الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سينما الخيـال العلمي.. الاتجاه نحو المجهول

سينما الخيـال العلمي.. الاتجاه نحو المجهول
15 أكتوبر 2007 01:54
حفل القرن الماضي بحكم التقدم التقني الذي شهدته البشرية إنجاز رؤية سينمائية جديدة اختلفت الى حد كبير عن واقعية النظرة السينمائية التي ابتدأت الكاميرا السحرية بنقلها وهي سينما الخيال التي قامت باستخدام كل مضامين العلوم في سلسلة من أفلام الخيال العلمي· إنه تأثير كبير للحضارة، هنا لا بد من أن تستخدم السينما الجهاز الذي دخل على عالمنا فأثار الكثير من الرؤى والانجازات وهو الكمبيوتر· وظهرت بوادر موجة أفلام الخيال العلمي في منتصف الثلاثينيات والعشرينيات بعد أن قدمت سلسلة من الأحداث الفوضوية في العالم أطلق عليها مصطلح السينما المستقبلية، أما في أميركا فقد اطلق عليها مصطلح ''تحت الأرض''·· إن غايتها الأساسية حقاً هي التسلية والإثارة لذا أقبل عليها الجمهور بشكل كبير بالرغم من أن الدخول اليها كان باهضاً بحكم ارتفاع تكاليف إنتاجها الباهظة· يتم تصوير أفلام الخيال العلمي على فيلم بمقاس ''''35 ملم و''''25 ملم أما مواضيعها فكانت في أغلبها تتناول آخر التطورات العلمية وعالم الفضاء والحياة على الكواكب الأخرى بشكل افتراضي طبعاً هذا ناهيك عن زوار الأرض من الغرباء والصحون الطائرة والتقاء بشر الأرض مع مخلوقات غريبة في عوالم أخرى هذا بالاضافة الى تصوير العنف البشري· أما الأحلام والكوابيس والأرواح الشريرة والأشباح مثل أفلام ''ماركو بولس'' فقد اختارت الاسطورة في الوقت ذاته اختيار ''جوردان نلسون'' الأفلام الصوفية المستوحاة من الفكر البوذي· لكن نقطة التحول الكبرى والمتطورة في هذا المجال كانت على يد ''جورج لوكاس، في أفلام سلسلة حرب النجوم عام 1977 حيث بدأت شخصية البطل الفضائي واستخدام مجسمات جديدة للكواكب والمخلوقات الفضائية الأخرى في حرب النجوم في أسلوب فريد ومتميز من خلال استخدام مؤثرات فنية عالية التقنية تظهر لأول مرة الى الوجود كما جاء ذلك في كتاب سينما الخيال العلمي الآن لمؤلفته انتصار الغريب· الصراع مع المستقبل منذ عقد السبعينيات بدأت تظهر أفلام الخيال العلمي التي اقتربت الى حد كبير من الخرافة وهي تعالج التعالق بين الحاضر والمستقبل فلم ترجع الى الماضي الا بالتفاتات ضئيلة وظل همها الأساسي هو صراع الإنسان في المستقبل مع غزاة من عوالم أخرى قدموا الى كوكب الأرض ومن هذه الأفلام فيلم ''الغريب'' الذي أخرجه ''بولي سكوت'' كذلك المخرجون الكبار من مثل ''ديفيد كروتنبرج'' في فيلم ''ديد رينجر'' ''Dead Renger'' وجورج روميرو في فيلم ''فونكي شانير'' وجون كاربنتر في فيلم ''ذي لايو'' وغراهام بيكر في فيلم ''آلين نايشون'' اما فيلمه ''المدمر'' ''The Tenminator'' الذي يصور قصة الضابط ''وييلي'' الناجي الوحيد في دراما فضائية في قاعدة تدور حول الأرض فقد استحوذ على اهتمام كبير من صناع السينما العالمية في هذا المجال· ولكي يصطنع الخيال العلمي تصورا جديدا فانه افترض الحرب العالمية الثالثة المتوقعة باعتبارها الموضوعة ''الثيمة'' المتكررة في سينما الخيال العلمي حيث تجسدت في فيلم ''اليوم التالي'' ''The Day Of Ter'' وهو صورة خيالية مروعة للعالم بعد ان تقوم الحرب النووية والذي شوهد من قبل ما يقرب من مئة مليون مشاهد أميركي أما خارج أميركا فقد شاهده مئات الملايين· لكن المهم في الأمر أننا حين ننظر الى فيلم من سينما الخيال العلمي تساورنا التساؤلات عن التكلفة الهائلة التي صرفت عليه وهي صفة تحملها أفلام الخيال بحكم إنتاجها الضخم المتضمن الديكورات الهائلة التكاليف والتقنيات البالغة التطور مثل السفن الفضائية وناطحات السحاب والمخلوقات الغريبة المصنعة· المؤثرات السحرية يعتبر ميلوس أول من اكتشف المؤثرات السحرية على الشاشة باستخدام الحيل حيث كان فيلم ''رحلة إلى القمر'' ''Tourney To The Moon'' عام 1902 فانتازيا خيالية· هنا نفهم أن الفضاء الذي نشاهده بعيداً قد نزل على الأرض عبر السينما·· ومن هذه النقطة بدأ المشروع الكبير سينما الخيال العلمي عبر الحيلة والخيال والتقنية· وربما يتجسد كل هذا في أفلام ''السوبرمان'' التي يطير فيها ''كريستوفر دريف'' الذي يلعب دور سوبرمان لا يستطيع أن يطير إلا على الشاشة والذي سحر العقلية البشرية حتى صار صفة تطلق على كل ما هو خارق غير واقعي ولذا كان ظهور أفلام السوبرمان Superman Films في منتصف الخمسينيات وبداية الستينيات أحد المشكلات الأساسية لأفلام الخيال العلمي أو لنقل الممهدات التي جعلت البشرية تتقبل هذه الأفلام وكأنها حقيقية مسلم بها· أفلام الظواهر الخارقة بداية الاهتمام بالخوارق كان فيلم ''طارد الأشباح الشريرة'' لويليام بيتر بيلاتي عام 1971 حيث تصدر قائمة المبيعات لعامين متتاليين ثم جاء فيلم ''النذير'' لدافيد سلترز ثم قدم فريد كين عام 1973 فيلم ''طارد الأشباح الشريرة'' ثم قدم جون بورمان 1977 الجزء الثاني ومايكل هودجز الجزء الثالث ثم جاء فيلم ابنة الشيطان وبيت الأشباح 1989 والجماعة المجنونة ''''1990 والملاحظة المهمة أن جميع هذه الأفلام مأخوذة من نصوص أدبية· إلا أن دخول ''ستانلي كوبريك عام 1968 في ملحمة أدويسا الفضاء Aspace Odussey أظهر أفلام الخيال العلمي بشكل جديد ومتطور تقنياً· حرب النجوم بعد كل ذلك بدأت أفلام حرب النجوم حيث بدأ الممثلون باكتساب الشهرة الكبيرة وهي نقلة جديدة الى عهد من أفلام الخيال العلمي تضمن عالم الكواكب والنجوم الساحرة ثم ظهرت أفلام أخرى مثل ''كينج كونج King Kong أو فيلم ''الامبراطورية ويمكن لنا القول إن فيلم ''الفك Jaws هو أحد الأفلام المهمة في تاريخ صناعة السينما عام ·1977 بحكم توفره على المؤثرات الخاصة التي تعتبر عاملاً أساسياً لنجاح أي فيلم· أفلام الرعب قبل ما يقرب من ثلاثين عاماً ظهرت أفلام الرعب وبخاصة ''دراكولا'' مصاص الدماء وأفلام العنف والدم وحينها تعرضت للسخرية من قبل النقاد·· إلا أنها في النهاية استحوذت على اهتمام الجمهور بما هو غرائبي يخلخل طبيعة التصور أو أنه عالم لم نشهد له مثيلاً في عالمنا الإنساني الذي يعتمد التصالح والعيش المتطامن أما أن نجد العدائية والدم والموت وسلخ الإنسان على الشاشة فذلك مثير للجدل والاستغراب لذا استحوذت هذه الأفلام على اهتمام الجمهور بقصتها الإنسانية الغريبة وبمؤثراتها التي يختلط فيها الظلام بالخوف· السينما مؤثر أساسي ينتج الفرح والبكاء والكوميديا والتسلية وهو ذات الدور الذي تعطيه الرواية لذا كان لا بد للسينما أن تستعين بالرواية والقصة التي تعتبر مصدراً مهماً بوصفه أدب الخيال العلمي المتنوع مثل رواية ''المجرة'' لراي براد بودي وأدباء آخرين منهم ادجار آلن بو في رواية ''قصص من الخيال والغموض'' وفيرن ويلز وهم من أول من كتب قصصاً خيالية شابها الغموض· إلا أن السينما لم تكتف بالاستفادة من القصص والروايات لإنتاج عالمها المرئي بل أخذت من العلم أوج تطوراته ولو عرفنا أن فيلم "Ton" قد اشتركت أجهزة الكمبيوتر في اخراجه حيث تم مزج أرقام وخطوط يرسمها الكمبيوتر على شاشته لوجدنا أن المخرج الحقيقي لهذا الفيلم هو المنظم الأساسي الذي يجلس أمام جهاز الكمبيوتر وأما مخرج الفيلم فإنه قدم حقيقة مهمة وهي أن هناك خمس عشرة دقيقة لم يتدخل بها أبداً وهي من إنتاج الكمبيوتر لوحده ولا وجود لسيناريو للفيلم· الخيال الحربي مع انتشار رحلات الفضاء الأميركية والروسية وإطلاق الصواريخ الصناعية في الفضاء تحولت النظرة الى المستقبل حيث اتجهت أفلام الخيال العلمي الى الحاضر· وكان للمخرج بيتر واتكنز الذي أخرج لعبة الحرب The War Game إسهام في انه تبنى في هذا الفيلم حالات الرعب والهجوم الذري باستخدام مؤثرات جديدة· ثم جاء المخرج كوبريك في فيلمه ''الحب الغريب The Strange Love ليصور القرن الحادي والعشرين بسفن الفضاء التي تنساب في زرقة الفضاء الفسيح·· إنه صاحب نظرة تشاؤمية للمستقبل اما المخرج جورج لوكاس فيعتبر رائداً لأفلام الخيال العلمي فقد بلغت ميزانية فيلمه ''حرب النجوم 905 ملايين دولار أميركي، كونه قد انتشر في كل العالم وهي فانتازيا علمية أنجزها العقل البشري الذي يطمح لأن يقدم المزيد في سينما الخيال العلمي· أفلام الوحوش ظهرت أفلام الوحوش بداية السبعينيات حيث عالم الرعب والدمار وبخاصة فيلم ''فلاش جوردن Flash Gordan كابتن مارفل Captin Marvel والدكتور الوحش Doctor Savage وهي سلسلة مغامرات امتزجت بالأسطورة وتميزت في إظهار شخصية فائقة البطولة قوية الجسد·· ربما تنحو هذه الأفلام الى الوصول الى الكمال الجسدي أو الى السخرية من هذا العالم المتصور·· إلا انها في جميع الأحوال كانت ظاهرة جديدة تجعل المشاهد يقفز من كرسيه مراراً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©