الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الماكاروني» و «الفقع» نجما مسرح «فنون الطهي» للإبداع

«الماكاروني» و «الفقع» نجما مسرح «فنون الطهي» للإبداع
10 فبراير 2013 19:44
نسرين درزي (أبوظبي) - أجواء «فنون الطهي - 2013»، الذي يقام للسنة الخامسة على التوالي، تعج بحركة لا تهدأ في المنشآت السياحية بالعاصمة منذ الصباح وحتى آخر الليل. وما بين ورش العمل التدريبية التي تحضرها يوميا أعداد كبيرة من الذواقة، ومآدب الغداء والعشاء في أكثر من 21 فندقا مشاركا في الحدث، تتعزز جودة الخدمات بما يبهر المراقبين الدوليين من المدعوين للمهرجان. وسجل “مسرح الإبداع”، الذي أقيم مؤخرا في منتجع “ويستن - نادي الجولف”، استقطابا ملحوظا للجمهور والمتخصصين. وتوالت فقراته على منصة الطهي المباشر في أضخم تظاهرة لإعداد المأكولات العالمية، لم يشهدها أي حدث مماثل في المنطقة من قبل. وتألق على “مسرح الإبداع” مجموعة من الماستر شيف كانت لهم جلسات نقاش متتالية مع صفوف الحاضرين، وبرزت أطباق الماكاروني والكمأة (الفقع) لتكون محور حديث المشاركين في المسرح. الانعكاسات الإيجابية تتواصل فعاليات “فنون الطهي - أبوظبي” بالمزيد من الإبداع، التي يقدمها كبار الطهاة العالميين على موائد الضيافة في الإمارة. وتبرز الانعكاسات الإيجابية للمهرجان المستمر حتى 20 من الجاري ضمن فقرات التفاعل فيما بينهم وبين الطهاة المحليين، الذين يتبادلون وإياهم الخبرات. حيث استعرض كل منهم مهاراته في عالم المطابخ ويكشف عن أسرار أطباقه ونكهاتها. وبرز من بين المشاركين في مسرح الإبداع ثنائي جذب أنظار الموجودين من خلال استعراضه الشيق في تحضير المأكولات، واستحوذ كل حواسهم. والثنائي هو فيصل ناصر، المدون الخليجي المهتم بأمور الطهي، وصباح وحيد الوجه التلفزيوني الشهير، واستشارية الطهي الباكستاني. وقد قدما باقة منوعة من الأفكار حول الأطباق العصرية التي ترضي الذواقة، كما سجلا ملاحظاتهما حول الفائدة التي حققاها خلال مشاركتهما في الحدث مع نخبة من الطهاة الضيوف. ويؤكد فيصل أن مقابلة الطهاة من حملة نجوم “ميشلين” تعد بالنسبة له فرصة ممتازة، لأنه يدرك تماما أهمية أن يحصل الشيف على مثل هذا اللقب. والذي لا يفوز به إلا من كان له باع طويل في مجال الإبداع غير العادي والأفكار الاستثنائية في مجال المطابخ وأسلوب التقديم والتزيين. ويؤكد المدون الخليجي أنه يسجل كل كلمة تصدر عنهم، لأنه يحرص على توفير جسور التواصل معهم بما يخدم مهنته واهتماماته. ماء الورد والزعفران يذكر فيصل، الذي بدأ شغفه بالطهي خلال دراسته بجامعة “ليدز” بالمملكة المتحدة، أنه ينظر إلى قطاع إعداد المأكولات على أن اللبنة الأساسية لجودة خدمات الضيافة في أي بلد. ويشير إلى أن ما وصلت إليه إمارة أبوظبي من مرتبة مشرفة عالميا لم يأت من فراغ وإنما لإصرارها الدائم على التطور والإطلاع واستقدام أفضل الخبرات في مجال الضيافة. وكان ناصر قد فاجأ ضمن فعالية “مسرح الإبداع” الطاهي الألماني المولد أرنست كنام المتخصص في إعداد الحلوى، حين قدم له أمام الجمهور بعض المكونات والنكهات المحلية التي استخدمها في الطهي. وأعرب له الشيف أرنست كنام، صاحب الشهرة الواسعة في مدينة ميلانو الإيطالية، عن إعجابه بالمذاق الذي أصر على اكتشاف مواده للاستفادة منها فيما بعد. وهذا برأيه ما يدل على أهمية التمازج ما بين الثقافات ولاسيما في أمور الطهي التي يشترك الجميع على عشقها والاهتمام بتفاصيلها. ويضيف فيصل أنه صنع الكثير من حلوى “الماكاروني” في خطوة لولوج عالم الطهي من باب صناعة الحلويات. وكان دعا إلى مائدته عددا من الطهاة الضيوف لتذوق أصنافه وقطع الحلوى التي يعدها بنكهات ماء الورد والزعفران ما يضفي عليها اللمسة العربية. وهو يتطلع إلى تحفيز الطهاة على استعمال المكونات والعناصر الموجودة في المنطقة بما في ذلك الكمأة الصحراوية. اكتساب المهارات بالحديث عن “الكمأة” فقد لفتت انتباه الطاهية العالمية صباح وحيد، مستفسرة من المدون الخليجي فيصل عن بعض جوانب استعمالها. وهو بدوره شرح لها أن نبات الكمأة أو “الفقع” باللهجة المحلية ينمو في الصحراء بعد هطول الأمطار الصيفية غير الموسمية. ويتميز بلونه الأبيض وملمسه الشبيه بنبات الفطر حيث يعتبر من المواد المفضلة لدى الكثير من الطهاة المحليين. وتذكر الماستر شيف صباح أنها سعيدة لحضورها “فنون الطهي - أبوظبي” من ضمن الأحداث العالمية التي كان لها فرصة المشاركة فيها. وتذكر أنها لم تكن تتوقع كل هذا التفاعل المبهر ما بين الحضور، كما إنها تفاجأت بعدد الضيوف العالميين القادمين خصيصا من أجل المهرجان. وتشير إلى أنها تواصلت مع الكثير منهم، ولم تنس أن تطرح بعضا من الاستفسارات التي تجدها مهمة وتحتاج إلى إجابات من طهاة نجوم “ميشلين”. وهي تعتبر أن النجاح لا يأتي إلا بالاعتراف بالحاجة الدائمة إلى اكتساب المهارات الاستثنائية والاستفادة من العمالقة في مجالهم. وكانت حلوى “الماكاروني” التي قدمها المدون فيصل أعجبت الطاهية صباح وحيد التي استفسرت منه عن كيفية إعدادها. وتذكر أنها متحمسة لتعلم المزيد عن النكهات العربية لما تتمتع به من شهرة واسعة. وتقيم الشيف صباح في الولايات المتحدة، وحصلت على شهادة في إدارة خدمات الضيافة من معهد الطهي الفرنسي وعملت لاحقاً في إحدى أهم شركات التموين، وتركز على المزاوجة بين جذورها الشرقية ونشأتها الغربية. شغف الحضور يتحدث فيصل ناصر عن شغفه بحضور هذا النوع من مهرجانات الضيافة المرموقة ولاسيما أن “فنون الطهي - أبوظبي” أثبت حضوره خلال السنوات الأخيرة على قائمة أهم الأحداث السياحية على المستوى الدولي. ويقول إن أكثر ما أسعده هي تجربة العمل مع مجموعة من الطهاة العالميين، وهو بدوره طرح عليهم الكثير من الأسئلة العالقة في مخيلته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©