الإمارات تؤكد الحرص على القيم الإنسانية السامية

أكد سعادة السفير عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى المقر الأوروبي لمنظمة الأمم المتحدة بجنيف أن دولة الإمارات العربية المتحدة حرصت على أن يتضمن دستورها القيم الإنسانية السامية التي تتمثل في الحرية والعدالة والمساواة والحفاظ على كرامة الإنسان المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وغيرها من الصكوك الدولية• وأوضح سعادته في كلمة ألقاها أمس أمام مؤتمر ديربان 2 الاستعراضي حول العنصرية المنعقد في جنيف أن دولة الإمارات لم تدخر أي جهد لتنضم إلى مختلف الصكوك الدولية لحقوق الإنسان كان أولها الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في عام 1974 ما يدل على عزم الدولة على محاربة ظاهرة العنصرية وما تشكله من تفكيك وكراهية بين أفراد المجتمع الواحد • واضاف أن دولة الإمارات انضمت في مرحلة لاحقة إلى الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة من أجل الحفاظ على كرامة المرأة وصيانة حقوقها المشروعة في المجتمع وتحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة في جميع الميادين• ونوه الى أنه بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وقعت الامارات على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بغرض إدماجهم في المجتمع عملا بدستور دولة الإمارات الذي ينص في إحدى مواده على أن'' المساواة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص من دعامات المجتمع • أما في مجال العمل باعتباره مصدرا للمعيشة ومحركا للتنمية في كل مجتمع أوضح سعادته أن دولة الإمارات صادقت على أهم اتفاقيات العمل الدولية التي تمس هذا الجانب كتنظيم ساعات العمل وحظر العمل الجبري وتفتيش العمل والمساواة في الأجور والحد الأدنى لسن الاستخدام • وحرصا منها على القضاء على كافة أنواع القمع والاضطهاد التي تمس حياة الفئات الضعيفة في المجتمع قال سعادته إن دولة الإمارات انضمت مؤخرا إلى البروتوكول الخاص بمنع الاتجار بالبشر خاصة النساء والأطفال كما سنت الدولة القانون رقم 51 لسنة 2006 بشأن مكافحة الاتجار بالأشخاص لتساهم بذلك في محاربة ظاهرة الاتجار في البشر التي تذكرنا بأبشع صور الاستغلال التي عرفتها شعوب أفريقيا وآسيا خلال عصور الاستعباد والاستعمار• وإسهاما من الدولة في إشاعة روح التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع أكد سعادته أن القوانين العقابية في دولة الإمارات جرمت الممارسات التي من شأنها التعرض للأديان بالإهانة وكل ما من شأنه إشاعة روح الكراهية بسبب العرق أو الدين• وفيما يتعلق بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ممارسات عنصرية أكد سعادته أن هذا الشعب لايزال يرزح تحت الاحتلال ويعاني من التمييز المتمثل في العقوبات الجماعية اللإنسانية واستعمال القوة المفرطة وبناء المستوطنات وتوسيعها على حساب الأراضي الفلسطينية كما يتعرض الفلسطينيون يوميا للعنف والإقصاء بسبب الممارسات العنصرية ضدهم ومنعهم من التمتع بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك حق التوظيف والامتلاك وغيرها من الحقوق المنتهكة والتي رصدتها مختلف آليات حقوق الإنسان وتقارير المنظمات غير الحكومية الفلسطينية والدولية • وأكد سعادته موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الرامي إلى إنهاء الاحتلال وإيجاد حل عادل ودائم لقضية الشعب الفلسطيني حتى يسترجع كامل حقوقه المشروعة وإقامة دولته الحرة والمستقلة • وعلى صعيد الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة العنصرية أشار سعادته إلى انضمام وفد الإمارات إلى النتائج التي توصل إليها الاجتماع الإقليمي التحضيري لأفريقيا لمؤتمر ديربان الاستعراضي الذي عقد في أبوجا ما بين24 و26 أغسطس 2008 إيمانا منه بأن الفقر والتأخر والتهميش والإقصاء الاجتماعي والاقتصادي تعد من مظاهر التمييز العنصري ولا سيما الارتفاع المفاجئ في العنف العنصري مشددا في هذا الصدد على أهمية العمل على تمكين جميع آليات حقوق الإنسان من توجيه الاهتمام الواجب للحيلولة دون تجدد وقوع مثل هذه الأعمال وتلافيها• وعبر سعادته عن أسف وفد الإمارات للمنعطف الذي أخذته مسألة تشويه الأديان بسبب اتخاذ مبدأ حرية التعبير كذريعة من قبل البعض للتحريض على الكراهية والمساس بقدسية الممارسات الدينية • وفي ختام كلمته أكد سعادته أن أي نجاح لهذا المؤتمر يتوقف على فعالية آلية المتابعة بالدرجة الأولى والتي تتوقف بدورها على الإرادة السياسية من جانب كل الدول وما تقوم به فعلا من أعمال في الميدان معتبرا الوثيقة الختامية التي تم اعتمادها تمثل بداية المسار وليس نهايته وبالتالي ينبغي على كل الأطراف مواصلة الجهود في إطار الحوار البناء والعمل من أجل مكافحة جميع أشكال التمييز والعنصرية وإعلاء مبادئ العدل والمساواة•