الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحفاظ على التنوع الحيوي

12 فبراير 2012
هناك أكثر من 100 ألف محمية تغطي حوالي 11 في المائة من مساحات الأراضي في العالم، بينما تشكل المحميات البحرية فقط واحداً في المائة من مجموع البحار والمحيطات في العالم، ما يشير إلى عدم وجود محميات طبيعية كافية عالميا لإدارة التنوع الحيوي، وإدارة المنتجات والخدمات التي تقدمها النظم البيئية، ورغم وجود اختلاف كبير في الرؤى والغايات والأهداف، وطريقة إدارة وتوجيه المحميات باختلاف البلدان، فإن هناك إجماعا حول أهمية إنشاء أشكال من الحماية للحفاظ على التنوع الحيوي والاستهلاك المستدام للموارد الطبيعية. ورغم أن العديد من البلدان لها باع طويل في إدارة المحميات، فإن البعض الآخر قد بدأ بالنظر إلى المحميات باعتبارها بؤرا للحفاظ على التنوع، وأحيانا مفتاحا للتنمية الاقتصادية، ومع ذلك فإن هذه النظرة تشكل واحدا من أكبر التحديات، لأنها تؤدي إلى قضايا متعارضة بين سياسات الحفاظ على التنوع الحيوي والمجتمعات والتنمية، ولذلك حين يتم التخطيط لمشروع تنموي وخاصة للسياحة البيئية، يتم الوضع في الاعتبار أن لا يتسبب الناس، في إحداث قلق لسكان المحمية لأن ما سيحدث في الغالب هو رحيل الطيور، وهروب الزواحف إلى أماكن أكثر هدوءا وأمنا، وفي حال تم منع السكان من إقامة أي مشاريع سكنية أو اقتصادية فإن ذلك سيكون له أثر سلبي أيضا. ومثالا على ذلك في حال إذا اعتبرت غابة ما محمية طبيعية، ومنع المجتمع المحلي الذي يعيش داخل حدودها أو على أطرافها من الوصول إليها واستخدام مواردها، فإن ذلك قد يشكل قطعا لشريان الحياة لديهم، وحرمانهم من سبل العيش وفرص الحصول على الموارد التي تمتعوا بها على مدى أجيال، ما يؤدي بدوره إلى إدامة الفقر وتهميش المجتمعات المحلية، خاصة في الدول الفقيرة، كما أنه من المحتمل أن تنشأ حالات مدمرة، تجعل مبادرات الحفاظ على التنوع الحيوي تعطي نتائج عكسية وغير إنمائية، ولذلك لابد من وضع آليات عالمية للحفاظ على التنوع الحيوي المحلي في أي دولة. في بعض الحالات تكون للمجتمعات المحلية عادات وتقاليد لها جذورها الممتدة في التنوع الحيوي، لأن بعض المجتمعات القبلية تحمي أنواعا محددة من النباتات أو الحيوانات، وتنجح في العيش باستدامة فيما هو متاح لهم من خدمات ومنتجات، ولذلك فإن أحد التحديات هو تعزيز المجتمعات المحلية وليس التخلي عنها، و في العصر الذي تواجه فيه الأرض ومواردها على حد سواء تهديدات مستمرة، من تزايد أعداد السكان والتنمية وما إلى ذلك من نشاطات، فإن الحال بالنسبة للمناطق المحمية يصبح أكثر صعوبة. ثمة قلق متزايد حول فعالية المناطق المحمية في مناطق مختلفة من العالم، وبدأ الصراع بين الحفاظ على التنوع الحيوي والمجتمعات المحلية بالنمو في البلدان النامية، والصراع بين المحميات وعجلة التنمية في النمو في البلدان المتقدمة، وهناك دول بدأت في وضع سياسات للحفاظ على التنوع الحيوي والأولويات الإنمائية لمعالجة مثل هذه التحديات، ومن أهم الخطوات التي بدأت الإمارات بشكل عام فيها وإمارة الشارقة بشكل خاص، هو منح السكان المحليين لتلك المناطق القريبة من المحميات سلطة مراقبة وحماية المحميات. إن هذه الخطوة تجعل الأفراد يشعرون من خلالها بالمسؤولية تجاه البيئة، حتى تتمكن الكائنات التي تعيش ضمن نطاق تلك الأراضي من الاطمئنان كي تؤدي الدور الذي خلقت لأجله. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©