الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية أرجوحة الذكريات تسرد الخوف والحب

رواية أرجوحة الذكريات تسرد الخوف والحب
11 أكتوبر 2007 01:35
صدر مؤخراً للشاعر العراقي المقيم بالدنمارك منعم الفقير رواية بعنوان'' أرجوحة الذكريات'' وهي الجزء الأول لسلسلة روائية بعنوان ''مقهى مراكش'' يُنتظر أن تصدر لاحقاً بالتتابع،وتقع الرواية في 192 صفحة من الحجم المتوسط وهي من إصدارات دار النشر الدنماركية ''تيذنة سكفتة''، وقد اختار منعم إصدارها بلغة بلد الضيافة بينما ترجمتها إلى الفرنسية الشاعرة المغربية ثريَّا إقبال· أحداث الرواية تدور أحداث الرواية بين مدينة ''الصويرة ''المغربية وكوبنهاغن وبغداد بين 1986 و ،2001 حيث يلتقي عراقيان منفيان صدفة في ''مقهى مراكش'' بمدينة الصويرة ويتعارفان لكن كلا منهما يتوجس خيفة من الآخر في البداية لاعتقاد كل طرف أن الآخر قد يكون ''عيناً'' للنظام تتعقبه وتترصد خطواته وتحركاته ونشاطاته، لكن هذا الحذر يتراجع بمرور الوقت وتزول المحاذير بعد أن يتأكد كل منهما من خلوِّ الآخر من ''أمراض الاستبداد'' وهي الوشاية والخوف والريبة، فتتوطد العلاقة بينهما· بعدها يقوم ''بهاء'' و''ربان البحر'' بسرد ذكرياتهما، وبذلك يبقى المؤلف وفياًّ للتقليد الذي دأب روائيو وأدباء المهجر على إتباعه في كتابة رواياتهم إذ غالباً ما يستعينون بالذاكرة والعودة إلى ماضٍ عاشوه في أوطانهم لتحقيق بناء سردي ناجح· من خلال سرد الذكريات يتبين أن ''بهاء'' قد تنقل بين عدة مناف عربية ليستقر أخيراً في الدنمارك لاجئاً سياسياً وقد جاء إلى المغرب بحثاً عن قلب امرأة يودعه حبَّه المشرد، ويبدو أن ''بهاء'' لم يجد ضالته في الدنمارك حيث تسود المادة والجسد على حساب المشاعر النبيلة الصادقة، أمَّا الربان فهو مهاجر أو رحالة يتخذ من مدينة الصويرة قاعدة للانطلاق نحو مدن تتسع لأحلامه، وكلاهما هربا من وطنهما حتى لا يُساق عنوة إلى حرب لا يريدانها، يستغيثان بالعالم من جور السلطة على وطنهما؛فبهاء طالب الفلسفة بجامعة بغداد تعرض للتنكيل والتعذيب قبل هروبه بسبب أفكاره،أما ربان البحر فقد أرّق أباه الذي كان خائفاً من أن يساق إلى الحرب ويصبح هاجسه الأول هو كيفية ''تهريب'' ابنه إلى خارج البلد حتى لا يؤخذ إلى التجنيد قسراً، وقبل أن يفعلها قصَّ على ابنه حكاية حبِّه ليدفعه إلى التعلق بالحب والحياة والحرية كنقيض للحرب والتدمير والقتل والرضوخ للاستبداد، فالحياة بلا حب موت كامن،وحينما ينجح الأب في بثِّ مشاعر حب الحياة في ابنه وتهريبه إلى الخارج، يشعر بالراحة على مصير ولده بعيداً عن الحرب ثم يختار هو الموت بإرادته؛ أي أنه ينتحر ليتفادى،فيما يبدو،انتقام النظام منه بقسوة على فعلته التي عادة ما يؤدلجها على أنها''خيانة'' للوطن· السلطة ويقول الشاعر والروائي منعم الفقير عن روايته إنها تستند في بنائها الدرامي إلى جزء من سيرته الذاتية ومن سير أشخاص يعرفهم إلى حدِّ تبني ذكرياتهم · وفي إشارة إلى الحرب العراقية- الإيرانية في الثمانينيات، أبدى الشاعر العراقي رفضه القاطع لتزكية هذه الحرب التي افتعلها النظام دون مبرر، وقال إن ''فعل الكلمة هنا لا يقل عن فعل الطلقة فكلاهما سواسية في الذنب والمسؤولية'' وعاب على الدولة عدم اعترافها بحق رعاياها بالانصراف عنها لمزاولة تفاصيل حياتهم العادية واعتبر أن الوطن ''مخطوف من السلطة التي تحتال على رعاياها بالقيم بينما هي في الواقع منتجات سلطوية تعيد إنتاجها أو تجّدد صلاحيتها حسب الحاجة السياسية إليها؛ القيم آليات معنوية للسلطة لفرض الهيمنة''، وطالب الشاعر العراقي كل المثقفين أن يحذو حذوه ويشكلوا لوبي ''يضغط على دوائر القرار وينحاز للإنسان ضد تجاوزات الدولة وهتك الحياة اليومية لمواطنيها، ويسعى إلى رفض الحرب وتجريم مقترفيها والداعين إليها على حد سواء''· ويُذكر أن الشاعر منعم الفقير أصدر إلى حد الساعة 14 مجموعة شعرية كما صدرت له روايتان مشتركتان مع الشاعرة الدنماركية مريانة لارسن·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©