إلا بعد ما شاهدته وسمعته من كثرة الشكاوى في وسائل الإعلام سواء كانت المقروءة أو المسموعة، لذا نتمنى من القائمين على هذه المؤسسة الخيرية إعادة النظر في بعض شروط المتقدمين للمنحة، ولا يخفى على أحد أن الكثيرين يعولون أما وأباً وأخاً وأختاً وغيرهم ممن يسكن بالإيجار ومن توجد لديه متطلبات أخرى، فحتى لو وصلت رواتبهم إلى أكثر من العشرة آلاف درهم يظل هؤلاء في احتياج إلى مساعدة الصندوق·