الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطاقة المتجددة تحقق التنمية المستدامة لشعوب الأرض

الطاقة المتجددة تحقق التنمية المستدامة لشعوب الأرض
12 فبراير 2012
أثناء دراسته للهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات، وجد عبدالعزيز العبيدلي نفسه منجذبا لعلم الديناميكا الحرارية وتطبيقاتها المختلفة، والتي من أهمها الطاقة وتحويلها من شكل إلى آخر، وإيمانا منه بأهمية الطاقة التي تعتبر عصب الحياة الحديثة، توجه إلى جمهورية ألمانيا لدراسة طرق توليد الطاقة بأشكالها المتنوعة، ضمن برنامج دراسات عليا في جامعة آخن، وبالمقابل فإن هوايته جعلته يخصص أبحاثه لدراسة مصادر وتطبيقات الطاقة المتجددة. ويعتبر عبدالعزيز العبيدلي نفسه غواصا معتمدا من المنظمة العالمية لمراقبة الحياة البحرية، وهو يعشق السفر إلى البيئات الطبيعية ذات التنوع الحيوي، ويؤمن إيمانا عميقا بأن أحد أهم شروط التنمية المستدامة التي تسعى لها كل شعوب العالم اليوم هي استدامة البيئة، والتي لا تتحقق إلا برعايتها والمحافظة على تنوعها الحيوي، وبناء محطات للطاقة المتجددة تقلل من انبعاثات الغازات السامة التي تطلقها محطات توليد الطاقة التقليدية، ولا شك أن إطلاق حكومة أبوظبي لمبادرة مصدر، وعزمها تطوير تطبيقات الطاقة المتجددة شجعه على مواصلة طريقه في هذا الاتجاه، وقد حصل على بعثة دراسية من شركة مصدر، ما وفر له فرصة رائعة لزيادة رصيد معرفته. تغير أنماط الحياة ويقول المهندس العبيدلي إن الطاقة هي العامل الرئيس لإنتاج الكهرباء وتوفير المياه، إضافة إلى ذلك فإن الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا وانعكست فوائدها على العالم أجمع، بدأت منذ أن اكتشف الإنسان الآلة البخارية وحرق فيها كميات هائلة من الوقود العضوي، حتى الزراعة والتبادل التجاري أصبحا اليوم مرهونين بمدى توفر الطاقة. ومع مضي الزمن أصبح هناك تحول هائل يجري على كوكب الأرض، حيث جاوز عدد سكان الأرض 7 مليارات إنسان، ومازال هناك ازدياد مطرد في عدد سكان الأرض، ويتوقع أن يصل إلى قرابة 8 مليارات نسمة حسبما قالت هيئة الأمم المتحدة، وسوف يحتاجون إلى كميات هائلة من الطاقة، لتوفير الحاجات الأساسية لهذا الكم الهائل من البشر، كما أن هناك سببا آخر يدعو إلى التخوف، وهو أن عددا كبيرا من هؤلاء يعيش في دول العالم الثالث، وفي الحقيقة إن ما يقارب 37% من سكان العالم يعيشون في الهند والصين فقط، و15 % يعيشون في القارة الإفريقية، وهؤلاء الناس يسعون اليوم إلى تغيير أنماط حياتهم إلى حياة أكثر رفاهية. طاقة الرياح والأمواج ويضيف العبيدلي، أن كوكب الأرض غني بالموارد والظواهر الطبيعية مثل الشمس والرياح والأنهار والأمواج، والتي في حد ذاتها مصادر متجددة للطاقة لا ينضب ولا ينتهي، فالشمس وحدها تمنح الطاقة التي تصل منها للأرض في سنة واحدة فقط، أكثر من 1000 مرة استهلاك دول العالم أجمع في عام 2011، ورغم أنه لا يمكن استغلال كل هذه الطاقة لاعتبارات كثيرة، إلا أنه من الممكن توفير ما يغطي احتياج العالم إذا توفرت الإرادة السياسية، وتعاونت الحكومات وساهم المستثمرون برؤوس أموالهم، وتكاتف العلماء والباحثون من أجل توفير أفضل التقنيات وبأقل الأسعار. وبالإضافة إلى الطاقة الشمسية فهناك طاقة الرياح والتي تستخدم لتدوير توربينات هوائية، تشبه في شكلها المراوح وهي تولد الكهرباء وهناك طاقة المياه والتي يتم الحصول عليها ببناء السدود على مجاري الأنهار، إضافة إلى ذلك طاقة باطن الأرض التي يقوم الإنسان باستغلال الحرارة المتواجدة في الطبقات السفلى منها، تحت القشرة الأرضية لإنتاج البخار ومن ثم الكهرباء، وهناك مصادر أخرى مثل طاقة الأمواج وطاقة المد والجزر. غازات سامة ويكمل عبدالعزيز إن ذلك يعني أن كوكب الأرض غني بمصادر الطاقة المتجددة، ولكن للأسف بنظرة سريعة إلى الإحصائيات العالمية نجد أن 19 % بالمائة فقط من الإنتاج العالمي للطاقة، يأتي من مصادر متجددة، ومنها 16% باستخدام طاقة المياه، و3 % من مصادر متجددة أخرى كالشمس والرياح، ولتوفير 81% الباقية يتم حرق ملايين الأطنان من الوقود العضوي في محاطات توليد الطاقة، ونتيجة لذلك فإنه يتم إطلاق كميات هائلة من الغازات، التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون. وما يرهق كوكب الأرض أيضا الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين، وللأسف فإن الأدلة أصبحت أكثر وضوحا بأن انبعاث هذه الغازات السامة إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ساهم وما زال يساهم في الاحتباس الحراري، والتغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض، وأصبحت ظواهره واضحة ولا تحتاج إلى دليل كذوبان أجزاء شاسعة من جليد القطب الشمالي، وحدوث الفيضانات في بقاع مختلفة من المعمورة. استفادة دول الخليج ويؤكد العبيدلي أن الوقت قد حان لأن يتكاتف الجميع للقيام بمسؤولياتهم تجاه البيئة وتجاه الأجيال القادمة، وهناك دول عديدة خطت جديا في هذا الاتجاه، ومنها الدنمارك والبرتغال وإسبانيا وألمانيا، حيث تنتج ما يفوق 10% من استهلاكها السنوي للكهرباء باستخدام طاقة الرياح، وتعتبر جمهورية ألمانيا أكبر مستهلك عالميا للألواح الكهروضوئية، رغم عدم وقوعها جغرافياً في الحزام الشمسي، وعلى النطاق المحلي بادرت دولة الامارات كعادتها، ولعبت دورا رياديا في المنطقة حين أعلنت إمارة أبوظبي، بأنه بحلول عام 2020م سيتم إنتاج 7% من الاستهلاك السنوي للطاقة عن طريق الطاقة المتجددة، كما أعلنت إمارة دبي لاحقا عن عزمها بناء محطات طاقة شمسية بسعة 1000 ميجاواط تبنى تدريجيا حتى عام 2030م. إلا أن دول الخليج عموما والتي تعتلي قائمة أعلى الدول المستهلكة للكهرباء عالميا، مازالت مطالبة أكثر من غيرها بتقليل الاعتماد على الوقود العضوي في إنتاج الطاقة، والاستثمار في الطاقة المتجددة وخصوصا الطاقة الشمسية، خاصة وأن هذه الدول تتواجد في المنطقة التي يطلق عليها الحزام الشمسي، وتصلها يوميا كميات من الطاقة الشمسية تعتبر الأعلى عالميا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©