الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صورة العرب في السينما العالمية كيف تغيرت بعد هجمات سبتمبر ؟!

صورة العرب في السينما العالمية كيف تغيرت بعد هجمات سبتمبر ؟!
15 أكتوبر 2007 01:54
انسحبت التغييرات التي أحدثها إرهاب الحادي عشر من سبتمبر على السينما العالمية لأنها تحاكي الواقع بكل ما يحمله من تداعيات وإرهاصات، ولذلك فإن صورة العربي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر غيرها قبل ذلك·· لقد تغيرت الصورة النمطية للعربي في السينما العالمية، وعندما نقول الصورة النمطية للعربي فإننا نعني بها صورة ذلك العربي الذي يرتدي الغترة والعقال بصورة كاريكاتورية ويجر خلفه نساءه وناقته وبرميل نفطه حتى لو كان يقود سيارة رولزرويس، غير أن هذه الصورة تغيرت كثيرا· والمفارقة أن البعض يرى أنها طرأت عليها الكثير من التحسينات رغم ظهور أفلام تواصل الترويج لصورة سيئة عن العرب· وعلى أرض الواقع دخل مصطلح جديد على السينما العالمية بشكل عام وعلى السينما الاميركية بشكل خاص وهو ما نتحدث عنه هنا·· فقد صار البعض يستخدم مصطلح ''مسلم'' بدلا من عربي· ويتضح ذلك أكثر ما يكون في مسلسل ''لو اند اوردر'' الشهير، حين قدم قصة لمجموعة من الجرائم التي تحدث في نيويورك ويكون المتورطون فيها عربا ومسلمين كما أظهرت نتائج التحقيقات الأولية التي تظهر أن الجرائم حدثت لأسباب راديكالية لكن يكتشف المحققون فيما بعد أن الفاعل الحقيقي هو شاب اميركي يكره العرب لأن والده تزوج من عراقية وتركه هو وأمه بدون عائل·· هذا النوع من التناول كان قد اختبر سابقا - قبل هجمات سبتمبر مباشرة - في فيلم الحصار لدينزل واشنطن الذي يقوم بدور ضابط متعاطف مع المسلمين بعد حصارهم نتيجة هجوم إرهابي بالحافلات المفخخة على مناطق مأهولة بالسكان، وتشير أصابع الاتهام الى مجموعة من الإسلاميين الراديكاليين الذين لا نشاهد منهم إلا مجموعة من الشباب المصريين الفقراء والباحثين عن وظائف بسيطة تساعدهم لإكمال دراساتهم، ولا ينتهي الفيلم الى أي نتيجة لكنه ربما كان يهيئ المشاهد الاميركي الى هجمات إرهابية قد تشن على الولايات المتحدة تقودها مجموعات راديكالية خصوصا أن الفيلم من إنتاج تسعينيات القرن الماضي أي قبل إرهاب سبتمبر·· وشارك الى جانب دينزل واشنطن في بطولة الفيلم بروس ويلس وتوني شلهوب· لكن فيلم هيدالكو وهو احد الأفلام التي تم إنتاجها بعد الحادي عشر من سبتمبر، وهو من بطولة فيجو موراتنيسن وعمر الشريف، يحكي قصة فارس اميركي يشترك في سباق خيول يعبر الصحراء العربية الشاسعة والقاسية، في هذا الفيلم تبدو صورة العربي مبجلة يمثلها عمر الشريف في دور الأمير صاحب السباق، وحرصه الشديد على الشرف والأمانة·· وقديماً ظهر عمر الشريف في أفلام أخرى جيدة لم تكن الإساءة فيها للعربي بشكل مباشر مثل فيلم ''لورنس العرب'' الذي أنتج في أواخر الستينيات من القرن الماضي وكان من بطولة بيتر اوتول وعمر الشريف·· وجاء بعده فيلم ''المحارب الثالث عشر'' وأنتج في نهاية تسعينيات القرن الماضي وكان من بطولة انتونيو بانديرس وعمر الشريف أيضا، وهو من الأفلام التاريخية وكان يحكي قصة أول سفير عربي مسلم لبلاد الغال وتعود القصة الى العصر العباسي، ويظهر فيه الرحالة (احمد بن فضلان) انتونيو بانديرس بدور البطل مظهرا الفطنة والذكاء والقيم العربية ضمن مجموعة من المحاربين البرابرة· وفي فيلم سيريانا وهو من إنتاج 2006 شاهدنا نمطاً آخر من الصور للعربي، صورة متمدنة متحضرة يجسدها الممثل البريطاني من اصل عربي اسكندر صادق، لكن قصة الفيلم كانت محاولة لمعالجة ظاهرة الإرهاب وكيف ينمو أسبابه وتمويله، ولا يخفي الفيلم دور الـ ( سي آي إيه) في تحكمها بالمنطقة، إضافة الى دور المتطرفين ودورهم في تجنيد الإرهابيين ودور إيران في دعم بعض المنظمات التي تصفها الولايات المتحدة بأنها إرهابية وكذلك استغلال الـ (سي أي إيه) بعض عناصر هذه المنظمات لتنفيذ اغتيالات سياسية بل كيف أنها يمكن ان تقوم هي بتصفية بعض الشخصيات التي تخرج عن الإرادة الاميركية أو تشكل تهديداً للمصالح الاميركية وما تمثله شركات النفط الاميركية من نفوذ وسلطة على البيت الأبيض وصناعة القرار في الولايات المتحدة· لعب إدوار البطولة بجانب اسكندر صادق وجورج كلوني ومات ديمن·· وربما ساهم تصوير الفيلم في الإمارات في تقديم صورة للعربي أكثر قربا الى الواقعية من غيره من الأفلام التي قدمت صورة للعرب·· والبعض يرى رغم كل شيء أن صورة العربي تحسنت عبر هذا الفيلم وان كان فيها شيء من التبعية والانتهازية والخيانة والطمع الذي يحرك الجميع·· وربما ساهم في تحسن الصورة العربية في السينما الاميركية هو اهتمام الغرب باللغة العربية وتعلمها وما نتج عن ذلك من فهم كبير للثقافة العربية والعادات والتقاليد بعد الاحتكاك المباشر في أكثر من موقع سواء كان احتكاكا ايجابيا وثقافيا أو فكريا أو احتكاكاً سلبياً كما حدث ويحدث الآن في العراق· هوليوود وقصص الأميركيين في العراق التجربة الأميركية في العراق ستحدث بدون شك ثورة كبيرة وتحولا سينمائيا كبيرا في هوليوود نحو المنطقة العربية· فكما سبق وانتجت عاصمة السينما العالمية عشرات الأفلام عن قصص مستمدة من تجارب جنود أميركيين في فيتنام واليابان وغيرها من المناطق التي تدخلت فيها الولايات المتحدة خلال العصر الحديث فلابد وانها ستنتج أفلاماً كثيرة أيضا عن قصص من واقع الحرب في العراق وتداعياتها على المجتمع الاميركي بشكل عام نتيجة مشاركة الجنود الاميركيين في هذه الحرب وانعكاس ذلك على العائلات الأميركية خصوصا ان هناك أكثر من ثلاثة آلاف جندي ذهبوا ضحايا هذه الحرب، إضافة الى الفضائح والحوادث وقصص الحب التي كان الاميركيون طرفا فيها مع الشعب العراقي أو مع العرب بشكل عام، كل هذه القصص ستشكل مشاريع موقوفة لأفلام لا شك أنها ستحصد نجاحا لأن المأساة لا تزال قائمة· وعلى أي حال فإن من ايجابيات الاحتكاك بأي شعب هو الوصول الى فهم أكثر دقة والى صورة أكثر وضوحاً، وهذا ما سنراه في أفلام هوليوود القادمة والمنبثقة من المنطقة العربية، والتي بدأت بوادرها تظهر كما في فيلم المملكة الذي يعرض حالياً في دور العرض في الإمارات وهو من بطولة جيمي فوكس وكريس كوبر وجينفير جارنر··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©