الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

اليوم العربي للمكتبة

اليوم العربي للمكتبة
9 مارس 2017 23:52
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، «سورة العلق: الآيات 1 - 5». توافق اليوم الجمعة ذكرى اليوم العربي للمكتبة، هذه المناسبة التي تأتي في العاشر من شهر مارس «آذار» من كل عام، ونحن في كل مناسبة نبين وجهة نظر الإسلام كي يكون القارئ على بينة من أمره. من المعلوم أن المكتبات الإسلامية تُعَدُّ من أهم المؤسسات الثقافية التي كان لها دور مهم وكبير في نشر المعرفة والثقافة بين المسلمين، وقد تعدَّى تأثيرها المسلمين أنفسهم حيث انتقلت آثارها إلى بلاد الغرب. إن تاريخ المكتبات جزء لا يتجزأ من تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، فقد ارتقت بارتقائه وساعدت على ازدهاره، فديننا الإسلامي دعا إلى التعلم والمعرفة وإنارة العقول بالقراءة والكتابة. نحن أمة الكتاب نحن أمة الكتاب، الأمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى خير أمة أُخرجت للناس، فأول كلمة في الوحي الإلهي في القرآن الكريم هي لفظ اقرأ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وبالرغم من أن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كان أمياً حين نزول الوحي، إلا أنه امتثل للأمر الرباني فكلّف أصحابه بالقراءة والكتابة، لأن القراءة والكتابة والبحث من أهم الأسس التي تقوم عليها الحضارة، كما أقسم الله سبحانه وتعالى بالقلم وما يكتبه الكاتبون (ن?? وَ?ل?قَلَمِ وَمَا يَس?طُرُونَ)، «سورة القلم: الآية 1»، وفي القسم بالقلم والكتابة إشادة بفضل الكتابة والقراءة. وانظر أخي القارئ إلى قوله - صلى الله عليه وسلم-: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»، (أخرجه أصحاب السنن)، لتعرف لماذا أجهد المسلمون أنفسهم في طلبه، ولماذا بحثوا عنه في كل مكان ولم يجدوا حَـرَجاً في أخذه من أي وعاء خرج، ولماذا اتجهت أمة الإسلام بعد عصر الخلفاء الراشدين تنفتح على العالم من حولها تتلمس كل علم ينفع الناس، حتى رأينا العلماء المسلمين في شتى المجالات: كالفارابي، والكندي، وابن الهيثم، وابن سينا، وابن النفيس، وابن خلدون، وغيرهم ممن ملأوا طباق الأرض حكمة وعلماً. أهمية قراءة الكتب إن قراءة الكتب ومطالعتها تشحذ الذهن وتهدي إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وَتُطلق اللسان وَتُنَمّي العقل والتفكير، فيها ترسيخ للحقائق وطرد للشبهات، وفيها من العلم والحكمة ما يهدي إلى طريق الخير والرشاد، وفيها قطفٌ لثمار العلم والمعرفة التي أنتجتها عقول العلماء والمفكرين، وفيها من المُتْعة والتسلية ما يبعث السعادة، وفيها من الفوائد ما لا حصرَ لها. لذلك فإن الواجب علينا أن نحرص على القراءة والكتابة وأن نشجع أبناءنا على ذلك، حيث إن القراءة تُمَكِّن الإنسان من التَّعلم والاطلاع على جميع ما يريد معرفته في شتى المجالات، فبها نكتسب الأخلاق الحميدة والسلوك المستقيم، وبسببها يحصل الإنسان على الأجر العظيم والثواب الكبير، لا سيما إذا كانت قراءته في كتاب الله سبحانه وتعالى، أو في الكتب النافعة التي تدل على الخير، كما أنها سبب لرفعة الإنسان في الدنيا والآخرة. أما هَجْر الكتب والمكتبات والبُعْد عن القراءة وترك التأمل في المؤلفات والأفكار، ففيه حصرٌ للطباع، وحبسٌ لِلِّسان، وضمورٌ للعقل، وركودٌ للتفكير، وجفافٌ لمنابع العلم والمعرفة، فالإسلام منذ أن أشرقت شمسه، كان- وما زال- ثورة على الجهل، ودعوة إلى القراءة والدراسة والعلم، فالإسلام دين لا يحمله إلا أمة واعية متعلمة، والله تعالى هو الذي خلق، وهو الذي علَّم، فالعلم يحتاج إلى التواضع والسكينة، والمواظبة والجدّ والاجتهاد، وهذا هو حال العلماء المسلمين عبر التاريخ. وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ قال الشاعر المتنبي: أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سرْجُ سابحٍ وَخَيرُ جَليــسٍ في الزّمــــانِ كِتابُ من المعلوم أن الكتاب نعم الأنيس في الوحدة، نقتبس منه العلوم النافعة والأخلاق الفاضلة، فهو وعاءٌ يمتلئ علماً وحكمة، وليس هناك قرينٌ أفضل من الكتاب، والكتاب هو الجليس الذي يمدحك والصديق الذي لا يذمك، والرفيق الذي لا يَمَلّك ولا يخدعك، كلما نظرتَ فيه زاد إمتاعك، وشحذَ ذِهْنَك، وأفصح لسانك، وأغنى بيانك، وغذَّى روحك، ونمَّى فكرك، وعَمَّر صدرك، وهو المُعلِّم الذي يُعطيك فائدة وعلماً ويغنيك عن مجالسة الجُهَّال، تجدُ فيه خير الزاد وفكر العباد وأخبار البلاد، ومن الجدير بالذكر أن أجلّ الكتب وأشرفها كتاب الله تعالى: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 2». وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©