الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مع «أبوظبي».. السيتي يحقق مجداً لم يعرفه في 125 عاماً

مع «أبوظبي».. السيتي يحقق مجداً لم يعرفه في 125 عاماً
27 فبراير 2018 03:25
محمد حامد (دبي) يجسد مانشستر سيتي قصة نجاح إداري ومالي وكروي لم يسبق لها مثيل في تاريخ القارة العجوز، قياساً بالفترة الزمنية التي حقق خلالها إنجازاته على المستويات كافة، فقد اختصر الزمن منذ انتقال ملكيته إلى أبوظبي في صيف 2008، حيث كان في رصيد النادي 12 بطولة فقط، حققها على مدار 122 عاماً، وفي غضون أقل من 10 سنوات في «العهد الظبياني» ظفر بسباعية منحته صكوك اقتحام دائرة الكبار محلياً وقارياً وعالمياً، وعلى رأسها ثنائية الدوري عامي 2012 و2014، وكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم 2011، وكأس الرابطة 3 مرات أعوام 2014 و2016 و2018، بالإضافة إلى الدرع الخيرية، وهي «كأس السوبر» 2012. وترتبط قصة نجاح مان سيتي بالعقلية الإدارية المحترفة للجهات المالكة للنادي، فالأمر لا يرتبط بالدعم المالي وشراء النجوم، والتعاقد مع أفضل وألمع المدربين فقط، ومن بينهم روبرتو مانشيني، وبيب جوارديولا، وعلى الرغم من أهمية هذا الجانب في تحقيق نقلة تاريخية سريعة للأندية والكيانات الصغيرة، فإن الأمور تبدو أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، فقد حقق البلو مون نجاحاً كروياً وإدارياً ومالياً، لتكتمل منظومة التألق على المستويات كافة. 7 بطولات في أقل من 10 سنوات ليست هي الإنجاز الوحيد لـ«سيتي أبوظبي»، فقد حقق النادي طفرة لم تحدث من قبل في تاريخ أي كيان كروي، حيث ارتفعت قيمة النادي المالية من 200 مليون دولار عام 2008 وهو تاريخ انتقال ملكية النادي إلى أبوظبي، وصولاً إلى ما يقرب من مليارين و100 مليون دولار في الوقت الراهن، وارتفعت كذلك قيمة الدخل المالي الشامل للنادي من 27 مليون دولار إلى 650 مليون دولار في الفترة ذاتها. وعلى مستوى الشعبية، ارتفعت مكانة سيتي حول العالم، لينافس الأندية الكبيرة في فترة زمنية قصيرة، ومن بين مقاييس الشعبية مواقع التواصل الاجتماعي، التي تشهد تدفقاً هائلاً من المتابعين، حيث يبلغ جمهور سيتي عبر الـ«فيسبوك» ما يقرب من 32 مليوناً، و6 ملايين عبر «تويتر»، و6 ملايين من خلال «إنستغرام»، وما يقرب من مليون ونصف المليون متابع لقناة النادي عبر «يوتيوب»، وفي الوقت ذاته يقدم النادي موقعه الرسمي بلغات العالم المختلفة، وعلى رأسها «الإنجليزية» و«الفرنسية» و«العربية» و«الصينية» و«الإسبانية» وغيرها، مما يؤشر إلى تصاعد كبير في شعبية النادي وجماهيره حول العالم. التواضع الطموح بدوره، اختصر بيب جوارديولا، المدير الفني لمان سيتي، أهمية التتويج بلقب كأس رابطة المحترفين الإنجليزية بمزيج عبقري من الواقعية والتواضع والطموح الذي لا يعرف سقفاً، فقد أشار إلى أن البطولة في حد ذاتها لا يمكن القول إنها في أهمية لقب الدوري أو دوري الأبطال، أو غيرها من البطولات الكبيرة، ولكنها أقرب ما تكون إلى البداية الحقيقية له مع مان سيتي، فقد بدأ يعرف الطريق إلى الوقوف فوق منصات التتويج، ومن ثم لن يتوقف عن الظهور في هذا المشهد في البطولات المقبلة، سواء المحلية أو القارية. لقب كأس الرابطة الإنجليزية هو أقرب ما يكون إلى «فاتح الشهية»، الذي يتوقع بعده أن يلتهم مان سيتي البطولات، وعلى رأسها لقب البريميرليج للموسم الحالي، وهو أقرب الأندية لحسم المنافسة مبكراً، وكذلك يرتفع سقف الطموح لتحقيق دوري الأبطال للمرة الأولى في «العهد الظبياني». وعلى الرغم من أهمية لقب الدوري الذي ظفر به سيتي عامي 2012 و 2014 أي في العهد الجديد، فإن دوري الأبطال هو البصمة التي لا تقبل التشكيك في أن «البلومون» أصبح واحداً من أكبر الكيانات الكروية في العالم. المدير الفني لمان سيتي منح الجميع إشارة تحمل معاني التواضع ونكران الذات، حينما تلقى سؤالاً عن سبب وقوفه فوق أرضية استاد ويمبلي، رافضاً الصعود لمنصة التتويج، حيث أكد أنه يستمتع برؤية نجوم الفريق وهم يحتفلون، وهي إشارة تؤكد اعترافه بأن ما تحقق جاء بجهد كل لاعب في صفوف الفريق، كما أن الفيلسوف بدا وكأنه قرر تأجيل الصعود لمنصة التتويج انتظاراً للفوز ببطولتي الدوري ودوري الأبطال، وفي حال فعلها فسوف تكون نسخة مونديال أبوظبي المقبلة تاريخية، بمشاركة سيتي في منافساتها والتتويج بلقبها؛ لأنه سوف يبلغ قمة الأمجاد ويعانق السحاب على أرض أبوظبي. صناعة الرموز ولم تتوقف نجاحات مان سيتي على الجوانب الكروية والمالية والإدارية، بل إنه يصنع رموزه بطريقة تثير إعجاب العالم، مما يسهل لها طريقاً إلى دخول التاريخ على طريقة الكبار، مختصراً الزمن في هذا الجانب، وعلى رأس الرموز فينسنت كومباني قائد الفريق الذي بدأ مسيرته مع سيتي في أغسطس 2008 بالتزامن مع انتقال ملكية النادي لأبوظبي، وكذلك سيرجيو أجويرو، الذي أصبح هدافاً تاريخياً لسيتي، ودافيد سيلفا صانع الأهداف التاريخي للفريق. والمفارقة أن الثلاثي المخضرم، وهم الأقدم والأكبر في قائمة سيتي حالياً، قد تمكنوا من تسجيل ثلاثية في شباك أرسنال في نهائي كأس الرابطة، وكأن القدر يبتسم لهم ويؤكد لهم أنهم الأكثر تأثيراً في تاريخ وحاضر الفريق، وهو ما دفع المدير الفني السابق لسيتي روبرتو مانشيني إلى أن يتغزل في الثلاثي، ويؤكد أنه يشعر بسعادة غامرة لتتويج سيتي بكأس الرابطة، وحصول الثلاثي الذي لعب تحت قيادته على اللقب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©