الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما نقص مال من صدقة

12 أكتوبر 2007 02:59
كنت أمس في دائرة حكومية أراجع معاملة عالقة من بداية شهر رمضان، وخشيت أن تتوه في إجازة العيد ولا أعرف لها طريقاً بعد ذلك·· وتستغرب ألا تجد عند الناس حديثاً إلا عن إجازة العيد وكم يوم، وأين سيقضونها، ومتى العودة الى الدوام، ولماذا لا تمتد لأسبوع كامل، ولماذا إجازة القطاع الخاص مدتها يومان فقط· والموظفون أكثر الناس حبا للإجازات وهم يحبون التذمر على الفاضي والمليان لا يكلون ولا يملون من التذمر· ودخل علينا فراش الدائرة الهندي وهو يحمل رسالة مكتوبة باليد مرفق بها ظرف وضع به بعض النقود·· والرسالة عبارة عن قصة عائلة فقيرة في الهند تحتاج للمساعدة·· ولم يقصر الموظفون ولا المراجعون وأعطوا كل حسب مقدرته·· وذكرني ذلك بفراش كنت أطلق عليه لقب الفيلسوف، ذلك انه يفلسف الأشياء دائما ليتهرب من العمل أو من المهمات التي نطلبها منه·· كانت دائما عنده هذه القصص الإنسانية التي يأتينا بها نهاية كل شهر وفي الأعياد والمناسبات وتجده دائما يسعى لفعل الخير وطلب التبرعات للعوائل والأشخاص الذين يعرفهم في بلاده والذين يمرون بظروف سيئة الى أن اكتشفنا فيما بعد انه استقال من عمله لأنه أصبح صاحب أملاك وعقارات في بلاده·· ووجدت أن أسرع طريقة لتصبح مليونيرا هو أن تجمع التبرعات للمساكين والمحتاجين فلا يوجد من يحاسبك فيما بعد أين ذهبت بالأموال التي جمعتها لمساعدة المحتاج ويبقى الأمر على ذمتك وضميرك· على أي حال فإن عملية جمع التبرعات لمساعدة المحتاجين أو بناء مسجد كما قد يفعل البعض من الأمور الجيدة ويستحق القائمون عليها التعاون والشكر؛ لأن الأهداف النبيلة تحتاج الى تكاتف دائما، والناس في الإمارات أصحاب خير وعطاء، وهو أمر جبلوا عليه وحضهم دينهم عليه، ولذلك تجدهم يعطون بلا سؤال، وسألتني ابنتي الصغيرة كيف يمكنها أن تساهم في حملة دبي العطاء جزاهم الله خيرا·· أيها المتبرعون اغتنموا الفرصة الأخيرة للتبرع وأنفقوا فإنه ما نقص مال من صدقة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©