الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

منذر المصري: الحياة الحديثة قصيدة نثرية

منذر المصري: الحياة الحديثة قصيدة نثرية
13 أكتوبر 2007 00:23
منذر المصري شاعر سوري يكتب قصيدة النثر إلى جانب تميزه بالفن التشكيلي، وقد أصدر العديد من الدواوين الشعرية منها (آمال شاقة) (بشر وتواريخ وأمكنة) (أنذرتك بحمامة بيضاء) ـ مشترك ـ (مزهرية على هيئة قبضة يد) و (الشاي ليس بطيئاً)، وهذا الشاعر الذي ولد في بيئة بحرية بمدينة اللاذقية يمارس السباحة مرة واحدة في اليوم على الأقل، فهو عاشق للبحر إلى درجة الذوبان، وهو ما تحاورنا معه من العاصمة الأردنية عمان: شاطئ الفرح ü يلاحظ أن السباحة توصلك إلى شاطئ الفرح؟ üü ربما لا يعرف الضجر طريقه إلى قلبي، لكنني أعشق البحر، الذي تنمو فيه حياتي وتجربتي الشعرية، هناك حالة استرخاء قصوى، وأحلام لا نهائية نحو الأسمى والأفضل في الحياة، وأنا أسترخي فوق صفحة الماء، وأداعب موجة زرقاء من أمواج البحر· ü هل تصوغ الشعر في هذه الرحلة البحرية؟ üü العديد من القصائد اختمرت لدي، أو بدأت في صياغة مقدماتها، لأني من البحر والطين ، أصوغ الشعر الذي لا يكون بحاجة إلى تذويب طالما أن الماء ذائب عاكساً لون القمر والشمس والحياة· الشعر الطليعي ü كيف بدأت تجربتك الشعرية؟ üü لم يخطر على بالي أن أكون شاعراً، كنت في البداية رساماً، وأعددت كل العدة اللازمة لذلك، وقرأت عن الرسم كثيراً، حيث كان الرسم مشروعي الأول، وجاء الشعر من الباب الخلفي، حيث بدأت أركز على الشعر اللبناني الطليعي الذي اخترته أباً لي، ليس اللبنانيين فحسب مثل أنسي الحاج وعصام محفوظ وشوقي أبي شقرا، بل كذلك جبرا إبراهيم جبرا، وتوفيق صايغ، ولا أنسى الشاعر السوري محمد الماغوط· ومع الأيام أصبح لدي ميل للفنين معاً الرسم والشعر، توصلت إلى طريقة أن أرسم بصورة شاعرية، قدرتي البصرية صار لها دور كبير في شعري الذي أستطيع وصفه بأنه شعر مشاهد، وغالباً ما أبدأ قصائدي الجديدة بما أراه، إذا كنت أتكلم عن طاولة، أو شخص، وما إلى ذلك، لدي ميل لرسم المشهد في القصيدة، وأحد أنواع الصور هي صورة المشهد· اللوحة والقصيدة ü هناك بصمات واضحة للشعر المترجم في قصائدك؟ üü بقدر ما أميل لآبائي من الشعراء اللبنانيين وغيرهم، تأثرت بالشعر المترجم، وقد قرأت الشعر الأجنبي من كتاب (مئة قصيدة) لتوفيق الصايغ، (مختارات من الشعر الأميركي) الذي ترجمه يوسف الخال، إضافة إلى قراءتي الشعر الفرنسي، وهذا كان يعتبر تهمة، ولكن أظن أن الشعر المترجم قدم خدمة للشعر العربي الحديث، أعطاه نموذجاً آخر، في الاختلاف والاتفاق، وقد كان اعتراضي على شعر الستينات أنه شعر غير مؤثر بالمعنى العاطفي، وكلماته ليس لها معنى، كنت من الناس الذين كبروا وهم يستمعون إلى الموسيقى الغربية، وكبار المغنين المرشحين لجائزة نوبل، كنت وما زلت أحاول أن أكتب قصيدة مؤثرة وجميلة كالأغاني· ü ما العلاقة بين اللوحة والقصيدة لديك؟ üü كنت أعتقد أن الفنون تتمتع باستقلالية شديدة، فالرسم له أدواته الخاصة، آليته في العمل ، حاجته لوقت ومزاج وسيطرة الإحساس المطلق على اللوحة، وله قوانينه، كذلك الشعر فهو فن مضجر كما يقول صديقي عباس بيضون، الشعراء يعتبرونني رساماً، والرسامون يعتبرونني شاعراً، لكنني أستطيع أن أقدم تجربة ممتعة ومسلية إلى حد ما بالصورة والقصيدة، هناك علاقة بين اللوحة والشعر، لكن الشعر يحتاج إلى ورقة وقلم، أما الرسم فإنه يحتاج إلى ساحة معركة، لذا حين أرسم فإنني أقوم بعمل بطولي· شاعر وشاعرة ü هل هي مصادفة أن تكون وشقيقتك مرام المصري شاعرين؟ üü أختي مرام المصري أشهر مني مع أني أستاذها، وهذا قانون أن يتفوق التلميذ على أستاذه إذا كان يحق لي أن أقول ذلك، أؤمن بشاعرية مرام المصري واشتركت معها في مجموعة (وأنذرتك بحمامة بيضاء) ولها العديد من المجموعات الشعرية منها (كرزة حمراء على بلاط أبيض) التي فازت بجائزة أدونيس عام ،1998 وفي الواقع كان لدينا أب وأم تركا لنا الحرية لاهتمامات متنوعة، وجو مفتوح على الجميع، ومفتوح على كل الفنون، ومن هذه البيئة وعوامل وراثية معينة يوجد خمسة إخوة يكتبون الشعر، أنا أكبرهم، لكنهم لم يأخذوا موهبتهم على محمل الجد كما فعلت أنا وأختي مرام، حيث استطعنا بهذه الموهبة أن نكتب المعنى الذي يعتمد على المشاعر والملاحظة والأحاسيس ويقدم قصيدة مغموسة بالمعاني· قصيدة النثر ü لماذا تركز على القصيدة النثرية ولا تكتب شعر التفعيلة؟ üü لم يبق من شعراء التفعيلة سوى أسماء قليلة استطاعت أن تحفر لها وجوداً متميزاً في الشعر العربي، ولها شأن كبير لكن قصيدة النثر تستقطب أهم الأسماء على الساحة الشعرية مثل عباس بيضون وبول شاؤول وأمجد ناصر ونوري الجراح وغيرهم، وهؤلاء يحاورون تجربتي الشعرية· قصيدة النثر توفر لكل شاعر مكانته المستقلة على حدة، وتبعده عن جو الخطابات الشعرية الحماسية الوصفية التي تكون غالباً على حساب الصورة الشعرية الراقية والأنيقة، وبالنسبة لي فإن الحياة نثر، والشعر في الحياة الحديثة يجيء نثراً، وبالتالي لا تستطيع أن تعبر عنها بقوالب إيقاعية جاهزة، والشاعر الذي يقدم شعراً منثوراً فإنه يقدم أفضل ما عنده وبطريقة إلقاء معبرة بعيدة عن الصراخ والهيجان· ü لكن المتلقي لا يستوعب بعض الشعر المنثور؟ üü الشعر العربي لم يهتم بإلقاء الشعر للآخرين وسط المهرجانات والأمسيات الشعرية، ولا بد من إعطاء جهد للدراسة، والتكلم عن التفاصيل، وكيف يقرأ الشعر المنثور وغيره من ألوان الشعر، وإذا كان المتلقي لا يستوعب مقاصد الشعراء وأفكارهم فإن الخطأ يكمن في طريقة الإلقاء وليس في الشعر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©