السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العهد

العهد
12 أكتوبر 2007 03:08
زعموا أن أخوين كانا فيما مضى في إبل لهما، فأجدبت بلادهما، وكان قريباً منهما وادٍ فيه حية قد حمته، فقال أحدهما للآخر: يا فلان لو أني أتيت هذا الوادي المكلئ فرعيت فيه إبلي وأصلحتها، فقال له أخوه: إني أخاف عليك الحية، ألا ترى أحداً لم يهبط ذاك الوادي إلا أهلكته؟ قال: فو الله لأهبطن، فهبط ذلك الوادي، فرعى إبله به زماناً، ثم إن الحية لدغته فقتلته، فقال أخوه: ما في الحياة بعد أخي من خير، لأطلبن الحية فأقتلها أو لأتبعن أخي، فهبط ذلك الوادي فطلب الحية ليقتلها، فقالت: ألست ترى أني قتلت أخاك؟ فهل لك في الصلح فأدعك بهذا الوادي فتكون به وأعطيك ما بقيت ديناراً في كل يوم؟ قال: أفاعلة أنت؟ قالت: نعم، قال: فإني أفعل، فحلف لها وأعطاها المواثيق لا يضيرها، وجعلت تعطيه كل يوم دينارا فكثر ماله ونبتت إبله حتى كان من أحسن الناس حالاً، ثم ذكر أخاه فقال: كيف ينفعني العيش وأنا أنظر إلى قاتل أخي فلان، فعمد إلى فأس فأحدّها، ثم قعد لها، فمرت به، فتبعها، فضربها فأخطأها، ودخلت الجحر ووقع الفأس بالجبل فوق جحرها فأثر فيه، فلما رأت ما فعل قطعت عنه الدينار الذي كانت تعطيه، فلما رأى ذلك تخوف شرها وندم، وقال لها: هل لك في أن نتواثق ونعود إلى ما كنا عليه؟ فقالت: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك وأنت لا تبالي العهد؟ فكان حديث الحية والفأس مثلاً مشهوراً من أمثال العرب· قال نابغة بن ذبيان: وإني لألقى من ذوي الضغن منـهـم وما أصبحت تشكو من الشجر ساهرة كما لقيت ذات الصفا من حلـيفـهــا وكانت تديــه المــال غبـاً وظـاهــره تذكـر أنـى يجـعــــل الـلــه جـنـــةً فيصـبـح ذا مـال ويقـتل واتـــره فلمـا تـوفــى الـعـقـل إلا اقـلـه وجارت به نفس عـن الخــير جـائــــره فلمـا رأى إن ثـمـر الـلـــه مـالــــه وأثــل مـوجـوداً وســ مـفـاقــــره أكب علـى فـأس يحــــد غـرابـهـــا مـــذكــرةٍ بــين الـمـعـــادل بـاتــــره فقام لها من فـوق حـجـر مـشــــيد ليقتلهــا أو يخطـــــئ الكــف ـبــــادره فلما وقاهــا الـلــه ضـربــة فـاســه وللبر عــين لا تـغـمـــض نـاظـــــره تندم لما فـاتـــه الـذّـل عـنـدمــا وكانت لـــه إذا خاس بالعهــد قـاهــــرة فقال تعالي نجـعـل الـلـه بـينـنـا على مالنـــــــا أو تنـجــزي لـي آخــره فقالــــت مـين الـلــه أفـعــل إنـنـي رأيتك مسحـوراً يمـينـك فـاجــــــره أبى لي قـبـــر لا يزال مـقـابـلــي وضربة فــأس فــوق رأســـــي فاقـــره
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©