الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استقطاب الموظفين الموهوبين

15 أكتوبر 2007 02:13
في اقتصاد المعرفة نحن نحتاج إلى اجتذاب الناس الذين يعرفون الكثير والاحتفاظ بهم· وهذا ما يطرح مسألتين في غاية الأهمية، وهما: الاحتفاظ بالمواهب، والحصول على المواهب، حيث أصبح الجدال حول المواهب متضخماً ومبالغاً فيه بصورة مخيفة، خاصة لما يتصل بالأمر من بحث مضنٍ طول الأمد للحصول على شيء يصعب تحديده في الأصل، بالإضافة إلى التكلفة المادية والنفسية المرافقة له، مما قد يؤدي إلى الإخفاق في توظيف أقدر الموظفين أو عدم القدرة على الاحتفاظ بهم إلى استسلام المسؤولين والتوقف عن رحلة البحث التي ما تكون أشبه بالحرب· ويذكر خبراء المال والاقتصاد أنه عند الإشارة إلى كلمة ''الموهبة'' دائماً ما يتبادر إلى الذهن أولئك المسؤولين الكبار الذين يتربعون على رأس مجالس إدارات الشركات الكبرى، وهذا في حد ذاته مشكلة لأنه من المفترض أننا نعيش في عصر الأداء القابل للقياس والذي من خلاله تستطيع الشركات استقطاب أفضل الموظفين سواء من داخل الشركة أو من خارجها وذلك وفقاً لنتائج الأداء، ويقول منتقدو الأسلوب التقليدي في البحث عن الموظفين المناسبين أن المسألة تحمل أمران لا يستهان في حجم تأثيرهما على الوضع العام لسوق الوظائف، الأمر الأول: هو عدم امتلاك بعض المسؤولين قدرة خاصة أو نظاماً خاصاً لاكتشاف الأشخاص الموهوبين، حيث لديهم شبكاتهم الخاصة من المعارف ولا يوجد لديهم ما هو أكثر من ذلك· والأمر الآخر هو أن أفضل الناس نادراً ما يكونون موجودين لملء الوظيفة الشاغرة لدى الشركات· وعلى المدى الطويل فإن الشركة حين تعمل على تنمية المواهب من داخلها، ومن ثم التمسك بها، سيكون ذلك دائماً منهجاً أرخص وأكثر كفاءة من الذهاب إلى الخارج والبحث عنها في سوق تضج بالصخب وعدم الوضوح· كما يجب تحفيز وتشجيع الموظفين الموهوبين ماديا ومعنويا وتطعيم الأقسام والدوائر والقطاعات المختلفة بالموظفين الموهوبين المتميزين بحيث يتوزعون بشكل متساو وعادل على الرقعة التنظيمية للشركة والمؤسسة فوجود هؤلاء في أماكن متفرقة من المؤسسة يجعلهم ينشرون ثقافة الإنجاز المتميز بين بقية الموظفين· واليوم أصبح تقييم المواهب وتنميتها أمرا يحظى بكثير من الاهتمام في إدارة تعاقب القيادات باعتباره فرصة للاحتفاظ بالموظفين الموهوبين وتطويرهم، خاصة هؤلاء الذين يشغلون منتصف وقاع الهرم الإداري، والمؤسسات التي لا تنتبه إلى أهمية وضع سياسات واستراتيجيات ملائمة للتعاقب القيادي ستخسر قياداتها السابقة واللاحقة معاً فالموظفون الموهوبون يتعرضون للإغراء والاستقطاب من قبل المنافسين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©