الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«آي باد» يغزو صناعة الكتب والنشر في اليابان

«آي باد» يغزو صناعة الكتب والنشر في اليابان
11 فبراير 2011 22:05
ربما تشهد سوق اليابان للكتب والنشر، بحجمها البالغ نحو 24 مليار دولار والتي تعتبر الأكبر في العالم، طفرة في انتشار الكتاب الالكتروني يدعمها في ذلك توجه كمبيوتر جالاكسي اللوحي من سامسونج وقُراء “سوني” و”شارب”، نحو تبني استخدام أجهزة آي باد من آبل. وفي ظل هذا التحول، قام أحد القراء ويدعى يوسوكي أوهكي بالمسح الضوئي لنحو ألفي كتاب لتكون نواة لمكتبته على جهاز آي باد، مما وفر له مساحة في شقته الصغيرة وحثه على إدارة نفس النشاط التجاري لصالحه فيما بعد. ودفعت قلة المساحات السكنية في اليابان بالإضافة إلى نزول آي باد إلى الأسواق في مايو الماضي، لقيام ما لا يقل عن 60 شركة تعمل في تحويل الكتب الورقية إلى الكترونية في ظل البطء الذي لازم الناشرين في تقديم المحتوى الذي يناسب قراء الأجهزة الالكترونية. وتأتي اليابان متأخرة عن أميركا في تقديم الكتاب الالكتروني بسبب نظام التسعير غير المرن وعدم توفر الثقة فيما يخص حقوق النشر والمشاكل المتعلقة بإعادة إنتاج الشخصيات اليابانية وعرضها على الشاشات، بحسب توشيهيرو تاكاجي المحلل لدى “إمبريس” للأبحاث والتطوير العاملة في أبحاث الأسواق في طوكيو. ووفقاً لمعهد “يانو للأبحاث” في طوكيو، من المتوقع أن تفوق مبيعات الكتاب الالكتروني الضعف في غضون السنوات الثلاث المقبلة لنحو 153 مليار ين (1,9 مليار دولار). ويستفيد أوهيكي ومنافسوه مثل “دينشيكا دوت كام” و”سكان هونوبو”، من موجة الطلب القوية هذه. وقام أوهكي بتأسيس “بوك سكان” في أبريل الماضي وهي مؤسسة قوامها 120 موظفا تعمل في تحويل الكتب إلى ملفات “بي دي أف” التي يمكن قراءتها على أجهزة مثل آي فون وآي باد. وتبلغ رسوم الشركة لتحويل الكتاب الواحد نحو 100 ين. حقوق النشر من المتوقع أن تستمر سوق الكتاب الالكتروني في اليابان لأطول وقت ممكن حتى يتم التصدي لمشكلة حقوق النشر ولعدم إمكانية حصول الناس على الكتب التي يريدونها بالطريقة الالكترونية. ويقول ماساشي يوينو الباحث في معهد يانو للبحوث:”وفي اليابان تختلف اتفاقيات حقوق النشر اعتماداً على الكاتب، مما يعني أنه من الممكن للناشر أن يقوم بنشر كتاب فكاهي مثلاً على حلقات، لكن ربما له أو ليس له الحق في نشره ككتاب منفصل”. وتسمح حقوق الطبع اليابانية للمستخدمين بالمسح الضوئي للأعمال المحمية للمصلحة الشخصية والعائلية فقط. أما إقدام طرف ثالث على إعادة إنتاج أحد الأعمال التي تم شراؤها، فلا يتم ذلك إلا بعد الحصول على موافقة الناشر. ويتطلب المسح الضوئي للكتب من العملاء، النقر على أحد صناديق الحوار ليبرهن على حصوله على هذه الموافقة. ويقول سيشي هيجوشي السكرتير العام لاتحاد الناشرين اليابانيين”هناك ما لا يقل عن 30 إلى 40 شركة تعمل في المسح الضوئي للكتب، حيث تمسح عدد كبير من الكتب يومياً للحد الذي يجعل من الصعب تصديق أن كل هذه الكتب تحصل على موافقة ناشريها القانونية”. وتتنامى الضغوط على قطاع النشر لتلبية متطلبات المستهلك قبل أن تبدأ هذه الظاهرة المحلية في الاستشراء بطريقة غير قانونية. ومن المتوقع أن تبلغ مبيعات الكتب الالكترونية في اليابان نحو 67 مليار ين في السنة المالية المنتهية في 31 مارس المقبل معظمها من الفكاهات المعدة لاستخدامات الهواتف النقالة. كما يشكل المحتوى المعد للكمبيوترات اللوحية والقراءة الالكترونية أكثر من نصف مبيعات الكتاب الالكتروني في السنة المالية المنتهية في مارس 2015، مقارنة بنحو 3% فقط الآن، وذلك وفقاً للبيانات الواردة عن “معهد يانو للبحوث”. وبحسب “جمعية الناشرين الأميركيين” يشكل الكتاب الالكتروني نحو8,7% من سوق الطباعة الورقية في أميركا والتي بلغت 4 مليارات دولار في الأشهر العشرة الأولى من 2010. ومن المتوقع أن تبلغ مبيعات الكتاب الالكتروني في أميركا ثلاث أضعاف إلى 2,8 مليار دولار بحلول عام 2015، وذلك وفقاً للبيانات التي نشرتها شركة “فوريستر للأبحاث” بجامعة كمبريدج ماساشوتس. وساعدت مبيعات آي باد وخدمات تخزين المستندات عبر الانترنت مثل “أيفر نوت” و”دروب بوكس” وغيرها، في دفع عجلة قطاع النشر الالكتروني. ويقول أوهكي “تعتبر أجهزة آي باد من أكبر العوامل التي ساعدت في تحويل هذا النشاط التجاري إلى حقيقة”. وذكر أن شركته قامت بشراء ماسحات ضوئية صناعية لتقليل فترة الانتظار التي وصلت 4 أشهر للعملاء الذين يزيد عددهم على 12 ألف عميل. الماسحات الضوئية وارتفعت مبيعات الماسحات الضوئية في شركة “بي أف يو” بنحو 80% في شهر يونيو ولأكثر من الضعف في الشهر التالي نسبة لإطلاق آي باد. كما قام فرع شركة “فوجي تسو” بطوكيو بتأجير رحلات جوية خصيصاً لنقل أجهزة المسح الضوئي من مصانعه في الصين لتلبية الطلب المتزايد. كما تم تحويل اليابانيين من مستخدمي قارئ “أمازون كيندل” إلى موقع الشركة في أميركا وذلك لعدم توفر اللغة اليابانية في الموقع. وأرغم عدم توفر المحتوى وقلة الطلب، شركة سوني في اليابان على وقف مبيعات القارئ الالكتروني في أسواقها المحلية في عام 2007. وبعدها وفي العام 2008، أوقفت شركة “باناسونيك” أعمالها في مقرها بمدينة أوساكا. وأنشأت سوني التي استأنفت مبيعات القارئ الالكتروني في اليابان في ديسمبر الماضي، شراكة في العام 2010 مع شركة “كي دي دي آي” لتشغيل الهواتف المحمولة، بين “أساهي شيمبون للنشر” و “توبان للطباعة” وذلك بغرض توفير النشر الالكتروني. وسيتمخض عن هذه المجموعة اتحاد للكتاب الالكتروني بين شركة “أن تي تي دوكومو” أكبر شركة للاتصالات والخدمات اللاسلكية في اليابان، و “داي نيبون” للطباعة. وتقدر شركة “كي دي دي آي” أن تبلغ مشتريات اليابانيين من أجهزة القارئ الالكتروني نحو 780 ألف وحدة بما يساوي 85 مليار ين في السنة المالية المنتهية حتى 31 مارس القادم. وفي غضون ذلك، يستخدم القراء الماسحات الضوئية لتوفير بعض المساحات في بلد يبلغ فيه متوسط المساحة المخصصة لعيش كل فرد بما لا يزيد على 37 مترا مربعا فقط، وهو ما يساوي نصف مساحة الفرد الأميركي. ولم تعد هناك مساحات مخصصة للكتب والمجلات التي كانت تشغل حيزاً كبيراً من المنازل في اليابان في ظل موجة المسح الضوئي التي انتشرت على نطاق واسع في البلاد. نقلاً عن «بلومبيرج» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©