الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلة أميركية عريقة تنتقل إلى عهدة رائد في التواصل الاجتماعي

مجلة أميركية عريقة تنتقل إلى عهدة رائد في التواصل الاجتماعي
10 فبراير 2013 19:46
أبوظبي (الاتحاد) - تعتبر «ذي نيو ريبوبليك» (الجمهورية الجديدة)، واحدة من أعرق المجلات الأميركية ومن أكثرها مكانة واحتراما بنظر الكثيرين. ولكن ذلك لم يمنعها من أن تمر بأوقات اقتصادية صعبة استمرت أشهرا قبل أن يكتب لها هذا التحول في ملكيتها وإدارتها، بل قد يقول البعض إن من حسن حظ المجلة، التي تعرف اختصارا بـ» تي ان آر «مجيء كريس هيوز إليها ناشراً ورئيساً لتحريرها. وهيوز هو الشريك المؤسس (سابقا) لعملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك، والذي يفترض أن يضخ في المجلة بنسختها الورقية والرقمية في آن، نهجاً نوعياً يوفر لها ظروفا مثالية لاستعادة مكانتها في العصر الإعلامي الجديد. ولكن عندما اشترى هيوز حصة مهيمنة في المجلة في مارس 2012. قال إنه «مهتم بمستقبل الصحافة الطويلة ذات الجودة العالية». وبعد أشهر من الحالة الجديدة للملكية والإدارة، وفي الثامن والعشرين من شهر يناير الماضي أعيد تدشين المجلة، وفيها رسالة مفتوحة وجهها هيوز على موقع الصحيفة قال فيها إنه «يؤمن بأنه يجب حفظ مكان لهذه الصحافة التي تستغرق وقتاً في الإنتاج، تلك التي تتطلب فترة أطول للانتباه إلى مضمونها وكتابتها، التي تجمع بين التسلية والتغذية-المفيدة في آن واحد». وكان لافتاً أن يصدر ذلك عن شخص مثل هيوز في وقت تشهد فيه العديد من المجلات التي تعتمد المحتويات الطويلة أوقاتاً عصيبة. ولكن ما كان متوقعاً هو أن الناشر الرقمي الجديد سيسخر كل تكنولوجيا جديدة لأجل إنجاح المجلة. وشرح هيوز في مقابلة فيديو لموقع «نيويورك تايمز» ما اسماه «التقنية العابرة للإبقاء على القراء»، وهي برنامج يتيح لقارئ مقال في المجلة أن يترك القراءة عند نقطة ما ثم يستعيد قراءة المقال من حيث تركه أيا اختلف من حالة إلى حالة الجهاز الذي كان يقرأ المجلة عليه. ويعتقد هيوز أنه من السهل وضع عناوين مثيرة وجذابة، والحصول على ناس يضغطون عليها، ولكن مقياس النجاح لا يكون إلا من حيث الوقت الذي يمضيه القارئ في قراءة المقال. ولهذا فهو حشد عدة تقنيات أخرى، منها تقديم فرصة للقراء للاستماع إلى المقال الذي يهتمون به، واستخدام قياسات شبيهة لتلك التي تستخدمها شركات التكنولوجيا تتضمن قياس فترة بقاء القارئ في صفحة إنترنت، ما وعدد المرات التي تشارك فيها والمحادثات التي أثارها المحتوى، وذلك لقياس النجاح في عدد المشاهدات الفريدة للصفحة وحدها. ليس ذلك فحسب، فهيوز دأب على التصريح مؤخرا أن الأجهزة اللوحية الرقمية هي مكان طبيعي لهذا النوع من المجلات. لكن هيوز يخطط للحفاظ على النسخة الورقية للمجلة، ويتوقع في الوقت نفسه بأن غالبية قراء المجلة سيكونون في السنوات الخمس أو العشر المقبلة ملتزمين مع المجلة من خلال الكمبيوترات الكفية. الاندماج في الرقمي واعتماد برامج تفاعل مبتكرة لا يكفي، بل لا بد لكل مشروع من استثمارات جديدة. وقد سمح استثمار هيوز في المجلة بإضافة مكتب لها في مدينة نيويورك، وتوظيف عاملين جدد من كتاب وفنيين. بعض الصحفيين الأميركيين وصفوا هيوز بـ»المنقذ المحتمل» للصحافة الورقية. ويتوقع هيوز فترة عامين لبدء تحقيق ربح من المجلة علماً بأن اشتراكاتها ارتفعت من 34 ألفا إلى أكثر قليلا من 44 ألفاً منذ أن اشترى حصته كما زادت مبيعات نقاط البيع بنسبة 68%. وسبق لهيوز أن دخل عالم الإعلام؛ ففي 2011 انضم إلى منصة الإعلام المتعدد «جووود» كمستشار رئيس بعد أن باع «جومو»، التي تعتبر منصة إعلام اجتماعي مخصصة لاتصال المؤسسات غير الربحية مع المتطوعين. وقد قال إنه لم يعد مهتما بتحقيق نجاح مشابه لموقع فيسبوك الذي يعمل وفق نظام «الربح على أساس المشاهدة»، مكررا في أكثر من تصريح أن دخوله عالم المجلات التقليدية مرده إيمانه «بهذا النوع من الصحافة السياقية الحيوية التي نحتاجها كمجتمع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©