السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محمود أباظة لـ الاتحاد : لا جدوى من الحوار مع الوطني و الإخوان

محمود أباظة لـ الاتحاد : لا جدوى من الحوار مع الوطني و الإخوان
13 أكتوبر 2007 02:13
حزب ''الوفد'' المصري المعارض لغز كبير· فهو من حيث التاريخ زعيم المعارضة في مصر والبديل الأقرب للسلطة· لكنه في الواقع مهدد بالتمزق بسبب الخلافات الداخلية· ورغم تولي مجموعة من الإصلاحيين قيادته وإعلانهم برنامجا كاملا لإعادة الحزب الى الحياة السياسية المصرية بقوة مازالت خطوات الإصلاح بطيئة ومازال البرنامج حبرا على ورق· واجهنا رئيس الحزب محمود أباظة بكل ما يدور داخل ''الوفد'' ولماذا دعا إلى حوار وطني ولماذا عارض بيع بنك القاهرة وكان هذا الحوار: - فاجأ ''الوفد'' الجميع بالدعوة إلى حوار وطني حول مستقبل مصر·· لماذا؟ ؟ إننا كحزب ''الوفد'' نرى مصر تمر بمرحلة صعبة وعلينا أن نبحث عن طريقة لإنقاذها بوضع دستور جديد وصياغة عقد اجتماعي يراعي الوضع الحالي ويقضي على الفساد ويستعيد مكانة مصر دوليا وإقليميا· وهذا لا يمكن الوصول اليه من غير حوار وكسر احتكار الحزب الوطني للسلطة· - حوار للجميع وقد استبعدتم الحزب الوطني والإخوان المسلمين؟ ؟ لم نستبعد أحدا بل وضعنا شروطا للحوار يلتزم بها من يريد أن يشارك وهذه الشروط هي القبول بتداول السلطة وتطبيق الديمقراطية الكاملة والإيمان بأن نزاهة الانتخابات وشفافية الاختيار جزء أصيل من الحكم وأن تكون المواطنة عنوان الدولة المصرية· - هل الحزب الوطني الحاكم لا يؤمن بهذه الشروط؟ ؟ الحزب الوطني يريد الهيمنة واحتكار السلطة ولا يؤمن بتداول سلمي لها ولا جدوى للحوار معه· -وجماعة الإخوان؟ ؟ الإخوان يريدون الدول الدينية ورفضوا وضع المواطنة في الدستور· وبرنامجهم جاء بعيدا عن الإيمان بالدولة المدنية ولا معنى ايضا لإشراكهم في الحوار· - هل حقق الحوار نجاحاً؟ ؟ مازلنا في مرحلة الاتفاق حول مبادئ الحوار أما تحقيق شيء ملموس فمازال أمامه وقت كما يتوقف النجاح على عوامل أخرى كثيرة لا تخص الأحزاب المتحاورة وحدها· - أين نقف الآن؟ ؟ نحن أمام مشكلة رئيسة وهي ضرورة اصلاح الهيكل السياسي الذي تجاوزه الزمن ولم يعد يناسب الظروف محليا ودوليا، والاصلاح يشمل الحزب الحاكم والمعارضة، والتعديلات الدستورية كانت فرصة جيدة لكنها ضاعت· -نركز اكثر على حزب ''الوفد''؟ ؟ مصر ليس فيها تعدد حزبي حقيقي طالما ظل هناك خلط بين حزب معين والدولة· فالاحزاب القائمة ليست اكثر من قيادات واتجاهات لا تؤثر في الرأي العام· - مر عام على توليك رئاسة حزب ''الوفد'' وكانت هناك آمال لم تتحقق؟ ؟ هناك تغير للأفضل فالحزب كانت لديه 26 لجنة عامة زادت الى ،140 وأصبحت مدة رئاسة الحزب محددة بأربع سنوات تجدد مرة واحدة وكل المناصب القيادية في الحزب بالانتخاب· والحزب أصبح لديه خطاب سياسي واضح وانفتح على القوى السياسية وخاض معركة التعديلات الدستورية بموقف واضح ومقترحات محدده· - هناك انتقادات لما يحدث في الحزب من استقالات وتصرفات للسكرتير العام الذي يصفه البعض بأنه الرئيس الفعلي للحزب؟ ؟ الاستقالات شيء طبيعي يحدث في أي حزب بسبب الخلاف حول بعض القضايا لكنها لم تؤثر على العلاقات بين الاعضاء وهناك تزايد في الاعضاء الجدد فخلال عام انضم للحزب 3600 عضو في القاهرة والجيزة فقط أما السكرتير العام منير فخري عبدالنور فهو من أفضل من تولوا هذا الموقع وهو منتخب ويؤدي عمله بكفاءة وإخلاص واراء البعض فيه مجرد أوهام· - لكن هناك ''وفد'' نعمان جمعة الذي يصر على أحقيته في الحزب؟ ؟ حزب ''الوفد'' إدارة واحدة وله مقر واحد واختيار قياداته تم بالانتخاب وهذا أمر انتهى بقرار الهيئة العليا وأعضاء الحزب في الجمعية العمومية غير العادية· والنتيجة الطبيعية لهذا الوضع الجديد أن اداء الحزب اختلف تماما واصبح موجودا بقوة على الساحة السياسية ويؤثر في الرأي العام· - لهذا تفكرون في اطلاق قناة فضائية واذاعة؟ ؟ ندرس هذا، لكننا لا نريد أن نرتجل فنرتبك ولابد من ان نتأكد من عوامل النجاح· - وجود حزب ليبرالي جديد في الساحة وهو ''الجبهة الديمقراطية'' هل يأخذ من شعبية ''الوفد''؟ ؟ نحن ضد احتكار أي حزب للحياة السياسية أو لأفكار معينة والمهم القدرة على التواصل مع الناس وتبني قضاياهم· - هل يمكن حدوث إصلاح سياسي وارساء ديمقراطية من دون ''الإخوان''؟ ؟ القضية الأهم هي أن وجود تنظيم ليس معناه بالضرورة التسليم بوجودة وانما لابد من البحث عن لماذا هو موجود وهل يمكن أن نسمح له بالتواجد على أساس أنه حزب ديني؟ وما الموقف اذا وافقنا فظهر اكثر من تنظيم سياسي على أساس ديني؟ وماذا يحدث لو أن كل تنظيم سياسي ادعى أن مرجعيته الدينية هي الصواب؟ وما تأثير هذا على الحياة السياسية والوحدة الوطنية في مصر والذي يجيب على كل هذه التساؤلات هو الشعب المصري· - هل تقبل بحزب لـ''الإخوان''؟ ؟ خطورة وجود حزب لـ''الإخوان'' أنه سيؤثر على الوحدة الوطنية والمرشد العام لجماعة الإخوان قال انه لا يمانع من ان يحكمه واحد من ماليزيا طالما كان مسلما· - يرى البعض أن هذا التخوف أزالته التجربة التركية؟ ؟ تجربة تركيا لا يمكن أن تنطبق على مصر· فتركيا 99 % من سكانها مسلمون ولا يوجد فيها غير مسلمين بنفس النسبة الموجودة في مصر· كما أن التجربة المصرية تختلف تماما عن التجربة التركية، فالدولة المدنية قامت في تركيا منذ زمن وأصبحت بعيدة عن الجدل، لكن في مصر مازلنا غير مستقرين· - الا يكفي النص على المواطنة لضمان قيام الدول المدنية؟ ؟ ليس كافيا بدليل ان الإخوان رفضوا هذه المادة· - الحركات الاحتجاجية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة كشفت ضعف أحزاب المعارضة المصرية؟ ؟ الحركات الاحتجاجية موجودة في كل العالم ولها تأثير كبير· لكنها لا تؤثر على الاحزاب ولا يوجد خلط· فالأحزاب تقوم وفق برامج واضحة وهدفها أن تكون البديل السياسي للحكم· لكن الحركات الاحتجاجية لها دور مختلف، وفي اميركا جمعية حمل السلاح لها تأثير سياسي كبير لدرجة أن الادارة الاميركية لا تستطيع اقرار قانون يمنع حمل السلاح بسبب هذه الجمعية· لكن لا أحد في اميركا يدعي أن هذه الجمعية تنافس على الحكم· -أليس غريبا أن حزب ''الوفد'' الليبرالي يعارض خصخصة بنك القاهرة؟ ؟ حزب ''الوفد'' لا يؤيد الرأسمالية وانما يؤيد الحرية الاقتصادية و''الوفد'' أول من نادى بتخفيض حجم الانفاق العام في عام 1987 ووقتها اعتبر البعض هذا التوجه كفرا· وهناك فرق كبير بين هذا الموقف والحفاظ على الاقتصاد الوطني ومصر لها تجارب في هذا الأمر ففي القرن 19 مولت البنوك الاجنبية القطن ومشروعات الري والصرف والسدود وقناة السويس وكانت النتيجة اننا فقدنا استقلالنا وتسببت الديون في وجود المراقبين الماليين الفرنسيين والانجليز ثم الاحتلال· ومع الحركة الوطنية تم انشاء بنك مصر الذي لعب دورا كبيرا في التنمية· - البعض يرى ان الافضل للبنوك المصرية خصخصتها؟ ؟ هذا كلام فارغ فبنوك القاهرة والاسكندرية والاهلي ومصر بنوك كبرى وتخضع لرقابة البنك المركزي وما حدث فيها يعود الى العربدة الائتمانية التي شهدتها فترة التسعينيات، وبنك القاهرة قالت الحكومة انها لن تبيعه وسوف تدمجه في بنك مصر ثم عادت واعلنت البيع بمبررات واهية فالحكومة مرتبكة ولا تعرف ماذا تريد· - وما الحل؟ ؟ الحقائق تقول إن الديون الرديئة على بنك القاهرة تبلغ 12 مليار جنيه منها6,5 مليار للأشخاص و5,5 مليار لقطاع الاعمال وفي المقابل فإن فروع بنك القاهرة في الخليج والتي انضمت الى بنك مصر وعددها 22 فرعا تم تقييمها بـ 6 مليارات جنيه· وما بقي 5,5 مليار جنيه وهي ليست ديونا معدومة لأن الحكومة تضمنها·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©