بسام عبدالسلام (عدن)
قتل 5 جنود يمنيين وأصيب 7 آخرون في هجوم إرهابي تبناه «داعش» شمال مدينة عدن ، حيث أفاد شهود عيان لـ «الاتحاد» أن انفجاراً عنيفاً هز مديرية الشيخ عثمان مستهدفاً تجمعاً لجنود من القوات الخاصة، وأن مسعفين قاموا بانتشال جثث القتلى والجرحى ونقلها إلى مستشفيات قريبة.
وأضاف الشهود أن شظايا كثيرة تطايرت من العبوة الناسفة التي سمع دويها في مناطق متفرقة في عدن ، في حين ذكر مصدر أمني أن العبوة من صنع محلي كانت موجودة في حقيبة زرعت في الشارع الرئيس المقابل لملعب 22 مايو، وأن العناصر الإرهابية قامت باستهداف مستجدين في القوات الأمنية كانوا متوجهين إلى أحد المعسكرات في مديرية خور مكسر من أجل التدريب والتأهيل، قبل إدماجهم في وحدات الأمن، وإن الجنود كانوا ينتظرون حافلة لتقلهم إلى المعسكر قبل أن تنفجر العبوة وتخلف عدداً من القتلى والجرحى.
وأشار المصدر إلى أن فريقاً أمنياً وصل إلى مكان الحادثة وبدأ التحقيق من أجل تعقب العناصر الإرهابية المتورطة ، في وقت نقلت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعية تابعة لتنظيم «داعش» في اليمن مسؤوليته عن الهجوم .من جانبه، أكد العميد الركن فضل باعش قائد قوات الأمن الخاصة في محافظات عدن ولحج وأبين أن «العناصر الإرهابية التي تقوم بهذه الأعمال الإجرامية هي مجموعة مأجورة ومرتزقة»، موضحاً أن الأجهزة الأمنية تعمل على وضع حزام أمني لملاحقة الإرهابيين والعناصر التخريبية التي تسعى لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في العاصمة عدن.
وخلال زيارته موقع الهجوم الإرهابي، أكد أن قوات الأمن الخاصة تحتاج إلى مزيد من الدعم للقيام بمهامها في مكافحة الإرهاب والتصدي للعناصر التخريبية الخارجة عن النظام والقانون، مشيراً إلى أن دفعات من القوات تم تجهيزها من أجل المشاركة في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المدن المحررة.
إلى ذلك، تصدت أجهزة الأمن لهجوم مسلح نفذته عناصر إرهابية على حاجز أمني فاصل بين مدينتي عدن ولحج.
وقال شهود عيان لـ «الاتحاد»، إن عناصر مسلحة تستقل دراجات نارية شنت هجوماً على نقطة الرباط، وإن اشتباكات اندلعت بين أفراد الأمن والمهاجمين، وأسفرت عن سقوط عدد من الجرحى. وأوضح مصدر أمني، أن جنديين أصيبا في الاشتباكات التي اندلعت مع العناصر الإرهابية التي شنت هجوماً عند نقطة الرباط الفاصلة بين عدن ولحج، وأن قوة أمنية طاردت المهاجمين، وتمكنت من ضبط أحدهم، مضيفاً أن خطة أمنية أقرتها السلطات بشأن تأمين مداخل ومخارج عدن عبر حزام أمني محكم. وأوضح أن تأمين الحزام الأمني سيسهم في منع تسلل العناصر الإرهابية من محافظات أخرى، وفي تضييق الخناق على بقية العناصر المتخفية في المدينة.
من جهة أخرى، قال محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي، إن جهود الخطة الأمنية تسير بشكل متكامل بإشراف من دول التحالف، على رأسها دولة الإمارات، لتأمين المحافظة من التنظيمات الإرهابية. وأضاف أن البدء في معالجة الأوضاع المختلفة في المحافظة من إعادة الأعمار والتنمية الشاملة يتطلب تحقيق الأمن والاستقرار وبسط هيبة النظام والقانون، وهذا ما يتم العمل عليه حالياً عبر الملف الأمني الذي يحتل أولى المهام خلال الفترة الراهنة.
ونوه مدير شرطة عدن اللواء شلال شائع بأن أجهزة الأمن وضمن حملتها الأمنية الأخيرة تمكنت من ضبط عدد من العناصر الإرهابية التي شاركت في تنفيذ عمليات اغتيال شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية، وتمت إحالتهم للجهات المختصة من أجل تقديمهم للعدالة.
وأكد أن أجهزة الأمن ستواصل تنفيذ المرحلة الثانية للخطة الأمنية لتعقب العناصر الإرهابية التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار، مضيفاً أن رجال الأمن والمقاومة مستعدون من أجل القضاء على الخلايا الإرهابية، حسب الإمكانات المتاحة.
وخلال تفقده أمس مقاراً أمنية في مديرية المنصورة التي تم تطهيرها مؤخراً من التنظيمات المتطرفة والجماعات المسلحة، أشار إلى أن تفعيل مراكز الشرطة يسهم بشكل كبير في استتباب الأوضاع خلال الفترة القادمة، مضيفاً: «إن العمليات الإرهابية لن تثني أجهزة الأمن عن مواصلة مهامها لمكافحة الإرهاب وتعقب العناصر الإجرامية إلى أوكارها».
وأضاف أن «المنصورة هي مدينة للأحرار وليس للقاعدة أو داعش أو العفاشيين أو لأنصار التمدد الفارسي في المنطقة، هذه المدينة الباسلة ستظل حرة بأبنائها، وأن أفراد الأمن والشرطة والمقاومة والأهالي يقفون معاً في تحقيق الأمن والاستقرار بشكل أكبر».
وأشار إلى أن هناك حالة من الهستيريا لدى هذه الجماعات الإرهابية من خلال عملياتهما الفاشلة التي تحاول القيام بها من أجل زعزعة الأمن والاستقرار، وهذه الحالة التي وصلت إليها هذه العناصر الإرهابية علامة انتصار للأمن والشرطة والمقاومة التي تحقق نجاحات مستمرة.
وأكد اللواء «غداً سنكشف كل الخفايا والمخططات ونبشر شعبنا بأن أجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض على قتلت الشهيد جعفر محمد سعد محافظ عدن السابق أو منفذي عمليات الاغتيالات التي طالت رجال الأمن والمقاومة والقضاة»، مضيفاً أن هذه العناصر لا تربطها بالدين الحنيف أي ارتباط لما ارتكبته من جرائم وحشية. وأضاف أن إجراءات تأمين عدن تسير وفق الخطة المرسومة، خصوصاً بعد النجاحات التي حققتها في مديرية المنصورة التي كانت تعد معقلاً رئيساً للجماعات المسلحة والمتطرفة، وتمت استعادتها بمشاركة المقاومة الشعبية وأبنائها الشرفاء الذين ساندوا أفراد الأمن في مهمتهم لتطهيرها من تلك العناصر الخارجة عن النظام والقانون».
من جانبه، أكد محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، أن السلطات تعمل حالياً على إعادة تفعيل النيابات العامة والمحاكم في مختلف مديريات عدن في ظل تواصل تفعيل مراكز الشرطة ضمن الجهود الرامية لتطبيع الأوضاع بشكل متكامل. وأضاف: قريباً ستتم إعادة هذه القطاعات بعد توقف دام أكثر من عام جراء الأزمة الأخيرة، وأن الترتيبات تجري لهذا الأمر خصوصاً عقب استعادة السيطرة على السجن المركزي في المنصورة.
وأوضح الزبيدي أن عمل المحاكم سيتم تفعليه بهدف فض النزاعات بين المواطنين والقطاعات التجارية وغيرها، وإن هذه الخطوة تأتي في ظل النجاحات الأمنية الأخيرة، التي ستفضي إلى استقرار عدن بشكل ملحوظ وملموس لدى المواطنين.
عدد اليوم
