الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

النخلة.. حضور خاص في «أيام الشارقة التراثية»

النخلة.. حضور خاص في «أيام الشارقة التراثية»
12 ابريل 2016 22:48
أزهار البياتي (الشارقة) تحتضن أيام الشارقة التراثية في دورتها الـ 14 التي انطلقت الخميس الماضي، وينظمها معهد الشارقة للتراث تحت شعار «بالتراث نصون الطبيعة»، مفردات وعناصر حيوية مختلفة من كنوز التراث المحلي، مختزلة مراحل زمنية مضت من عمر دولة الإمارات، وتروي صفحات مضيئة من ماضي جيل الآباء والأجداد، عبر مشاهد حيّة تحاكي الأساليب المعيشية القديمة التي مارسها سكان المنطقة، وشكلت محاور للحياة آنذاك، ملقية الضوء على أوجه متعددة من الحرف اليدوية والمهن التقليدية التي تلتقي مع مقدرات البيئة الطبيعية. وفي هذا الإطار، استعرضت «أيام الشارقة التراثية» جوانب طبيعة البيئة الزراعية وحرفها القديمة، لتتوج النخلة كمصدر للرزق والخير والعمل. الشجرة المباركة يقول خلفان محمد النقبي مسؤول حرف البيئة الزراعية في أيام الشارقة التراثية: «تعد النخلة الشجرة المباركة والرافد الأهم في عناصر البيئة الزراعية، فمن فروعها وخيراتها انطلقت معظم الحرف اليدوية والمهن التقليدية القديمة، ولأن الشارقة أخذت على عاتقها إعادة صياغة التراث المحلي، فقد نقلنا من خلال هذا المهرجان الثقافي الهام صورا مختلفة تعكس طبيعة حياة الإنسان الإماراتي وكيف كان ابناً لبيئته المحيطة، مستثمرا لأدواتها وعناصرها الطبيعية، وصانعا من خيراتها العديد من حرفه التقليدية وطرقه المعيشية». وأضاف: «عبر فريق يزهو بسواعد المواطنين الكبار في السن والخبرة، استعرض بعضا من أصحاب الحرف اليدوية والمهن التقليدية القديمة جوانب من خبراتهم وممارساتهم في هذا المجال، خاصة تلك التي تتعلق باستثمار موارد النخيل، مبينين للحضور أهم الصناعات اليدوية التي وظفت نتاج النخلة من (الجذع، السعف الخوص، اللحاء، والثمر، والنواة) في مختلف المهن المحلية». الأدوات المنزلية وعدد النقبي بعض الحرف التقليدية القديمة المتعلقة بزراعة النخيل، قائلاً: «كان هنالك مهن زراعية تمتهنها النساء منها صناعة الأدوات المنزلية القديمة حسب مسمياتها المحلية، مثل (السفافة، السرود، المهفة، المشب، والجفير)، بالإضافة إلى طحن الحبوب بالرحى، وتحضير بعض الأطباق الشعبية من منتجات التمور، يصاحبها حرف زراعية أخرى خاصة بالرجال فقط، ومنها (قلادة الحبال، وطالعي النخل، وخياطة الخصافة، ونسج الحصير، مع صناعة الدبس، وزفن الدعن)، و«الدعون» كانت تستخدم آنذاك في تغطية سقوف البيوت العربية القديمة، وكجدران محيطة للزرائب والعرائش في البيئة الزراعية، حيث يمكن قصها والتحكم بطولها حسب الحاجة». ويتابع: كما تستخدم في حرفة «قلادة الحبال» ألياف النخلة وخوصها بعد نقعها لفترة في الماء حتى تلين وتصبح مرنة وطرية، لتشغل بعد ذلك على النول اليدوي، وتظفّر كحبال رفيعة أو غليظة السمك، توظّف لمختلف الأغراض والاحتياجات. الضيافة الشعبية أما طريقة صناعة «المدبّس» والتي تعد ضمن أطباق الضيافة الشعبية المعروفة في المناطق الزراعية من الإمارات، والتي تعتمد في كل عناصرها على تمر النخلة، فيقول عنها النقبي: «تعتبر صناعة «المدبّس» حرفة شعبية ضاربة في القدم، وكانت تعكس جانب كرم المضايف العربية في صدر المجالس والبيوت، ولتحضير«المدبس» كانت تجمع الأنواع الفاخرة والغالية من تمور النخيل مثل (اللولو، الخلاص، والقش حبش)، لتوضع في قدر كبير ويضاف عليها كمية جيدة من الدبس التمر مع حفنات السمسم والزنجبيل المجفف وبعض الهال المطحون و«القرنفل»، وتخلط هذه المواد وتخمر لمدة شهرين إلى ثلاثة، لتقدم للضيوف في موسم الشتاء مع فناجين القهوة المهيّلة بكرم يماثل كرم النخلة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©