الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الواجبات المدرسية ليست نوعاً من العقاب

الواجبات المدرسية ليست نوعاً من العقاب
12 فبراير 2012
يستقطب موضوع «تأثير المناخ الأسري على التحصيل الدراسي» للأبناء اهتمام كثير من الباحثين في مجال العلوم التربوية والتعليمية، وفي دراسة منشورة للباحثة نعيمة الدويسان، ذهبت إلى أن 20?5 % فقط من أولياء الأمور يقومون بالزيارات المدرسية لأبنائهم بانتظام، في حين أن أكثر من 52?5 % منهم يقومون بزياراتهم من حين لآخر، وبالرغم من اهتمام الأسرة بمستويات أبنائها الدراسية، إلاّ أن هُناك 56 % من الأسر تولي اهتماماً كبيراً بالتقديرات العالية لأبنائها ونسبة 36 % من الأسر تمكن أبناءها من الاشتراك في الدورات الدراسية لرفع مستواهم التحصيلي ونسبة 29?5 % أحياناً تدعم أبناءها بهذه الدورات. من جانب آخر، ينظر كثير من الأطفال إلى المدرسة على أنها بيئة من العمل المتعب، نظراً لأنها تؤرقهم في الكثير من الأعمال والواجبات، إضافة إلى كونها بيئة نظامية صارمة تقيد حريتهم في اللعب والتحرك وفقاً لأهوائهم ولما اعتادوا عليه في البيت، حيث تصطدم رغباتهم بالكثير من التعليمات والممنوعات التي فرضها عليهم النظام المدرسي والصفي، لذلك كان البيت بالنسبة لهم هو الملجأ والملاذ للتخلص من البيئة الصارمة والنظام الصفي، وهو المكان الذي يتصرفون به وفقاً لاحتياجاتهم ورغباتهم، بعيداً عن سلطة المعلم والمدير. إلا أنّ سلطة المدرسة وواجباتها لا تنتهي بمجرد انتهاء الدوام المدرسي، بل تقتحم الواجبات البيتية التي يعطيها المعلمون للأطفال الأجواء الأسرية عليهم، وتسرق منهم الكثير من الوقت الذي يعتبرونه خاصاً بالمتعة واللهو. محاولات الهروب يرى الاختصاصي التربوي، روحي عبدات، أنه بالرغم من الجهد الذي يبذله الوالدين مع أطفالهم من أجل حل الواجبات المدرسية في محاولة لأن يبدأ ابنهم بداية جيدة في عام دراسي جديد، إلا أن الأبناء يحاولون الهرب من هذه الواجبات بشتى الطرق والوسائل، من بينها حيل دفاعية كثيرة يستخدمها الطفل كالتمارض، والإبطاء، ولفت الانتباه إلى أمور جانبية، والتحايل. فقد يحدث جدال كبير بين الابن ووالديه من أجل تأدية واجباته المدرسية، وقد يقوم الطفل بالمجادلة لمدة ساعتين من أجل القيام بواجباته، أو يتفنن في ضياع الوقت بأن يبري القلم مرة كل كلمتين أو يشطب الجملة ويعيد كتابتها مرة أخرى، أو أن يذهب إلى دورة المياه كل ربع ساعة أو أن يخلق الأعذار بأن يطلب الأكل أكثر من مرة، كل هذه محاولات لتضييع الوقت، ثم يبكي الطفل، وذلك لأن الوقت ضاع وأنه تعب من الكتابة. وباختصار يفعل كل شيء لكي يهرب من الواجبات المدرسية، هذا النوع من الأطفال تجدهم أيضاً في المدرسة لا يكملون كتابة الدرس ويفضلون أن تكتب لهم أمهاتهم واجباتهم رغم أن الأغلبية منهم أذكياء. ويقول عبدات: «عندما يرى الوالدان ابنهم مقصراً في حل واجباته، فإنهم يعتقدون أنه مهمل رغم توافر كل وسائل الراحة له. إلا أن عدم الاهتمام به يعطيه عدم الثقة بنفسه، فينعزل عن أصدقائه أو يغرق في قراءة الكتب أو مشاهدة التلفزيون، ويصبح حساساً جداً من مشكلاته الصحية، ويمكن أن ينقلب إلى طفل مشاغب في المدرسة، ولو اطلعنا على الأسباب التي تمنع الأطفال من حل واجباتهم أو التقاعس عنها لوجدناها كثيرة وأهمها: كثرة الواجبات البيتية التي يكلف بها الأطفال والتي تفوق قدرتهم على الاحتمال، وعدم وجود مكافأة مادية أو معنوية ناجمة عن إنجاز الطفل لهذه الواجبات، وعادة ما تكون هذه الواجبات خالية من المتعة، ولا تثير في الطفل التحدي والدافعية، وعدم إتاحة المجال للأطفال في المدرسة بالتعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم، واعتماد النظام المدرسي على التعليم التلقيني الذي يخلو من الممارسة العملية والذي يتغيب فيه دور الطفل في العملية التعليمية، إلى جانب أن الواجبات المدرسية تأخذ نصيب الطفل من اللعب واللهو والمتعة التي يقضيها مع أسرته وأصدقائه، وأحياناً نجد اقتران الواجبات المدرسية بنوع من عقاب الطفل الذي يتبعه المعلم أحياناً، ومن ثم يشعر الطفل بأن هذه الواجبات دون جدوى وبلا فائدة. ومن أجل التغلب على هذه الظاهرة، يمكن للأسرة والمعلم اتباع مجموعة من التعليمات، علماً بأن ما يحتاج إليه الطفل في هذه الحالات ليس مجرد المساعدة في حل الواجب وإنما المساعدة النفسية والانفعالية أيضاً». أساليب إيجابية للتشجيع ينصح عبدات الآباء والأمهات باتباع أساليب تربوية من شأنها حل هذه الإشكالية، من خلال إتاحة جو من الحرية في المدرسة والصف، بحيث يشعر الطفل بالتغيير، وببيئة تعليمية مشجعة تهتم باحتياجاته وميوله، وعدم الإثقال على الطفل بالكثير من الواجبات البيتية التي تحرمه من الاستمتاع بوقته مع الأسرة، وحل جزء من هذه الواجبات في إطار المدرسة، وبث الثقة في نفس الطفل وإشعاره بأنه شخص قادر على حل مثل هذه الواجبات، مع أهمية إعطاء معززات أو درجات لمن يحل الواجبات البيتية، وعدم اعتبارها لإضاعة الوقت، بحيث تكون المعززات من قبل المعلم والأسرة أيضاً.- التضامن النفسي والانفعالي مع الطفل أثناء حل الواجب، وإشعاره بأن الأسرة معه في محنته، وإعطاء الواجبات قيمة حقيقية بتركيزها على أمور تثير دافعية الطفل وحماسة للوصول إلى الحل،
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©