نار الأسعار تلتهم ميزانيات الأسر قبيل العيد

الأسعار ارتفعت ارتفاعاً جنونياً في العين وهذا ما يحصل في كل عام كلما هلِّ العيد وذلك لأن هناك مجموعة من التجار الجشعين الذين يستغلون فرحة العيد أبشع استغلال ويقومون برفع الأسعار بهذا الشكل الفظيع، الأمر الذي يدفع الفقير وحتى صاحب الدخل المتوسط للسؤال كيف سيتدبر أمره و أمر أسرته ، لاسيما أن العيد هذا العام جاء متزامناً مع عدد من المناسبات الأخرى المهمة والتي ترصد لها الأسرة ميزانية خاصة على حساب بعض متطلباتها الضرورية ! وهذه المناسبات تمثلت في العودة من الإجازة والتي عادة ما تكون جائرة على ميزانيتها حيث ترصد لها منذ بداية العام ، تلاها بدء العام الدراسي الجديد ومتطلباته واحتياجات الأبناء التي لا تنتهي ، ثم يهلَّ شهر رمضان المبارك وضرورة تلبية احتياجاته العديدة كباقي أبناء المجتمع وبعدها يأتي العيد، الذي تبدأ بهجته بما يقوم به الناس من استعدادات لقدومها ولذلك فإن فترة ما قبل الأعياد تصبح دائماً جزءاً لا يتجزأ من حالة الفرحة بقدوم تلك الأعياد· ومن أجل ذلك بدأ الناس مبكراً بإعداد العدة لفرحة التي لا يبخلون عليها بأي نفقات حتى لو كلفهم الأمر فوق ما يطيقون أو يتحملون لدرجة الاقتراض أحياناً· فقبل أسابيع من حلول عيد الفطر المبارك بدأت حالة الاستنفار القصوى لدى الأسر والأفراد لتجهيز مستلزمات الفرحة لكل أفرادها وأول من يتم الاهتمام به من أفراد الأسرة الأطفال الصغار الذين يجملون الفرحة ويمنحونها طعم البراءة· يؤكد سعيد سيف الكتبي وعدد ممن قابلتهم ''الاتحاد '' أن المواطن لم يعد يثق بجمعية حماية المستهلك ، ويطالبها بأن تمارس دورها على أكمل وجه، ومن الضرورة أن تستطيع فعلاً أن تؤثر على السوق، فالمواطن يريد أن ''يرى طحيناً ''لا أن يسمع جعجعة'' ففي أحد المحال المشهورة لخياطة '' كنادير الرجال '' كان تفصيل الكندورة لايكلف أكثر من 160-180 درهما أما اليوم فوصل إلى 240 درهما هذا بالنسبة لقماشة '' الختم '' العادية وان تفصيل كندورة قماشة الألماني يكلف أكثر من 380 درهما وطالما هناك إقبال ستستمر الزيادة فالمسألة عرض وطلب · متطلبات العيد وأضاف ان المناسبات المتتابعة ، العودة إلى المدارس ثم استقبال رمضان المبارك وبعد ذلك استقبال العيد ، أرهقت الأسر ، وزاد من الضغوط عليها أولئك التجار الذين يستغلون المناسبات لرفع الاسعار وجني الارباح ، ويضيف سعيد أن الموظفين الذين زيدت رواتبهم يستطيعون المواجهة ، أما أولئك الموظفون الذين بقيت رواتبهم على حالها فلا حول لهم ولاقوة وعليهم إما اختزال متطلباتهم أو الاقتراض من البنوك ·· ''والله كريم '' · الأسعار والشراء ويقول محمد خليفة بعد عودة الأبناء إلى المدارس وشراء حاجيات المدارس ودفع أقساطها الشهرية جاء شهر الخير والبركة بعد انقضاء منتصف شهر سبتمبر وقد شارفت ميزانية الأسر على النفاد ، خاصة تلك الأسر محدودة الدخل والتي تشكل الغالبية العظمى من أبناء الإمارات ، وأضاف رمضان شهر ليس ككل الأشهر ولا تستطيع الأسرة أن تمرره مرور الكرام ، بل لابد من توفير كل احتياجاته للعيش في أجوائه روحيا وماديا ، حتى لو تتطلب الأمر الاقتراض ، فالراتب بعد أيام سنحصل عليه ثم نعوض به الفاقد ونحاول بالباقي أن نواجه متطلبات العيد فالعيد حق وواجب لأبنائنا علينا لو نحن تنازلنا عن حقنا · يمكنك أن تلاحظ الازدحام ·· هذا ليس للحصول على وجبه إفطار ! لا بل للحصول على الكنادير التي تم تفصيلها ، هذا الازدحام على الطابور لتسلم الطلبات الجاهزة ، ويقول كم نحن مقلدون ونركض وراء الأسماء البراقة والمظاهر مهما كانت! بعض الخياطين المشهورين يستوردون أقشمة ويحتكرونها من مصانعها بعد ان يطلقوا عليها الاسم المحلي المطلوب والجاذب للشباب والشياب في ان واحد ، وطالما يوجد من يشتري مهما زاد السعر سيبقى المزاد مفتوحا للزيادة · عرض وطلب ويقول الشيبة البلوشي أحد العاملين في المحل منذ سنين حول الأسعار ان الكندورة من قماش ''مجلة '' تصل أجرة تفصيل الكندورة الكويتية إلى 150 درهما والعربية 180 ثم قماشة ''الخزنة '' يصل تفصيل الكندورة الكويتية إلى 170 درهما والعربية 180 درهما ويزيد السعر حسب الطلبات الإضافية مثل التطريز والطربوش وغيرها · وأضاف الشيبة قماشة ''الختم '' تعتبر مميزة ويكلف تفصيل الكندورة الكويتية 220 درهما والعربية 240 درهما ثم تأتي قماشة '' الألماني '' يكلف تفصيل الكندورة الكويتية 350 درهما والعربية 350 درهما ويؤكد الشيبة ان القماش نفسة موجود بالسوق ولدى الخياطين الاخرين ، ولكن بأسماء مختلفة والسوق عرض وطلب ونحن نجيد الصنعة ، ولا تنسى ان لدينا سوقا مفتوحة في الامارات ويمكن للزبون ان يختار ونحن لا نجبر أحدا على الشراء · صنعة جيدة ويؤكد عبدالله حسين الحميري ان الاسعار مرتفعة وان هذا المحل لتفصيل الكنادير يجيد صنعته ويعرف كيف يختار القماش ويصنع له الدعاية المطلوبة ولذلك تجد تهافت الجمهور عليه بهذا الشكل منذ خمس سنوات وقطع القماش التي يطرحها للبيع لايمكن ان تجدها في محل آخر في السوق فهو كما سمعت يتعاقد مع مصانع الاقمشة لصنع القماش ويقوم باحتكاره ويضع الاسعار التي يريد والقرار متروك للزبون فهو لايجبر أحدا ، أتمنى لو ان يقرر الشباب الإحجام عن الشراء إلا بالمبلغ المعقول ولكن أعتقد ان هذا مستحيل ان يحصل أمام التهافت الموجود · حذاء رجالي بـ 2000 درهم! غلاء الأسعار لم يتوقف عند الكنادير بل طال النعالات والغتر والعقالات ، نعال يتراوح ثمنه بين 700 و 2000 درهم · البحث عن الأصلي ويعلق سعيد حمد عبدالله الكندورة :سعر نعال 380 درهما يعني 400 درهم ·· هل هي ذهب! أم هي مسميات نحن أصبحنا أسرى لها من الفلاح الى الختم الى الالماني هي أسماء اقمشة الكنادير المميزة الختم بـ 240 لكن الالماني بـ 350 درهما ، وبحثي عن الاصلي بعيدا عن التقليد هو ما دفعني لتحمل الغلاء ، ويعجب سعيد للتحول الذي أصاب الشباب في البداية كنا نسأل بكم ''الوار'' اليوم نسأل بكم الكندورة الجاهزة ، عصر السرعة واضاف ان الغلاء شمل كل شيء العقال الذي كان سعرة 40 درهما اليوم بـ 80 و 90 وان تجارة العطور المقلدة هذه الايام '' غرشة العطر'' تصل الى 350 درهما وتكتشف بعد أيام انك مغشوش في كل الميزات التي سمعتها من التاجر · حسومات وزبائن ويقول حمد العامري ان الغلاء طال كل شيء وان اصحاب ذوي الدخل المحدود لايستطيعون مواجهة الغلاء في ظل المناسبات المتتابعة ويؤيده بدر سالم الزيدي ويضيف: ميزانيات الاسر تتعرض لضغوط قوية خلال هذه الايام امام تلبية متطلبات رمضان والعيد وفواتير الهواتف وأقساط المدارس إضافة الى توفير متطلبات الفرحة وبهجة العيد خاصة بالنسبة للابناء · الأسعار عادية ويقول محمد علوي تاجر يبيع الغتر والعقل إضافة الى النعالات انه لايوجد رفع للاسعار مشيرا الى ان غترة البسام الانجليزية بـ 100 درهم والسعودية ب70 درهما وان غترة السوبر وايل تصل الى 18 درهما ومع التطريز ترتفع الى 25 درهما · جلد النعام 1300 درهم شهدت محال العقال والغتر والنعالات إقبالا كبيرا من أبناء مدينة العين الذين جاءوا لاستكمال شراء مستلزمات العيد لهم ولابنائهم ورغم الاسعار المرتفعة التي يشكو منها الكل دون استثناء الإقبال مستمر ويقول خميس المقبالي احد مسؤولي المبيعات : ان أغلى نعال معروض يصل سعره الى 1300 درهم والميزة انه مصنوع من جلد النعام مشيرا إلى أن لديهم حسما يحصل عليه أي زبون بمقدار 26% وترتفع هذه الحسومات للزبائن الدائمين حسب البطاقة التي يحملونها حيث خصصت المحال 5 بطاقات لهذه الحسومات تبدأ بالكلاسيكية وتنتهي بالماسية ·ويشير إلى ان الشركة تراعي أذواق الجمهور ومستوى طاقته الشرائية مشيرا الى ان أقل سعر للنعال لديهم يصل الى 336 درهما بعد الحسم حيث ان سعره الأصلي قبل الحسم 600 درهم · يشير محمد سعيد المحرزي احد الزبائن الذي جاءوا ليستكملوا شراء احتياجات العيد الى ان المحال تزيد السعر بنسبة 25% وعند المجادلة في السعر تهبط هذه النسبة الى نحو 10% وهذا مرده كما يدعي التجار إلى ان الايجارات مرتفعة · ويضيف ان المناسبات المتتابعة التي بدأت من العودة من الاجازة ثم العودة الى المدارس ثم مناسبة شهر رمضان المبارك وهاهو العيد ، مما دفع الاسرة إلى رفع الراية البيضاء وإعلان استسلامها أمام ارتفاع الأسعار الجنوني الذي طال كل شيء ، وقال الاسرة وخاصة ذات الدخل المحدود ستعمل المستحيل لتدخل الفرحة على نفوس أبنائها حتى لو اضطرت الاسرة للاقتراض ، خاصة ان العيد يتوافق مع منتصف شهر اكتوبر حيث ذهب راتب سبتمبر في حال سبيله منذ العاشر منه للتجهيز لرمضان ، لافتا الى ان هذا اليوم ينتظرونه الابناء من الحول للحول ·