الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة تنظيف البر تدعم قيمة التطوع وتزيد مستوى التوعية

حملة تنظيف البر تدعم قيمة التطوع وتزيد مستوى التوعية
12 فبراير 2012
عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً من يوم الجمعة الماضي، بدأت تتوافد الجموع من كل أنحاء أبوظبي بشكل فردي وجماعي إلى منطقة الختم، تلبية لنداء سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، منهم من هو تابع لمؤسسات ومنهم من تطوع بشكل شخصي، بالإضافة إلى العديد من الأسر والأصدقاء، حيث كونوا تجمعاً كان عنواناً للإيمان بأهمية التطوع وارتفاع مستوى الوعي بالمشاركة المجتمعية برعاية وحضور سمو الشيخ عبد الله بن زايد. وشكلت نقطة الانطلاقة خيمة نصبت قرب الطريق ليتسلم الكبار والصغار أدوات التنظيف، وتم الحديث أيضا من خلالها عن شروط الأمان والسلامة، ليتم توزيعهم في جماعات ثم نقل بعضهم في سيارات إلى نقطة العمل، في حين تطوعت العديد من الأسر المشاركة بقيادة سياراتها الخاصة متجهة نحو المكان، تحت تعليمات المرشدين بسياراتهم ذات الدفع الرباعي التي قادت جموع السيارات إلى المنطقة المستهدفة بالتنظيف في عمق صحراء الختم. أرتال من السيارات حملت المشاركين إلى نقطة العمل، وتوزعت الجميع كبارا وصغارا شبابا، إيذانا ببدء حملة تنظيف البر في منطقة الختم التي تشكل مكاناً خصباً لعشاق الرياضات الصعبة التي تقام في المناطق الصحراوية، حيث يعمل الشباب فرادى وجماعات على صعود الكثبان الرملية بسيارات الدفع الرباعي، أما الأماكن الأكثر انخفاضا من ذلك فعرفت انتشار الدراجات. وشهدت الحملة حضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، التي دعا إليها سموه من خلال موقعه الشخصي على تويتر للتواصل الاجتماعي الشهر الماضي لتوعية رواد البر بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة البرية بالدولة، وأشاد سموه بالدور الكبير للمشاركين في إنجاح هذه الحملة. وتهدف الحملة الى زيادة الوعي البيئي ورفع حس الولاء والانتماء إلى الوطن إضافة إلى غرس ثقافة التطوع وتعلم كيفية الحفاظ على بيئة نظيفة من خلال المشاركة التطوعية في تنظيف المناطق الصحراوية الخاصة بالتخييم وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة الطبيعية التي تتمتع بها الامارات، ويقوم برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي التابع لمؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، بالإشراف على تنفيذ وتنظيم الحملة وتنسيق فعالياتها التي تبدأ بتحديد نقاط التجمع في مناطق الدولة وانتهاءً بتسليم النفايات لمراكز تجميع النفايات في جميع أنحاء الدولة. الأمن والسلامة قبل الانطلاقة تلقى المتطوعون جرعة من تعليمات الأمن والسلامة لتفادي أية مشاكل قد تحصل وتعيق العمل في عين المكان، حيث طالب علي أحمد الخوري قائد فريق السلامة في البرنامج الوطني التطوعي للاستجابة في حالات الطوارئ «ساند»، المتطوعين بالبقاء على مرمى نظر قائد المجموعة، وارتداء حذاء كامل، الالتزام بارتداء القفازات وأثناء التقاط النفايات ذات الحواف الحادة أو الثقيلة، وعدم التقاط النفايات أو المخلفات الخطرة مثل بطاريات السيارات وجثث الحيوانات والإبر وغيرها من الأشياء المشكوك في أمرها، واستخدام الطرق الصحيحة في التقاط النفايات والابقاء على ظهورهم مستقيمة قدر المستطاع مع ثني الركبتين، وأخيرا التراجع وتنبيه المجموعة فورا في حال مواجهة حيوانات أو منحدرات أو صخورا حادة أو حشرات أو أسلاك شائكة، وأضاف الخوري: يهمنا أن تمر هذه الحملة بسلام، خاصة أن أعداد المتطوعين كبيرة، كما أن تواجد الأطفال يرفع من حجم مسؤوليتنا، حيث توجهنا للأسر بعدم ترك أولادهم بمفردهم، والعمل في جماعات. وأوضح الخوري أنه يشارك أكثر من 20 متطوعاً من ساند في منطقة الختم، موزعين على باقي المجموعات، ومنها فرق الدعم والمعالجة، ولكل فريق قائد. وبعد تسجيل المتطوعين، تم منح كل منهم مجموعة أدوات تنظيف كاملة تشمل أكياسا لجمع النفايات وقفازات وملاقط لجمع النفايات، ونظارات واقية من الشمس إضافة إلى حصول كل المتطوعين على الإرشاد والتوجيه الكامل وكيفية التعامل مع حالات الطوارئ، التي سيقوم المتطوعون في البرنامج الوطني التطوعي للاستجابة في حالات الطوارئ «ساند» بالاستجابة لها ومحاولة التقليل من آثارها قدر المستطاع. إدارة «تكاتفى من جهتها قالت ميثاء الحبسي مديرة برنامج تكاتف للتطوع التي تواجدت في عين المكان: تلبية لدعوة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، شهدت الحملة مشاركة واسعة، كبارا وصغارا، كما شهدت مشاركة أعداد كبيرة من المتطوعين، الذين لا ينتمون لأي مؤسسات، حيث توافدت أسر كاملة للمشاركة في هذه الحملة، وأفراد من مختلف الأعمار والجنسيات، وهذا مؤشر جيد على درجة الوعي التي تعرفها فئات المجتمع بضرورة الحفاظ على البيئة، خاصة الصحراء التي تعتبر مكوناً مهماً في حياة أبناء الإمارات، مؤكدة أن العمل التطوعي ينبع بدافع الاحساس بالمسؤولية الاجتماعية نحو وطننا. وأضافت: تعودنا على حملات تنظيم الشواطئ، وحملات تنظيف الحدائق العمومية، لكن تعتبر هذه أول مرة، تطلق فيها حملة لتنظيف البر وفي عمق الصحراء، وجاءت متزامنة مع اليوم الوطني للبيئة في الإمارات الذي يصادف 4 فبراير من كل عام، حيث تعرف البلاد تنظيم فعاليات عدة في هذا الإطار، وتم اختيار منطقة الختم في أبوظبي لكونها مكان تخييم، في محاولة لرفع الوعي بأهمية مشاركة كل فرد في تنظيف مكانه. وأوضحت أن هذه الحملات ستلفت انتباه عشاق التخييم على الأخص، إلى ضرورة الحفاظ على البيئة الصحراوية، بالإضافة إلى رفع الوعي لدى شرائح واسعة من المجتمع، وهذا ما سيتحقق من خلال هذا الكم الكبير من الأطفال، إذ ستغرس فيهم هذه القيمة وسينقلون ذلك إلى محيط مدارسهم، ولأصدقائهم، وبذلك تكون الحملة قد أصابت الهدف من هذا اليوم. وأشادت الحبسي بمشاركة كل الجهات والأشخاص المشاركين في إنجاح هذه الفعالية، مشيرة إلى أن موقع تكاتف استقبل أكثر 600 مشارك، مؤكدة أن العدد في منطقة الختمي فوق هذا الرقم بكثير، خاصة أن أعداد كبيرة تشارك بدون تسجيل، تلبية لنداء سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. من جهتها قالت نوال بشير محمد بشير متطوعة في تكاتف وفريق ساند، إنها تشارك في الحملة كما سبق لها المشاركة في العديد من الفعاليات التي تهم التطوع، وأنها تشارك من منطلق شعورها بالمسؤولية تجاه هذا البلد، كما قالت إنها لا تتوانى في دفع محيطها للمشاركة في الأحداث التطوعية، مشيدة بفكرة تنظيف البر، خاصة أن أغلب الأنظار تتجه للمدينة ولا تتجاوزها إلى الصحراء. ولفتت أن توقيت الحملة جيد كونه يتزامن مع فترة التخييم التي تعرفها المناطق المستهدفة. أصغر وأكبر مشارك وتوزع الجموع على مرمى العين في عمق صحراء الختم، الكل ينشد جمع أكبر قدر من الأكياس البلاستيكية والمخلفات التي لفظها من مر على المكان، آثار ذبائح، مدفونة تحت الأرض، وعظام هنا وهناك، وعبوات المشروبات الغازية، وغيرها من النفايات، انهمك الكل في التقاط الأكياس والأوراق متجنبا العظام والأدوات الحادة والزجاجيات تنفيذا لتعليمات السلامة بأن ترجع الجموع في هذا الأمر لفريق ساند، بينما كانت سيارات القياديين في الحملة تجوب المكان وتتفقد احتياجات المتطوعين، وتوزع عليهم الماء والعصائر، وتجمع الأكياس المملوءة وتعوضها بأخرى فارغة. ولم تقتصر المشاركة على الشباب فحسب، بل عرفت مشاركة أسر بأكملها، الكبار والصغار، من هؤلاء مشاركة المواطنة جديدة أحمد سعيد الكثيري، يفوق عمرها 75 سنة، والتي قالت عن سبب تواجدها في المكان: أشارك مع أولادي وبناتي وأحفادي في هذه الحملة، ويبلغ عددنا 17 شخصاً، ونحن جئنا اليوم لتلبية النداء، إذ تعني لنا الصحراء في ثقافتنا الشيء الكثير. وذكرت الأم والجدة جديدة أن مشاركتها جاءت عن طريق أولادها المتطوعين في تكاتف، مشيرة إلى أن مشاركتها سترفع الوعي بأهمية نظافة البر، حيث تعرف الحملة تغطية إعلامية جيدة، مما سيلفت الانتباه لأهمية تنظيف البر، حتى بالنسبة لمن لم يشارك. تطوع بصري وفي الجهة الأخرى انكبت الجموع فرادى وجماعات على تنقية الشجيرات الصغيرة والنباتات الصحراوية من العوالق بها من أكياس بلاستيكية على الأخص، وكذا من حبال مفتولة من البلاستيك أيضا، من المرجح أنه سبق استعمالها كرباط للجمال، إلى ذلك خطى صغير على الرمال بقرب والده، وعمته وأبناء عمته، باحثا عن كيس بلاستيكي أو عن مخلفات تستطيع أصابعه الطرية التقاطها بمساعدة والده. وفي هذا الإطار قال محمد المسكري، والد الطفل صقر الذي يبلغ عمره سنة و11 شهرا إنه لا يستوعب بعد ما يجري حوله كقيمة، لكن نحاول تبليغه هذه الرسالة من خلال جمع النفيات وتنقية البر، وبذلك ستنقل له هذه الفكرة دون أن نلقنها له، موضحاً أن التواجد في المكان يوضح له الصورة البصرية للتطوع، وسيترسخ لديه مفهوم تنظيف البيئة المحيطة به. ولفت المسكري إلى أنه متطوع مع تكاتف، وشارك في الحملة بناء من خلال التواصل المباشر مع المؤسسة، ومن خلال موقها الالكتروني. وتعدت المشاركة في «أنا أتطوع لتنظيف حملة تنظيف البر» الشعار الذي حملته القمصان التي وزعت على كل المشاركين قبل انطلاق هذه الفعالية، الأفراد والجماعات، إلى المؤسسات، حيث شاركت أكثر من جهة، حيث ساهم 8 من أبناء مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، منهم خالد عبد الرحمن 15 عاماً متطوع، الذي قال إنه سعيد بمشاركته، حيث جمع الأكياس البلاستيكية. وأضاف: أريد تنظيف الصحراء من المخلفات، كما أرغب في المشاركة مرات أخرى في مثل هذه الفعالية، أما سالم على الحوسني المشرف على طلبة المؤسسة المشاركين في الحملة والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً، فقال عن هذه المشاركة إنها تصب في إطار إشراك أبناء المؤسسة في الفعاليات الخارجية، بحيث تعلمهم العمل الجماعي، بالإضافة لذلك فهي رسالة تنقل قيمة التطوع وما تهدف إليه من معان سامية، وأن مثل هذه المشاركات ترفع من تقديرهم الذاتي كأناس فاعلين في المجتمع. أصدقاء البيئة وتوافدت على منطقة الختم أفواج من الأسر والمؤسسات التي رغبت تأكيد مشاركتها في تنظيف البر، وبعد ساعة وما يزيد من انطلاق الحملة قدمت أربع حافلات تحمل الأطفال والمشرفين عليهم، وأسرهم إلى المكان، وتوزع الجميع على الجهة اليسرى من المنطقة، وتبين فيما بعد أن هذه الحافلات ترجع لجمعية أصدقاء البيئة. في هذا السياق قال محمد العبود رئيس فعالية حملة تنظيف البر في جمعية أصدقاء البيئة إن مشاركتهم تصب في إطار زيادة الوعي بأهيمة تنظيف الصحراء، مشيراً إلى أن الحملة تندرج في إطار اهتمامات الجمعية كونها جمعية بيئية. وأضاف: شاركنا بما يفوق 150 شخصاً، من جميع الجنسيات، كما شهدت المساهمة آباء وأمهات، وأسر كاملة، وإلى جانب أعضاء الجمعية شارك 10 أشخاص من مركز رعاية الأحداث في المفرق، وما يقارب 10 آخرين من أحد البنوك، والبقية من الأعضاء بالجمعية، إذ دعت الجمعية للمشاركة في هذه الحملة عن طريق الرسائل الالكترونية. وأشاد العبود بمساهمة ودعم مواصلات الإمارات المتمثل في توفير الحافلات لنقل المساهمين لمنطقة الختم مجانا، وذكر أن المشاركة تعدت التنظيف إلى توزيع منشورات تتعلق بأهداف التوعية، وضرورة الحفاظ على البيئة، مشيراً إلى أن المشاركة سبقتها اجتماعات وتوجيهات السلامة وتوزيع المطبوعات، والرسائل التوعيوية عن طريق الرسائل النصية. نشر الوعي قال الطفل يوسف محمد 10 سنوات عضو جمعية أصدقاء البيئة: أريد تنظيف البيئة الصحراوية من الأكياس البلاستيكية، وأغلب ما وجدناه هو هذه الأكياس بالإضافة إلي الزجاج، وما نقوم به اليوم سأنقله لأصدقائي في المدرسة وسأقوم بتوعيتهم للحيلولة دون رمي النفايات في بيئتنا. في حين قالت آية نبيل رجا عضو بالجمعية أيضاً: أشارك وأسرتي في هذه الحملة استجابة لدعوة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، لتخليص الصحراء من النفايات، ونشر الوعي بأهمية ذلك بين أفراد المجتمع. وأضافت: للأكياس البلاستيكية مخاطر كبيرة على البيئة المحيطة بنا، خاصة أنها لا تتحلل إلا بعد مئات السنين، كما أنها تتسبب في موت الحيوانات واختناقها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©