الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرية التراثية شاهد على الإرث الحضاري الفريد للإمارات

القرية التراثية شاهد على الإرث الحضاري الفريد للإمارات
10 فبراير 2013 19:52
تمثل القرية التراثية نموذجاً حياً للمجتمع الإماراتي في الزمن القديم، ولذلك يحرص نادي تراث الإمارات على إقامته بشكل جذاب قادر على استقطاب جموع الجماهير والزائرين للفعاليات والمهرجانات المختلفة، التي يتولى تنظيمها لتكون شاهدة على الإرث الحضاري والمجتمعي الفريد للإمارات الذي بقي صامداً عبر الزمن، من هنا احتلت القرية التراثية المقامة على هامش مهرجان سلطان بن زايد للإبل موقعاً مهماً بين فعاليات المهرجان، وكانت سبباً رئيساً في تحقيق مزيد من النجاح والحضور الجماهيري الكثيف في جنبات منطقة سويحان. أحمد السعداوي (أبوظبي) - اشتمل مهرجان سلطان بن زايد للإبل، الذي ينتهي في الخامس عشر من الشهر الجاري، والذي يقيمه نادي تراث الإمارات، على أنشطة تراثية وترفيهية عديدة اختصت بعالم الإبل والمزاينة وسباقات الهجن، التي جعلت من منطقة سويحان ساحة مفتوحة للاحتفاء بالهجن وتعزيز مكانته في الموروث الحضاري والشعبي الإماراتي، كان أبرزها القرية التراثية، التي تضمنت أنشطة متنوعة أبرزت جماليات المشغولات اليدوية والصناعات التقليدية التي توارثها أهل الإمارات جيلاً بعد جيل. «السنع» و «المواجيب» تزينت ساحة القرية التراثية بعروض الخيالة والهجن في استقبال جموع الزائرين، الذين أبهرهم الزخم التراثي الذي حفل به كل ركن في القرية التراثية، حيث تجد مجموعة من بيوت الشعر، وقد اصطفت جنباً إلى جانب بعد تهيئتها لاستقبال ضيوف المهرجان تبعاً لأساليب الضيافة الإماراتية، وتعرفهم بما يقوم به أهل البادية عندما يحل عليهم زوار وهو ما يطلق عليه السنع والمواجيب، أي آداب المجالس وحسن استقبال الضيف وإكرامه بما يتماشى مع الصورة المشرقة التي عرف بها أهل الإمارات، من حيث حفاوتهم بالضيف ومبالغتهم في إكرامه. وإلى جانب بيوت الشعر نجد أنموذجاً لبيت البحر، ويبين طبيعة هذا البيت وكيف كان يعيش أهل البحر قديماً في عصر ما قبل النفط، من خلال الاعتماد في أرزاقهم على الغوص عن اللؤلؤ وصيد الأسماك ، حيث كان بيت البحر يصنع بطريقة تقيهم لهيب الشمس، فتجد البيت مغطى بـ “اليزايا” المصنوعة من سعف النخيل، كما يعلو “البارجيل” ‏فوق مستوى البيت ‏ليأتي بالهواء البارد للداخل مهما كانت حرارة الطقس خارجاً.‏ وهناك أيضاً بيت الواحة، الذي يمثل الحياة التي كان يعيشها أهل الواحات، بالإضافة للبيت الجنوبي وهو المجلس الذي كانت تجلس النساء فيه قديماً، وكذلك بيت اليواني الذي يصنع من الخيش فكان مخصصاً ليجتمع فيه الناس صيفاً في منطقة البادية. «الطوي» توسط القرية الطوي «بئر الماء» التي كانت المصدر الرئيس والوحيد للماء في دولة الإمارات عبر مئات السنين، وكانت تحفر دائماً بجوار المنزل حيث يسهل استخدامها واستخراج الماء منها بسهولة ومن دون عناء. أما المقهى الشعبي بما يقدمه من مشروبات وأطعمة تراثية ما فتئ الإماراتيون يستخدمونه حتى يومنا هذا، نجح في إبراز وجوه مختلفة للكرم والضيافة الإماراتية وهو مكان يجتمع فيه التجار والناس لتصريف أمور حياتهم وعقد بعض المعاملات التجارية. ومن أبرز الأجنحة التي زينت القرية التراثية معرض الصور النادرة الخاصة بالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقال المسؤول عن المعرض جمعة الدرمكي، رئيس وحدة المتاحف والمقتنيات بمركز زايد للبحوث والدراسات التابع لنادي تراث الإمارات، إن الوحدة تشارك باستمرار في كافة الفعاليات التراثية التي ينظمها نادي التراث، وجاءت المشاركة هذا العام بشكل مختلف لتلقي الضوء على مسيرة المغفور له بأسلوب يخاطب العين والعقل في آن، من خلال التعريف بالمعرض الثابت للشيخ زايد في مركز زايد للدراسات والبحوث في مارينا البطين، وإبراز محتويات المعرض للزائرين. معرض الصور حول مقتنيات معرض الصور، قال الدرمكي إن الصور التي تعرض في القرية التراثية ضمن مهرجان سلطان بن زايد للإبل هذا العام، يتم عرضها للمرة الأولى، وتوثق مسيرة المغفور له بإذن الله تعالى، وزياراته الميدانية للمشاريع في المراحل المختلفة لتطور الدولة، وكذا متابعاته لأحوال المواطنين وحرصه الدائم على التواصل معهم بشكل مباشر للتعرف على آمالهم واحتياجاتهم، وهو ما سعى بجد إلى تحقيقه عبر مسيرة حياته الحافلة بالإنجازات التي نرى آثارها ظاهرة في كل أرجاء الدولة. وتابع “من أهدافنا المشاركة في توزيع كتيبات تعريفية توثق تاريخ دولة الإمارات، حيث تم تصميمها خصيصاً للمشاركة بها ضمن فعاليات المهرجان والإفادة من الزخم الجماهيري الذي تشهده منطقة سويحان هذه الأيام. كما نقوم بعرض مجموعة من الشهادات للمرة الأولى منحتها هيئات ومؤسسات دولية عديدة للمغفور له وهي جزء من مقتنيات معرض الشيخ زايد، منها أول شهادة يحصل عليها الشيخ زايد في هذا الإطار، وكذلك نوزع أقراصا مدمجة عليها بعض من أشعار الشيخ زايد رحمه الله، وتم إعدادها من قبل مركز زايد بن سلطان للثقافة والإعلام”. وحول ما يميز المهرجان هذا العام، أكد الدرمكي أنه والقائمين على وحدة المتاحف والمقتنيات يحرصون باستمرار على التجدد كل عام بحيث يلحظ الزائر اختلافا في كل دورة عن سابقتها، وهو ما بدا جلياً عبر مجموعة الشهادات الخاصة بالشيخ زايد والتي من شأنها أن تستقطب أعداداً كبيرة من الجمهور للتعرف على زاوية جديدة من حياة المغفور له لم يكن الناس يعلمون عنها من قبل. ملامح التراث من بين الجمهور تحدث إلى “الاتحاد” سالم الكربي، الذي كان بصحبة أبنائه خالد (14 سنة)، وحمود (9 سنوات)، وعائشة (6 سنوات). وقال إنه حضر إلى المهرجان ليستمتع أبناؤه بالفعاليات الموجودة فيه، ويتعرفوا على ملامح من تراث وتاريخ بلدهم، ويفهمون كيف كان يعيش الأهل والآباء في الزمن البعيد، وهذا يجعلهم أكثر اعتزازاً بماضيهم وبما بذلته الأجيال السابقة من جهود في مواجهة ظروف الحياة الصعبة في تلك الأوقات. وتحدث أكبر الأبناء مبدياً إعجابه بأجواء مهرجان سلطان بن زايد للإبل، مشيراً إلى أن هذه الزيارة جعلته يعرف الكثير عن الإبل وكيفية التعامل معها وكذلك أدوات الزينة، المستخدمة في تجميلها، أما القرية التراثية فجعلته يتعرف على أشياء جديدة يراها للمرة الأولى مثل طرق صناعة السجاد اليدوي، وكذلك التعرف على صناعة الفخار وأدواته المستخدمة في الديكور أو كأوان للطعام والشراب. وإلى جانب القرية التراثية تم تخصيص مساحة كبيرة أقيمت عليها منطقة للألعاب الترفيهية اشتملت ألعابا ومسابقات مثيرة، تم رصد جوائز وهدايا للمشاركين فيها من الأسر وأطفالهم، ومن أبرز الألعاب التي توافرت هناك القطار الدائري، القفز على المطاط، دراجات الأطفال وغيرها من المناشط التي تضفي مزيدا من المرح والبهجة على نفوس زوّار المهرجان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©