الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء عربيات عشقنَ الذات الإلهية حباً بها

نساء عربيات عشقنَ الذات الإلهية حباً بها
13 أكتوبر 2007 00:13
كثير هنَّ المتعبدات الصوفيات؛ فقد أفرز التاريخ العربي نماذج منهن على امتداد الحضارة الإسلامية، وأول ما يتبادر إلى الذهن المتعبِّدة البصرية رابعة العدوية، شهيدة الحب الالهي التي بلغت من المعرفة مكاناً عالياً، يستفتيها كبار المتصوفين في عصرها، من أهالي البصرة· وسميت رابعة بالرابعة كونها الأخت الرابعة التي ولدت لرجل فقير الحال يعمل على قارب ينقل الناس عبر ضفتي النهر، وبعد وفاته اشتغلت رابعة بمهنة أبيها لكي تعيل أخوتها لذا سميت بالعدوية من الذهاب والعودة، كُنَّ أخواتها يغزلنَ الصوف لسدِّ حاجات الحياة، أُصيبت البصرة بالجفاف والمجاعة والغلاء فهربت الناس وأخوات رابعة كذلك بحثاً عن الرزق في مكان آخر، أما رابعة فقد باعها لص على تاجر أطلق سراحها بعد أن رأى منها مكرمات، فاشتغلت عازفة للناي، لكنها انصرفت للعبادة والصلاة والتفاني في حب الله، وضعت رابعة أسلوباً فريداً في الحب الإلهي، وهو الذي تأسست عليه مناهج التصوُّف فيما بعد، وكان شعرها الصوفي يمثل جوهر الأدب الصوفي في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية· كثيرات هنَّ المتصوِّفات الحالمات الباكيات اللواتي يربو عددهن على أربع وثمانين، ومنهنَّ: لبّابة، ومريم البصرية، ومؤمنة، وشبكة، ونسيه، وريحانة، وغفيرة، والقائمة تصل إلى عافية، وأم عبدالله خالد بن معدان، وأنيسة، وأم الأسود بنت زيد العدوية، وشغوائة، وسعيدة بنت زيد، وغيرهنَّ· واحدة منهن اسمها ''كردية'' كانت قد باتت ذات ليلة بضيافة ''شعوانة'' وهي الأخرى كانت متصوِّفة، قالت، نمتُ فركضتني، وقالت: قومي يا كردية، ليس هذا دار النوم، إنما النوم في القبور· إذن هي لم تنم، مثلها مثل معاذة بنت عبدالله العدوية التي كانت تحيي الليل صلاة، فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار، وهي تقول: يا نفس، النوم أمامك لو قد متُّ لطالت رقدتك في القبر على حسرة أو سرور· عجردة العمياء لم تفطر ستين سنة من حياتها، ولم تنم بالليل إلا هدوه، وكانت إذا صحت قالت: أواه! قطع بنا النهار عن مناجاة سيدنا، وردَّنا إلى ما نستحقه من كلام المخلوقين سماعاً وقولاً· وفي الفقر للمتصوِّفات حديث؛ تقول آمنة، أخت أبي سليمان الداراني: الفقراء كلهم أموات إلا من أحياه الله بعز القناعة والرضا بفقره· وعائشة امرأة أحمد بن السري فتقول: ما أكلتُ أُكلة قط أهنأ بها إلا أُكلة مع فقير، أو في متابعة فقير· بينما كانت مرهاء الصوفية تقول: الفقر لباس عزٍّ إذا تحقَّق الفقير فيه· وإذا عدتَ إلى أسمائهن في التراث الإسلامي فستجد في القائمة أمة الله الجبلية، وتلك قسيمة، وهذه ميمونة، ولا ننسى أمة العزيز، والقريشية، والوهطية، وعبدوسة، وسريرة الشرقية، وعنيزة وجمعة، أما حبية العدوية التي إذا صلت العتمة قامت على السطح وشدت مئزرها ودرعها في خمارها لتقول: إلهي غارت النجوم، ونامت العيون، وغلقت الملوك أبوابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك· ونختتم بعبدوسة التي خدمت الفقراء ثلاثين سنة حتى سألها رجل: ما حالكِ ؟ فقالت: السؤال عن الحال محال· أستاذ في جامعة الإمارات ـ العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©