الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بهجة العيد

بهجة العيد
13 أكتوبر 2007 00:24
في البدء نسائم تهب، وبشائر وروائح مخملية وبخور وعود ودهن العود، وأثواب كبياض الثلج ناصعة، حريرية كألوان الطيف، للعيد من سناء الضحكة فرح، إطلالة المزن البعيدة، تجلت كما لو فجأة تحتضن قلب طفل، للعيد سنبلة اليقظة في حضرة يوم جديد، وجنان ورد، وملاذ عقيق، ولمعان وصولجان، وابتكار ليوم يحتشد الظل على أطراف يوم البدء، للعيد شهية القبل، وللعيد وحي من سفر، وذكرى تطرب خلايا الجسد· ها هي ذكرى العيد تستدعي قصصاً وتترك أخرى، تمضي في دهاليز الأيام، منها فيض الفرح، ومنها شغب الأحلام، وطرب الانتظار، للعيد رائحة النقود الورقية، تبدو في اليد المحناة أجمل، طواف عرس نحو البيوت المعتادة على الفرح، وعلى العطاء، خطوات صغيرة ذات أحاسيس كبيرة قد تجاوزت بيوتا بائسة، وأبوابها موصدة شحيحة، فأكثر العطاء يأتي من امرأة قد تجاوزت عمر السبعين قليلا، بيتها في زاوية الشرق من الفريج، وفي يوم العيد تفتح قلبها الطيب لرتل الأطفال، تزرع في نفوسهم الفرحة، فمدى العيد لايزال شيء منها حاضرا رغم أن الحياة تجاوزتها لسنوات وأعوام، مازالت على هيئتها الجميلة جالسة على وقار وسط الذاكرة· هدية الجدة ماثلة كما هي كلما العمر ينبع من العيد نكهة، سنوات الطفولة خاضعة في لقاء الأصدقاء والأحبة، ترى في البراءة عشقا، وفي جمال الوجه عيدا، وفي الضحكة المخملية عطرا، بنات العيد يذبن في صفاء المخيلة رغم حضور النساء، تظل لك تحفة تجاور الروح، للعيد لذة التعب وجمالية الترقب، حالة من الدهشة، للعيد فكرة او ربما أفكار ذهبية، كما تبدو للعيد الجميل نوادر لا زالت عالقة في الذاكرة كالتي حين كان العمر ورديا ولوجهك صفاء الطفولة، ولعقلك عصفور الشغب، بجانب والدك يهم بكما الوقت نحو الصلاة وأرجاء مدينة العين تكبر لله، إلا أن محرك السيارة بارد بل تبدو جثة هامدة لا حراك فيها، مع دفعة من أيادي المارة تكسبها الحرارة اللازمة بينما يكسب أحدهم أو بعضهم توصيلة الى بيت الله· للعيد هيمنة الفرح وسر يزهر بالجديد المختلف رغم ما أصبحت عليه الأيام من تجدد إلا العيد يبقى له وقعه وخاصيته في الحياة، وبكم العيد يزهر من جديد وكل عام وأنتم بألف عيد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©