الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعوة إلى تحالف الحضارات

12 أكتوبر 2007 03:12
تساءلنا بالأمس عن الدور الذي يمكن أن يقوم به العرب والمسلمون لتصحيح صورة المسلمين في أذهان العالم، وذلك في تعقيبنا على المؤتمر الدولي لمواجهة التعصب ضد المسلمين في أوروبا الذي نظمته منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في قرطبة هذا الأسبوع· ولكن علينا قبل ذلك أن نوضح جذور المشكلة· فالتشويه الذي يظهر في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ليس إلا الجزء الظاهر من الصورة، أما جذرها فيكمن في ساحات التعليم، حيث تتم تربية الطفل في المدارس الغربية على كراهية العرب والمسلمين· هذه الحقيقة أكدها علماء منصفون غربيون قاموا بدراسة ما تتضمنه المناهج التعليمية عن الإسلام والمسلمين، منهم فريق من الباحثين، شارك فيه المستشرق الألماني الدكتور فلاتورى والدكتورة توروشكا، قام بدراسة علمية للكتب الدينية المدرسية في عدة دول أوروبية منها: ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وهولندا وأسبانيا، كشفت الدراسة وجود خلط وتشويه واضحين في الكتب وبالتالي في عقلية التلاميذ· هذا التشويه أكدته دراسة أخرى للدكتورة فوزية الشافعي الأستاذة بالجامعات السويسرية عن الكتب المدرسية في شمال وجنوب حوض البحر المتوسط تضمنت دول أسبانيا وفرنسا واليونان، وأوضحت أن كتب التاريخ والجغرافيا في أوروبا تصور المسلمين على أنهم برابرة ووحوش وأصحاب عنف دموي، واعتبرت الكتب أيضا أن القرآن مجرد كتاب يحتوى على تعاليم محمد صلى الله علية وسلم، نافية انه وحي من عند الله تعالى· إن انعقاد هذا المؤتمر -الذي شاركت في أعماله وفود من 56 دولة- فرصة يجب استثمارها جيدا للمطالبة بتصحيح هذا التشويه المتعمد في المناهج الدراسية الذي ينتج أناساً متحيزين ضد المسلمين؟ وثمة فرص عديدة يمكن اغتنامها من خلال الاتحادات والنقابات العلمية والتعليمية، ومنظمات حقوق الإنسان لفعل شيء مماثل، وأيضا على ساحة وسائل الإعلام·· فضلاً عن الجهود التي يمكن أن تقوم بها الملاحق الثقافية والإعلامية لسفارات الدول العربية والإسلامية في الغرب· لم تعد تكفي البيانات التي تصدرها المؤتمرات محلية كانت أو دولية، ولكن المطلوب إصدار قانون يجرم التعصب ضد المسلمين وكراهيتهم والتعدي على الإسلام بل على جميع الأديان، مثل القانون الذي يجرم معادة السامية· وهذا الأمر طالبت به أصوات غربية من قبل ومنها موراتينوس وزير ااخارجية الأسباني الذي ترأس بلاده حاليا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذي حث -خلال كلمته في مؤتمر انعقد في العاصمة الرومانية بوخارست- الدول الأعضاء في المنظمة وشركاءهم على التعامل مع قضايا عدم التسامح والتمييز العنصري عن طريق اعتماد تشريعات قانونية· وقد أقر موراتينوس بانتشار العنصرية وعدم التسامح وكراهية الإسلام في أوروبا على الرغم من الالتزام السياسي للحكومات الأوروبية بمكافحة مثل هذه الظواهر داخل المجتمع· كما أوضح بيان صادر عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن المنظمة عينت في عام 2005 ثلاثة مفوضين متخصصين بقضايا مكافحة العداء للإسلام والسامية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب بدلا من تعيين مفوض واحد فقط لمعاداة السامية في أوروبا، لذا فإن الأمر يحتاج فعلاً إلى قانون رادع· نرى أن العمل المثمر في هذا المجال ينبغي أن يكون إنسانياً، بحيث لا يقتصر على مواجهة التعصب ضد المسلمين وإنما الدعوة إلى فكرة ''تحالف الحضارات'' في مواجهة دعاوى صدام الحضارات التي نظّر عنها بعض المفكرين ومنهم هنتنجتون ودفعنا نحن العرب والمسلمين ولا نزال ضريبتها· خاصة وأن هناك أصوات عادلة ومنصفة وإنسانية يمكن حشدها في هذا المجال، ومنها خوسيه لويس ثاباتيروا رئيس الوزراء الأسباني الذي دعا من فوق منبر الأمم المتحدة إلى مزيد من التفاهم بين الشعوب والثقافات والديانات عام 2004م بعد اعتداءات الحادي عشر من مارس في مدريد· والرئيس البرتغالي السابق جورجي سامبايو النشط في الدعوة إلى التحالف بين الحضارات· إن الأجواء مهيأة اليوم لحشد رأي عام عالمي من أجل تجريم كراهية الأديان بما فيها الإسلام· وبقي أن نتحرك بشكل منظم عبر المنظمات الدولية المعنية لتحقيق هذا الهدف النبيل·· فهل نحن فاعلون؟ Ayounis99@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©