جمعنا مجلس عزاء.. بادرني بسؤاله.. هل ما زلت تراسل” رأي الناس”.. وقبل أن أهمس له بجوابي.. كان قد استرسل في طرح فكرته.. قال لي بصوت يملؤه الحنين.. أريدك أن ترى ذلك الطائر الأبيض.. طائر ليس له سكن إلا تلك الشجرة الشامخة.. ولا وقت له إلا الظلام.. ليشكل لوحة متعاكسة الألوان.. يا ترى لماذا هذا الطائر بالذات، ولماذا في تلك الشجرة بالأخص.. أثارني الفضول.. وانفض المجلس.. وكل منا قصد طريقه!.
العين ما زالت تتمتع بروحانية متميزة بين المدن.. هي الذكرى وهي عتيق الماضي.. أستمتع بقيادة سيارتي بين شوارعها الخضراء.. لا صخب و لا ناطحات سحاب.. الإشارة الحمراء أوقفتنا.. هنا أطلال تاريخ.. أطلال قصر شامخ.. هنا جذع شجرة يتطاول السماء.. حلقاته تراكمت فوق بعضها البعض بعدد السنوات والأحداث.. ورأس الجذع مطار لسرب من الطيور البيضاء.. سرحت بفكري.. متذكرا قول الرجل الذي كان... أدركت مدى الحنين الذي يشكله الطائر.. لرجل جاور شيخاً حكيماً رحل عن ديارنا بجسده.. بعد أن أسس بيتاً متوحداً.. أساسه الحب.. وغطاؤه الوفاء والإخلاص.. فلا عجب في هذه الصورة.. سوى ذلك الرابط الذي يسري في كل من يمر من هناك فيرى في خياله طائراً أبيض يؤدي رسالته في الكون.. أمام قصر انطلقت من أبوابه قافلات الخير في الواحة العامرة.
? ? ? ?
في مؤسسة شعارها التكنولوجيا.. قد تتأسف كثيرا.. عندما تنتظر دورك بالساعات.. وتشاهد التذمر من كل حدب وصوب.. والسبب موظف لا يستشعر أين وصل هذا الوطن بهامته.. ولا يفقه في عادات هذا البلد سوى ما يوازي تلك الكلمات المتكسرة.. التي تخرج من خلف شفاه.. فلا تتعجب يا صاحبي حينها أن يزعجك اتصال بعد الآخر.. من هذه المؤسسة تستفسر عن موعد تواجدك في المنزل لزيارتك بهدف ترقية خدمة لم تطلبها في الأصل.. بل الأدهى والأمر.. أنك طلبت إلغاءها منذ عهد محمد علي باشا!!
منصور الصوافي- أبوظبي
عدد اليوم
