يستحق الفنان الشاب أحمد حلمي لقب ''الحصان الأسود'' فقد تخطى الجميع وسجل اسمه في سباق ''التوائم'' الذي ضم محمد هنيدي ومحمد سعد واحمد عز ليكون فيلمه الجديد ''كده رضا'' هو الافضل رغم أن الجميع لعب على فكرة واحدة هي تقديم اكثر من شخصية في الفيلم·
حلمي لم يعتمد على الافيهات والمواقف المفتعلة وأخلص لإعداد سيناريو متماسك يتناول الفكرة التي سيطرت على عقول نجوم الصيف، وافلتت من معظمهم وسحبت من رصيدهم، ورغم انها حالة غريبة ان يتنافس اربعة نجوم في موسم واحد حول ظهور كل منهم بأكثر من شخصية في اربعة افلام فإن فيلم ''كده رضا'' توفرت له كافة عناصر الجودة والمتعة الفنية·
فيلم ''كده رضا'' قصة وسيناريو احمد فهمي واخراج احمد جلال وبطولة احمد حلمي ومنة شلبي ولطفي لبيب ويتناول قصة ثلاثة أشقاء ''توائم'' يجمعهم تشابه الشكل وتفرق بينهم طباع وسلوك كل منهم والاشقاء الثلاثة يحملون اسم ''رضا'' ولهم شهادة ميلاد واحدة وشهادة تعليم واحدة وبطاقة واحدة والثلاثة هم احمد حلمي الذي درس كل شخصية بعناية جعلت المتابع للاحداث يستطيع ان يميز بين كل منهم بصورة واضحة·
الاول يطلق عليه ''البرنس'' وهو شخص شديد الثقة والغرور ويميل للعنف وفرض سطوته على الجميع· والثاني ''بيبو'' المجنون بكرة القدم والذي يشجع ناديه بتعصب· والثالث رومانسي هاديء منطو يعشق الكمبيوتر واسمه الحركي ''سمسم''· ويقرر الاخير اللجوء الى طبيب نفسي هو الفنان خالد الصاوي لكي يخلصه من معاناته مع شقيقيه التوأم اللذين قررا الهجرة وتركه وحيدا بعد ان فرضا عليه مشاركتهما في بعض عمليات النصب والسطو التي استغلا فيها التشابه الكبير بينهم· ويستغل الطبيب حالة ''سمسم'' ليعرف الكثير عن تلك الظاهرة النادرة· ويلتقي ''سمسم'' مع ''ندى'' الفتاة الجميلة التي يعجب بها وتجسدها منة شلبي· وتمضي الاحداث التي تجعل الاشقاء الثلاثة يقعون في حب ''ندى'' وتوهمهم بانها في ورطة مالية وتحتاج لمبلغ من المال لاستكمال علاج والدتها بالخارج، وبعد سلسلة من الاحداث المشوقة المصنوعة بذكاء وحرفية تكشف عن براعة السيناريست الشاب احمد فهمي في اولى تجاربه يكتشف الاشقاء الثلاثة انهم وقعوا ضحية لعملية احتيال قام بها الطبيب النفسي والفتاة الجميلة ''ندى'' ويقررون الانتقام بحيلة اكثر ذكاء ويستردون اموالهم والاهم انهم يقررون البقاء معا ويتراجع ''البرنس'' و''بيبو'' عن فكرة الهجرة·
واستطاع حلمي أن يستعرض قدراته كممثل شديد الجاذبية والحضور حتى اذا ابتعد عن الكوميديا كما في شخصية ''البرنس'' وقدم مشاهد الاكشن ببراعة وخفة ظل دون استهانة بعقل الجمهور، ورغم أن جرعة الضحك التي يتبارى في اقحامها المضحكون الجدد قد تكون اقل من المتوقع فإن الفيلم يجعل المشاهد في حالة ارتياح واقتناع طوال الاحداث·
منة شلبي نجحت في أن تكون حاضرة بتميز من خلال ادائها البسيط التلقائي ليضيف لها الفيلم رصيدا اكبر في قلوب الجماهير· اما الفنان لطفي ليب فقد كان اداؤه مميزا كالعادة وإن كانت مساحة وجوده على الشاشة اقل من المتوقع·
وأكد المخرج احمد نادر جلال بهذا الفيلم انه يمتلك رؤية سينمائية خاصة واستطاع أن يوظف كل امكاناته لتقديم نوعية محترمة من الكوميديا تلعب فيها الصورة والاضاءة والحبكة الدرامية والاداء التمثيلي ادوارا أساسية وظل محتفظا بالايقاع المتوازن والمتنوع متماشيا مع الاحداث· وحقق المونتير معتز الكاتب السيطرة بنقلاته المميزة· واضاف مصمم الديكور محمد أمين الكثير للفيلم فكان احد عناصر المشاهدة الممتعة· وبرع مدير التصوير أحمد يوسف في توظيف الاضاءة لخلق حالة من التواصل والاقناع وكان اختياره الدقيق لابعاد الصورة احد المؤثرات المهمة· وتناغمت الموسيقى التصويرية لعمرو اسماعيل مع الايقاع المتنوع للفيلم بين الاثارة والرومانسية والتشويق فكانت تلاحق المشاهد وتسرع وقتها لتكتمل الصنعة الجيدة لفيلم كوميدي نجا من مأزق الاسكتشات والايفيهات لينقل صناعة السينما الى درجة اعلى تجعلنا نتوقع ظهور موجة جديدة تحمل معنى الفن المحترم والكوميديا الراقية·
عدد اليوم
