الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمير فريد: طفرة جديدة للسينما العربية تنطلق من أبوظبي

سمير فريد: طفرة جديدة للسينما العربية تنطلق من أبوظبي
15 أكتوبر 2007 01:51
ثمّن الناقد السينمائي الشهير سمير فريد مستشار مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الأول في أبوظبي انعقاد مثل هذه التظاهرة الفنية والسينمائية التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وقال إنه يأتي في إطار تطبيق استراتيجية طموحة تجعل من أبوظبي عاصمة ثقافية وفنية عربية ودولية· وأكد أنه يعد إضافة مهمة للمهرجانات العربية السينمائية الأخرى، وإنه يسهم اسهاماً فاعلاً في تنمية صناعة السينما المحلية والخليجية والعربية· وأوضح الناقد الكبير أن المهرجان، فضلاً عن كونه حافزاً مهماً وفعالاً لتشجيع رؤوس الأموال المحلية نحو الانتاج السينمائي، فإنه يكشف المزيد من الفرص أمام المواهب السينمائية المحلية، ويفتح آفاقا جديدة أمامهم للعمل والإبداع· وأكد أنه يعد بحق نقطة إنطلاق حقيقية لمجمل الحركة الفنية والإبداعية في المنطقة· وفيما يلي نص الحوار ؟ كيف ترى أهمية انطلاق مثل هذا المهرجان لأول مرة في أبوظبي؟ يعد إنطلاق مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الأول في أبوظبي تظاهرة حقيقية على المستويين الفني والثقافي، ويأتي منسجماً مع إطار خطة استراتيجية كبيرة وطموحة تستهدف تحويل أبوظبي عاصمة ثقافية عربية ودولية، ليس هذا فقط، وإنما يأتي أيضاً مرادفاً ومواكباً للانجازات الثقافية والفنية المهمة الأخرى التي تحققت وفي مقدمتها إنشاء متحف اللوفر، والاتفاق والشراكة بين معرض فرانكفورت ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وتأسيس أكاديمية السينما بالاتفاق والتعاون مع أكاديمية نيويورك للفيلم، وبناء مركز الفنون التشكيلية الجديد، ولعل إسناد هذا العمل إلى أحد أكبر معماريي العالم ''جان نوفيل'' والمهندسة المعمارية الشهيرة زهاء حديد، يجسد مدى الاهتمام بهذا الانجاز الحضاري والثقافي الكبيرفي الإمارة· ؟ إلى أي مدى يمكن أن يضيف مهرجان الشرق الأوسط السينمائي إلى المهرجانات السينمائية العربية الأخرى؟ ؟؟ مما لاشك فيه أن أي مهرجان جديد يعد إضافة جديدة لما سبق، وسيكون هذا المهرجان إضافة نوعية جديدة للسينما، وللثقافة السينمائية بوجه عام في المنطقة وفي العالم العربي، ويعد نافذة جديدة أيضاً للجمهور العاشق للفن السابع، ومن خلاله يستطيع أن يتابع تطور صناعة السينما، والانتاج السينمائي في العالم كله، ففي الدورة الأولى هذه بذلت جهوداً كبيرة، ونجحت الإدارة العليا المنظمة للمهرجان في استضافة 80 فيلماً يمثلون 38 دولة من كل أنحاء العالم، وهي مشاركة كبيرة جداً وشاملة، وسيتيح المهرجان للجمهور مشاهدة هذا الكم الهائل من الأفلام التي تجمع بين الأفلام الطويلة والأفلام القصيرة، إذ يعرض 41 فيلماً طويلاً إلى جانب 39 فيلماً قصيراً، ومن بين هذه الأفلام المشاركة 68 فيلماً من انتاج 2006/،2007 وتتضمن من بينها أيضاً 12 فيلماً تتناول تاريخ السينما العربية والعالمية، ومن ثم فإن المهرجان يعد احتفالية فنية وثقافية رائعة يحتفي بالماضي وبالحاضر معاً· عاصمة جديدة ؟ هل يمكن القول بأن المهرجان يؤسس لعاصمة جديدة لصناعة السينما؟ ؟؟ من المؤكد أن انطلاقة هذا المهرجان ستؤسس لانطلاقة سينمائية عربية وخليجية ودولية جديدة، ويؤسس لتنمية الانتاج السينمائي في الإمارات بوجه عام، وهناك مقومات مشجعة كثيرة تجعلنا متفائلين الى حد كبير، فهناك خمسة أفلام إماراتية ستشارك في المهرجان في دورته الأولى ، ومما لاشك فيه أن هذا العدد سيتضاعف في الدورات القادمة، فضلاً عن كونه عاملا مشجعا ومحفزا لرؤوس الأموال المحلية على الانتاج السينمائي، وتكثيف الانتاج من شأنه أن يكشف عن مواهب سينمائية جديدة، ويحرك كل صنوف الابداع الفني بدءاً من الكتاب وعناصر العمل الفنية الأخرى، ويشجع إلى حد كبير كل الطاقات الابداعية إلى الانخراط في العمل، ولعلنا نرى اليوم أول مهرجان على الاطلاق يجمع انتاجاً من كل دول مجلس التعاون الخليجي الستة كاملة، وهذا في حد ذاته نجاح كبير· ولقد استجابت إدارة المهرجان لاقتراحي هذا البرنامج للمرة الأولى فور تسلمي مهمة عملي في المهرجان في سبتمبر الماضي عن قناعة تامة بالفائدة التي يمكن أن تتحقق في مثل هذا المهرجان، لأن من المنطقي أن يوجه الاهتمام أولاً إلى السينما المحلية ثم الخليجية والعربية ثم العالمية، وهذا هو التدرج الطبيعي والمنطقي، فلن يكن لمهرجان أبوظبي تأثير فني أو ثقافي عالمي قبل أن يكن له تأثير محلي أو خليجي أو إقليمي· السينما العربية ؟ على أي أساس رشحت الأفلام المشاركة؟ ؟؟ هناك معايير فنية وضوابط تحددها إدارة المهرجان، ولقد رشحت 18 فيلماً طويلاً، وقع الاختيار على فيلم واحد منها، فضلاً عن 20 فيلماً قصيراً أختير منها فيلمً واحد أيضاً وترشيحات تكون من خلال تجربتي السينمائية الطويلة، ومن خلال معرفتي بحركة الانتاج السينمائي وتطورها بشكل عام· ؟ كيف ترى موقع السينما العربية على خريطة السينما العالمية في الوقت الراهن وفي المستقبل؟ ؟؟ السينما العربية تعد ''عاشر'' صناعة على مستوى العالم في المائة سنة الأولى من تاريخ السينما من حيث الكم والكيف، ومن حيث التأثير الجماهيري أيضاً، وهذا العام تحتفل السينما المصرية بمرور مائة عام على انتاج أول فيلم مصري، ويمثل الانتاج السينمائي المصري حوالي 80 في المئة من انتاج السينما العربية الذي يبلغ مجموع انتاجها حوالي 4000 فيلم، وسيحتفل المهرجان بمئوية السينما المصرية ومرور 35 سنة على انتاج أول فيلم خليجي وهو ''بس يا بحر'' من انتاج الكويت عام ·1972 واستطيع أن أؤكد أنني متفائل إلى حد كبير بصناعة السينما العربية في المستقبل· ؟ هل هناك معوقات أمام الانتاج السينمائي العربي؟ وكيف يمكن تذليلها؟ ؟؟ لعل أهم وأخطر المعوقات التي تعرقل انطلاقة الانتاج السينمائي العربي هي النظرة إلى السينما نفسها، ومفهوم شركات الانتاج السينمائي نفسها، ومن المنطق أن تفكر كل شركة في تحقيق الأرباح، وليس من المنطق أن تفكر في الربح فقط، لكن لابد أن تحقق البعد الأهم وهو البعد الفني، فأكبر شركات الانتاج الأميركية التي تحقق مئات الملايين يهمها أن تنتج أفلاماً ذات قيمة فنية أيضاً إلى جانب الربح حتى يمكنها من المشاركة العالمية في المهرجانات العالمية مثل كان وفينيسيا، حتى لو لم تحقق أرباحاً في بعض الحالات، وبالإمكان تفعيل حركة الانتاج السينمائي العربي بتغيير وتطوير الوعي الثقافي والفني وثقافة الانتاج، وتشجيع رؤوس الأموال، وخلق فرص وآفاق جديدة للانتاج والتسويق· وعقد مثل هذه المهرجانات وتشجيعها· بطاقة الناقد السينمائي سمير فريد ، صاحب خبرة واسعة في مجالات العمل السينمائي اكتسبها عبر أكثر من 200 مهرجان ومؤتمر دولي للسينما منذ مهرجان كان ·1967 ويعمل كاتبا وناقداً سينمائياً في أكثر من صحيفة منذ عام ،1965 وهو عضو المكتب الفني لوزير الثقافة المصري، ومستشار شؤون السينما في مكتبة الاسكندرية· صدر له أكثر من 50 كتاباً بالعربية ولغات أخرى، ومؤسس ورئيس تحرير جريدة ''السينما والفنون'' الأسبوعية، ومجلة ''السينما والتاريخ'' الفصلية، وقام بالتدريس في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والمعهد العالي للسينما ، ورأس لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، وفاز بجائزة الدولة للتفوق في مصر، وبميدالية كان الذهبية في فرنسا· واختيرمستشاراً في مكتب أمين عام الأمم المتحدة عام 1980 لمشروع كتابة التاريخ العام للسينما في العالم، وعمل في ''فارايتي'' ناقداً ومراسلاً من القاهرة، واختير عضواً في لجان التحكيم الدولية في مهرجانات قرطاج ودمشق وبغداد ومراكش وليبزج وأوبرهاوزن وسالونيك وفينيسيا، ورأس لجنة تحكيم مهرجان تورينو، وساهم في تأسيس اتحاد نقاد السينما في مصر، وفي تأسيس المهرجان القومي للسينما المصرية ،1970 ومهرجان دمشق ،1972 وعمل مديراً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ،1985 والقاهرة الدولي لأفلام الأطفال ·1998 ورأس مؤسسة ''كادر المدنية'' التي يرأسها شرفياً الفنان العالمي عمر الشريف، والتي أقامت المهرجان الأول لأفلام دول الاتحاد الأوروبي ،2005 والمهرجان الأول لأفلام حوار الثقافات ،2006 والمهرجان الأول لأفلام المرأة في مارس الماضي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©