برنامج إذاعي يكشف حاجة مسلمي فرنسا للارشاد

في إحدى الأمسيات الرمضانية في باريس وعقب تناول وجبة الإفطار يتصل مسلمون من جميع ارجاء فرنسا بأحمد القيعي لطرح اسئلة دينية، وتسأل فتاه ''هل اضع عطرا في رمضان؟'' ويسأله صبي عن استخدام جيل للشعر، ويكرس القيعي وهو محام تحول للعمل الصحفي برنامجه الاذاعي المسائي الذي يعتمد على الاتصالات الهاتفية للامور الدينية في الشهر الكريم رغبة في مناقشة أفكار مهمة، ولكن مستمعيه يواصلون طرح اسئلة عن تفاصيل صغيرة، وسأل القيعي مستمعيه وثلاثة ائمة دعاهم لاستديو محطة بور اف·ام ''لماذا نتلقى عدداً كبيراً من الأسئلة عن كيفية تطبيق الإسلام''· وللمحطة شعبية كبيرة بين ابناء المهاجرين من شمال أفريقيا الذين ولدوا في فرنسا، واجابت متصلة قالت إن اسمها نصرة ''ليس هناك من يعلمنا ديننا''، وتضيف نجاة ''آباؤنا غير متعلمين لذا ترى اناسا لا يعلمون كيفية الصلاة او ما ينبغي عمله في رمضان·'' ومعظم الأئمة في فرنسا وعددهم 1200 لم يتلقوا تدريبا رسميا ونحو الثلث لا يتحدث الفرنسية، ويلجأ كثير من الشباب لتطبيق التعاليم الدينية كل واحد بأسلوبه، وقال عبد الحق الدوق إمام مسجد وواعظ بأحد السجون الذي شارك في برنامج القيعي ''لا يعلم مسلمو فرنسا دينهم، أنا ابن مهاجر ويمكن أن أقول إن والدي لم يعلمنني الدين والمدرسة لم تعلمني الدين ولم نتعلم شيئا عن الدين في الشارع·'' وتابع ''لذا يحاول كل شخص أن يفهم الدين بأي وسيلة ممكنة·'' وشكا غالب بن شيخ الضيف الثاني وهو يقدم برنامجاً اسبوعيا عن الاسلام على شاشة التلفزيون الفرنسي من أن ''معظم الأسئلة التي نتلقاها تنم عن ضيق افق·'' وفي مكالمتها الهاتفية قالت نصرة إن شقيقها المراهق وقع تحت تأثير واعظ سلفي وبدا يقول لابيهما غير المتعلم إن صلاته غير صحيحة وتابعت ''انه امر مؤلم· هؤلاء الصبية يتركون المدرسة ويلتفون حول هؤلاء الوعاظ الذين يعلمونهم امرين او ثلاثة بشكل ينم عن تعصب·'' وقال سيلفان وهو شاب فرنسي اعتنق الإسلام إن بعض الشبان المسلمين المشوشين ''يذهبون للدراسة في اليمن او سوريا ويعودون اكثر ارتباكا ولكن مزودين بمزيد من الحجج·'' وقال بن شيخ إن التركيز السلفي قاد إلى ''طلبنة حقيقية لعقول ''الشبان الذين يتبعونهم ، وقال القيعي إن برنامجه الذي يستمع اليه نحو نصف مليون شخص يوميا فتح عينيه على جهل متفش بالاسلام بين مسلمي فرنسا وتابع ، '' ان الناس إن لم يجدوا ما يبحثون عنه سيستمعون لاشخاص ليس لديهم ثقافة او علم او خبرة· وذلك امر خطير·''