الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أفراح العيد في العالم العربي تخنقها الأزمة الاقتصادية

أفراح العيد في العالم العربي تخنقها الأزمة الاقتصادية
13 أكتوبر 2007 00:14
احتفلت غالبية الدول العربية أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك، فيما تحتفل اليوم كل من مصر والجزائر وسوريا بأول أيام العيد، ومن أهم مظاهر هذا العيد هو احتفال العراقيين واللبنانيين بالعيد معاً بعيداً عن الخلافات المذهبية التي كانت تقسمهم عادة في الأعياد خلال السنوات الأخيرة· وانتشرت مظاهر الفرحة بالعيد في كافة الدول العربية· وفي القاهرة، ودع المصريون أمس شهر رمضان ليستقبلوا عيد الفطر كل على طريقته، حيث تتنوع أساليب الاحتفال من شخص إلى آخر، بل إن البعض يتخذ من النوم والاسترخاء في المنزل وسيلة للاحتفال بالعيد الذي يأتي بعد شهر الصوم الطويل· ومن أهم مظاهر الاحتفال بالعيد عند المصريين الكعك والبسكويت الذي تتفنن فيه النساء المصريات ويستعددن له في حين تفضل بعضهن شراءه جاهزا، حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد منه بين 15 و45 جنيها مصريا (ما بين 7ر2 إلى ثمانية دولارات تقريبا)· ويستيقظ المصريون أول أيام العيد مبكرا لأداء الصلاة في المساجد وفي الساحات العامة، حيث تكتظ مساجد القاهرة الكبرى ومن أشهرها: ''الحسين و ''السيدة زينب'' و ''السيدة نفيسة'' و ''الجامع الأزهر'' بالمصلين· ويزدحم كورنيش النيل وحديقة الحيوان والحدائق العامة بل والشوارع والميادين ودور السينما بعد ذلك بالمصريين الذين يبحثون عن متعة أو ترفيه كل حسب قدرته المالية· فمنهم من يكتفي بالمشي على الكورنيش والاستمتاع مجانا ومنهم من يصطحب أولاده لقضاء يوم في إحدى الحدائق العامة مثل حديقة ''الأزهر'' أو ''الحديقة الدولية'' أو حديقة الحيوان، وذلك بعد التأكد من تهنئة جميع الاقارب والمعارف بالعيد السعيد سواء هاتفيا أو شخصيا· أما فئة الشباب فتفضل الغالبية العظمى منها ارتياد دور السينما، إما الرخيصة في وسط المدينة أو الاغلى ثمنا في المراكز التجارية الكبيرة لمشاهدة الافلام الجديدة التي تعرض خصيصا في موسم العيد· وفي الاردن، اكتفى غالبية الأردنيين بالتزاور وتبادل التهنئة في العيد· وبعد أداء صلاة فجر أول أيام العيد ، يزور ''المناقيص'' أو من فقدوا أحد أفراد العائلة القبور بحسب تقاليد اجتماعية· وتجمع العطلة الأقارب والأصدقاء في حلقات اجتماعية تتحول إلى صالونات سياسية تناقش فيها قضايا ساخنة تبدأ من الفوضى في العراق، وصولا إلى اجتماع السلام الدولي المزمع عقده في الولايات المتحدة منتصف الشهر المقبل· ولا يغفل المحتفلون بالعيد مناقشة القضايا المحلية الساخنة مثل الأوضاع الاقتصادية وتدهور دخولهم أمام ارتفاع الأسعار وأيضا الانتخابات التشريعية المقررة في 20 نوفمبر المقبل· وبدأ مئات المرشحين لهذه الانتخابات زيارة دواوين وبيوت العشائر ضمن حملة علاقات عامة موسمية بحثا عن الأصوات· أما العراقيون الذين فروا من بلادهم فيتبادلون التهنئة بحزن فيما يحاولون الاتصال هاتفيا أو إلكترونيا بأحبائهم وجيرانهم في بلدهم· ويقيم في الأردن زهاء 750 ألف عراقي غالبيتهم ممن طحنهم الفقر في الغربة· أما الأردنيون، فيحاولون تغطية نفقات العيد من مكرمة (منحة) ملكية شملت نصف مليون موظف ومتقاعد مدني وعسكري· ويقول خالد ''40 عاما'' إن الـ100 دينار (140 دولارا) التي أمر بها الملك ساعدت أسرته التي تضم ثلاثة أطفال على تدبير مصروفات العيد· أما أم أحمد ''45 عاما'' فترى أن ''المكارم الموسمية، على أهميتها، لا تسد العجز المتزايد في موازنات الأسر''· وذكر مصدر رسمي أردني أن المنحة، وهي الثالثة خلال عامين، تكلف خزينة الدولة 70 مليون دينار (100 مليون دولار)· وتضاعفت تكاليف المعيشة في الأردن في ظل رفع أسعار المحروقات أربع مرات خلال عامين، فضلا عن تسارع صعود معدلات التضخم· وفي تونس، لا يكون عيد الفطر عيداً دون ''الحلو'' وهو الاسم الشائع للحلوى التقليدية التي توارث التونسيون وصفات تحضيرها عن الأجداد منذ مئات السنين· وتتفنن التونسيات في إعداد ''المقروض'' القيرواني و''الغريبة'' و''البقلاوة'' و''أذن القاضي'' و''المحشي'' و''الصمصة''، وكلها أسماء لحلوى شعبية منها ما يقلى في الزيت ومنها ما يطهى في درجة حرارة عالية بأفران المخابز· وبحثا عن النكهة الأصلية لمقروض القيروان، يقصد كثير من التونسيين مدينة القيروان ''160 كلم جنوب العاصمة'' لشراء كميات من المقروض الشهير الذي تشتهر به المدينة· وتوفيرا للوقت والجهد، تفضل المرأة التونسية العاملة، التي تخلت عن طقوس إعداد ''الحلو''، شراء هذه الحلوى جاهزة· واعتادت العائلات التونسية تبادل أطباق ''الحلو'' وتقديمه للضيوف والزوار خلال العيد· ويشتهر أهالي محافظة صفاقس ''274 كلم جنوب العاصمة تونس'' بعادة تحضير الأسماك المملحة التي يتناولونها في أول أيام العيد· ويقول الشاب بشير ''نملح السمك ونجففه قبل 10 أيام من العيد· ونتعمد استهلاكه في الأيام الأولى من هذه المناسبة لأنه يسبب العطش ويدفع إلى شرب كميات كبيرة من الماء تروي الأجساد وتعوض النقص الذي سببه صيام الشهر الكريم''· ويطلق التونسيون على عيد الفطر اسم ''العيد الصغير'' ويعتبرونه عيدا خاصا بالأطفال الصغار الذين يدللهم الكبار بشراء ملابس وأحذية ولعب جديدة وبدفع ''المهبة'' (العيدية) وبحملهم إلى حديقة الحيوان والملاهي· وطوال أيام العيد يدخل الأطفال في سباق محموم لفرقعة ''الفوشيك'' (ألعاب نارية) واستعراض اللعب (طائرات وسيارات ومسدسات) المستوردة غالبا من الصين· وفي موريتانيا، يغتنم الموريتانيون فرصة حلول عيد الفطر لإحياء عادات وتقاليد مهددة بالاندثار بفعل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها البلاد خلال العقدين الأخيرين فضلا عن الانعكاسات السلبية لسياسات التكيف الهيكلي التي أملتها الهيئات المالية الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين· وتشكل زيارة الأهل طيلة أيام العيد الثلاثة أبرز السمات المميزة للعيد، حيث يعمد الأهل والأقارب لتبادل الزيارات وطلب الصفح والرضا والاعتذار عن الأخطاء والتجاوزات والظلم الذي قد يشعر به البعض تجاه البعض الآخر· غير أن تبادل الزيارات ليس السمة الوحيدة للعيد، فهناك عدد كبير من الموريتانيين يشترون الذبائح كرمز لانتهاء الصيام، ويتناولون ''اللحم المشوي'' وهو طبق رئيسي يتفاخر الناس بإعداده وتناوله يوم العيد· ولكن من الطقوس الأبرز شراء ثياب للأطفال يتباهون ويفاخرون بها كفرحة للعيد· ويرى محمد ولد أحمياده، وهو باحث في علم الاجتماع، أن التحولات المتسارعة الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع الموريتاني ''لم تسهم في القضاء على هذه الطقوس التي توصف بأنها من مظاهر التبذير وتبديد الثروة'' من قبل البعض· ويضيف أحمياده أن مما يميز المجتمع الموريتاني حتى عن المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى كونه لا يزال ''يعض بالنواجذ على بعض الطقوس التي تجاوزتها المجتمعات الأخرى كالذبح في يوم عيد الفطر''، بالنظر إلى أن هذه العادة ليست تقليدا دينيا خلال هذا العيد· بيد أن هذه العادة منتشرة في موريتانيا نظرا لانخفاض أسعار الأغنام· ويقوم الموريتانيون يوم العيد وخاصة قبل الصلاة بإخراج الصدقات المعروفة محليا بـ''الفطرات''، وغالبا ما يتهافت الناس على محال بيع الأرز والدقيق والقمح لإخراج هذه الصدقات وتوزيعها على المحتاجين· كما أن من بين العادات التي لا تزال قائمة رغم الأزمة المالية التي يشهدها هذا البلد إعطاء نقود للأطفال، وتوزيع الطعام والذبائح والملابس القديمة على الفقراء والمساكين وعلى المساجد، وهي عادات ربما تراجع الاهتمام بها من قبل البعض في السنوات الماضية، بيد أن بعض الأغنياء لا يزالون حريصين عليها·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©