اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين في دارفور

اشتبكت القوات الحكومية السودانية مع متمردين من جيش تحرير السودان في مدينة طويلة شمال دارفور ، في وقت أعلنت السفارة الاميركية في الخرطوم أنها ستسحب موظفيها من دارفور وذلك في ضوء تدهور الأوضاع الأمنية في الاقليم إلى أن يتأكد أن الوضع الأمني يكفل العودة· وقالت بعثة الامم المتحدة في السودان أمس ان ''ظروف الاشـتباكات لا تزال غامضة، مشيرة الى ان ''فريق العمل التابع للامم المتحدة في طويلة أخلي مؤقتا الى الفاشر''، عاصمة ولاية شمال دارفور· ولم تقدم النشرة اليومية للبعثة الافريقية أية حصيلة عن ضحايا يحتمل انهم سقطوا في تبادل اطلاق النار· وهدد جيش تحرير السودان وحركة تحرير السودان باستئناف الحرب مع حكومة الخرطوم بعدما اتهماها بشن هجوم على مدينة المهاجرية جنوب دارفور، أسـفر عن 52 قتيلا بينهم 48 مدنيا· إلا ان الجيش السوداني نفى ان يكون قد شن اي هجوم مؤكدا ان ما جرى في هذه المنطقة عبارة عن ''مواجهات بين قبائل'' محلية· وحذرت منظمة العفو الدولية من ان الجيش السوداني يستعد لشن هجمات في شمال دارفور في الاسابيع المقبلة مطالبة بتدخل قوات الأمم المتحدة في المنطقة· وقالت بعثة الامم المتحدة في السودان ان نحو 6000 من لاجئي المهاجرية وسكانها فروا من المدينة بعد تعرضها للهجوم والتجأوا الى مخيم قريب تابع للبعثة الافريقية· واضافت ان مواطنين آخرين فروا من المناطق المحيطة بالمدينة التي كان يقطنها 20 ألف نسمة وأصبحت ''خالية بالكامل'' من السكان· وأشارت الى ان عددا كبيرا من المنازل احترق وكذلك الأمر بالنسبة الى عدد من المحال التجارية· وتابعت البعثة في نشرتها ان منظمات غير حكومية وبعثة الاتحاد الافريقي تتوليان إسعاف الجرحى وان الاخيرة تزود اللاجئين بمياه الشفة، مشيرة الى اجلاء 29 عاملا في المجال الانساني من المدينة الى نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور· وقال متمردون ان الميلشيا التي تحشدها الحكومة والتي تعرف باسم الجنجويد بالاضافة الى عدد صغير من جنود الجيش مازالت تحرق القرى المحيطة ببلدة مهاجرية · وقال قائد فصيل الوحدة بجيش تحرير السودان ابو بكر كادو ''توجد طائرات تقصف جنوب دارفور''· وقالت الامم المتحدة ان التوترات المتزايدة قيدت تحركات موظفي الاغاثة في نيالا عاصمة جنوب دارفور لذلك فان بعض الموظفين سيغادرون المنطقة أثناء عطلة عيد الفطر· من جهته قال مارتن لوثر اجواي قائد قوة الاتحاد الافريقي في دارفور الذي سيرأس قوة مشتركة من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة إن طائرات حكومية حلقت فوق البلدة ولكنها لم تقصفها· وقال بيان الجيش الذي نقلته وكالة السودان للانباء ان الطائرات السودانية التي شوهدت تحلق فوق المنطقة كانت تراقب منطقة حسكنيتة حسب طلب قوات السلام التابعة للاتحاد الافريقي ولم تكن في منطقة مهاجرية· من جانبها وافقت تايلاند على إرسال 800 جندي للانضمام لقوة مشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور · وذكر بيان لوزارة الخارجية التايلاندية ان بانكوك سترسل جنودا من المشاة للمنطقة قبل نهاية العام وانهم سيبقون هناك لمدة عام· وتابع البيان ان الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يدرسان من أين ستأتي بقية القوات والتي ستشمل أفرعا أخرى من الجيش إلى جانب ستة آلاف من الشرطة المدنية· الى ذلك قال مسؤول من جنوب السودان إن الشركات الأميركية التي تعمل على تنمية جنوب السودان ستعفى من عقوبات أميركية بمقتضى اتفاق على تشجيع الاستثمار · لكن وزير المالية في حكومة جنوب السودان مول اثيان قال إن الشركات الأميركية لن يسمح لها بالاستثمار في قطاع النفط السوداني·