واشنطن: باكستان تتخلى عن السلطة لـطالبان

قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس إن الحكومة الباكستانية ''تتخلى أساساً عن السلطة لطالبان'' بموافقتها على فرض الشريعة في جزء من أراضيها• وأضافت قولها لأعضاء في الكونجرس عند سؤالها عن تطبيق الشريعة في وادي سوات ''أعتقد أن الحكومة الباكستانية تتخلى عن السلطة لطالبان والمتطرفين''• وقالت كلينتون إن توسيع طالبان لمناطق نفوذها يشكل ''تهديداً لوجود باكستان''، ودعت الباكستانيين في جميع أنحاء العالم الى معارضة سياسة الحكومة بالخضوع لمطالب مسلحي طالبان• وقالت كلينتون انه ''يجب على الباكستانيين أن يعارضوا بقوة السياسة التي تعطي المزيد والمزيد من الأراضي للمسلحين''، مؤكدة ''خطورة التهديد الذي يشكله استمرار تقدم مسلحي طالبان على وجود دولة باكستان بعد أن أصبحوا الآن على بعد ساعات من إسلام آباد''• الى ذلك، أعلن مسؤول أميركي- رفض كشف هويته- أمس أن الرئيس الاميركي باراك اوباما سيستقبل نظيريه الأفغاني حميد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري في بداية مايو• وذكرت صحيفة ''واشنطن بوست'' أن اوباما سيستقبل الرئيسين كلاً على حدة، ثم سيجمعهما في لقاء ثلاثي في السادس والسابع من مايو• ويواصل عناصر طالبان في وادي سوات شمال غرب باكستان توسيع مناطق نفوذهم في منطقة مجاورة على مسافة حوالى مئة كلم من إسلام آباد، منتهكين بذلك اتفاق سلام موقع أخيراً مع الحكومة ولقي انتقادات شديدة في العواصم الغربية• وقال ضباط في قوات الأمن المحلية- طلبوا عدم كشف أسمائهم- إن مئات المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة وحركة طالبان الافغانية دخلوا قبل بضعة ايام منطقة بونر المحاذية لوادي سوات على مسافة 110 كلم من العاصمة الباكستانية وسيطروا على مبان رسمية ومقرات منظمات غير حكومية ومساجد وأقاموا حواجز على الطرقات• وكان هؤلاء المقاتلون وقعوا في فبراير اتفاق وقف إطلاق نار مع الحكومة تحول الاسبوع الماضي الى اتفاق سلام في مقاطعة ملكند المجاورة التي تضم وادي سوات، لقاء قيام محاكم اسلامية• ووعد طالبان سوات والجيش بوقف المعارك، لكنهم رفضوا تسليم سلاحهم نزولاً عند طلب الحكومة، وتوعد متحدث باسمهم بمواصلة القتال من أجل فرض الشريعة خارج وادي سوات وصولاً الى نشرها في جميع انحاء باكستان، القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي• وقال رشيد خان الموظف الكبير في الولاية الحدودية الشمالية الغربية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ''قام طالبان القادمون من وادي سوات بتكثيف دورياتهم'' في منطقة بونر حيث ''حظروا الموسيقى في وسائل النقل العام وخربوا مكاتب منظمات غير حكومية وسرقوا آلياتها''• من جهته قال وزير الإعلام في الحكومة المحلية معان افتخار حسين لفرانس برس ''لقد وفت الحكومة بوعودها وعلى طالبان الآن تسليم سلاحهم''، متهماً المتشددين بـ''انتهاك اتفاق السلام'' في بونر• وأكد مسلم خان المتحدث باسم طالبان في سوات في اتصال هاتفي بفرانس برس ''سيطرنا بالكامل على بونر''، واعداً بإعادة المنطقة الى السلطات في حال تم تطبيق الاتفاق حول انشاء المحاكم الاسلامية•