نمو الاقتصاد الأوروبي عند أعلى مستوى في عشر سنوات

قال مسؤولون أوروبيون إن نمو اقتصاد القارة في أعلى مستوياته منذ عشر سنوات، ولكم مخاطر التباطؤ والتضخم قوية، وزادت الاضطرابات الأخيرة في أسواق المال من حالة عدم التيقن بخصوص التوقعات الاقتصادية غير أن الطلب لم يتأثر بأكثر من مجرد تراجع في مؤشرات ثقة المستهلكين· وقال يواكين المونيا مفوض الشؤون الاقتصادية والمالية بالاتحاد الأوروبي أمس إن انتعاش الاقتصاد الأوروبي مستمر وأن النمو بلغ أعلى مستوياته في عشر سنوات· وأضاف في مؤتمر في البرتغال ''اوروبا تنتعش اقتصاديا والنمو عند أعلى مستوياته في عشر سنوات·'' وتابع أن اضطرابات اسواق المال زادت بالتأكيد من مخاطر التباطؤ لكن الاساسية قوية في الأسواق الأوروبية· من جانبه قال يورجن ستارك عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي أمس إن مخاطر التضخم في منطقة اليورو لا تزال عند أعلى مستوى لها وإن البيانات تتوقع استمرار النمو بمعدل ثابت· وأضاف ستارك في خطاب أمام منتدى في بروكسل بحسب نص نشر على موقع البنك المركزي الأوروبي على شبكة الانترنت ''تشير البيانات المتاحة إلى أن النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو قد يواصل النمو بمعدلات قريبة من النمو المتوقع في الانتاج في النصف الثاني من 2007 وفي ،2008 ''سيعتمد التأثير الإجمالي على الآثار الجانبية لاضطرابات سوق المال على الاقتصاد الأميركي وعلى الطلب العالمي· وفي منطقة اليورو·· سيعتمد إلى حد كبير على كيفية تأثير الاضطرابات على الأوضاع المالية والطلب المحلي''، وقال ستارك إن أسعار النفط والسلع الزراعية لا تزال تمثل مخاطر على الأسعار بشكل عام· وفي السياق ذاته قال نيكولاس جارجاناس عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي في حديث صحفي نشر أمس إن مخاطر التضخم في منطقة اليورو ربما تتزايد، وأبلغ وكالة انباء داو جونز ان الاضطرابات في أسواق المال لم يكن لها حتى الآن سوى اثر محدود على تكاليف التمويل ولم تضر ثقة المستهلكين بدرجة كبيرة· ونقل عنه قوله: ''اعتقد ان الأكثر ترجيحا ان يرتفع التضخم في 2008 عن مستوى اثنين بالمئة·· في رأيي ان مخاطر التضخم ربما تكون في طريقها للزيادة''، وترك المركزي الأوروبي سعر الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي عند مستوى اربعة بالمئة للشهر الرابع على التوالي وأشار إلى مخاطر خفض النمو فيما يرجع أساسا إلى اضطرابات أسواق المال· ويتوقع البنك المركزي الأوروبي أن يظل التضخم فوق سقفه البالغ اثنين في المئة حتى عام 2008 قبل أن يتراجع· واضاف أن ارتفاع اسعار المواد الغذائية يؤثر بشكل خاص على تضخم السلع الاستهلاكية غير أنه يتعين على البنك المركزي أن يدرس التطورات الفعلية للأسعار عند اتخاذ قرارات· وأبقى البنك الأسبوع الماضي على أسعار الفائدة دون تغير عند أربعة في المئة للشهر الرابع على التوالي وأشار إلى مخاطر على النمو بسبب اضطرابات سوق المال· على صعيد متصل قال المركزي الأوروبي أمس انه سيسحب 30 مليار يورو (42,6 مليار دولار) من السيولة من سوق التعاملات فيما بين البنوك في منطقة اليورو، وسيقبل البنك السيولة بسعر ثابت يبلغ اربعة بالمئة وتاريخ استحقاق يوم 17 اكتوبر الجاري، وقال البنك في بيان ''البنك المركزي يقوم بعملية ضبط يعرض خلالها سحب 30 مليار يورو بسعر ثابت يبلغ اربعة بالمئة''· وفي السياق ذاته أفادت بيانات مكتب الاحصاءات الأوروبي يوروستات أن الانتاج الصناعي في منطقة اليورو ارتفع بأكثر بكثير من المتوقع في شهر اغسطس مما عزز الآمال في استمرار النمو القوي على الرغم من ارتفاع سعر اليورو وأزمة الائتمان العالمية· وقال يورستات أمس إن الانتاج المعدل حسب العوامل الموسمية في 13 دولة تستخدم اليورو ارتفع بنسبة 1,2 بالمئة عن الشهر السابق وبمعدل سنوي 4,3 بالمئة، وكان محللون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا أن يرتفع الانتاج الصناعي بنسبة 0,2 بالمئة شهرياً واثنين بالمئة سنوياً· ونتجت الزيادة الشهرية في الانتاج الصناعي اساساً من السلع الاستهلاكية المعمرة التي زادت بنسبة 3,8 بالمئة في حين زادت السلع غير المعمرة بنسبة 1,6 بالمئة، وعلى المستوى السنوي زاد انتاج السلع المعمرة بنسبة 6,6 بالمئة والسلع غير المعمرة بنسبة 5,2 بالمئة، والانتاج الصناعي يمثل أقل من ثلث الناتج المحلي الاجمالي في منطقة اليورو الذي يدفعه اساساً قطاع الخدمات·