الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية: جفاف الشتاء وأزمة الغذاء

9 فبراير 2015 22:48
بينما تتجه كوريا الشمالية إلى أيام عجاف قبل حلول موسم حصاد الأرز والذرة في فصل الصيف، تحذر وكالات المساعدات من أن الجفاف غير المعتاد الآن في فصل الشتاء يمكن أن يؤدي إلى أزمة نقص غذاء مزمنة في تلك الدولة الفقيرة. وعلى رغم أن كوريا الشمالية ربما لم تعد في حالة مجاعة، إلا أن نقص الغذاء لا يزال مشكلة واسعة الانتشار، إلى درجة أن تغييرات طفيفة في الطقس يمكن أن تحدث تأثيراً كبيراً على فرص توفير الغذاء للمواطنين العاديين. وفي هذا السياق قال «جون أيليف»، نائب مدير آسيا في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، متحدثاً من بيون جيانج: «يساورنا القلق بشأن ندرة البذور وانخفاض معدلات الأمطار وتساقط الثلوج»، مضيفاً: «إن كل هذه الأمور تثير المخاوف بشأن حصاد الشتاء خلال العام الجاري». ولابد من زراعة محاصيل الشتاء، بما في ذلك القمح والشعير، في الوقت الراهن، ولكن بعد عام من الجفاف الاستثنائي في 2014، انخفضت مياه الأمطار في البلاد عن المستوى المعتاد بشكل ملحوظ خلال العام الجاري، ولاسيما في أقاليم «سلة الحبوب» مثل بيون جيانج في الغرب وهوانغي في الجنوب. وعلى رغم أن حصاد الشتاء لا يمثل سوى 5 في المئة فقط من إمدادات الغذاء المحلية في كوريا الشمالية، إلا أنه وقت ضروري، لأن المحاصيل تدعم البلاد خلال الموسم القاحل، الذي يُعرف محلياً باسم «سنام الشعير»، وهي فترة تمتد من مايو وحتى أغسطس قبل حصاد محاصيل الأرز والذرة. وأكد «أيليف» أنه إذا حدثت فجوة غذاء كبيرة، فإن ذلك يمكن أن يمد أجل الأيام العجاف، وبالتالي يمكن أن يشي بحدوث نقص غذاء مثير للقلق. وقد شهدت كوريا الشمالية في السابق مشكلة أمن غذائي مزمنة. وقبل انقسام شطري شبه الجزيرة الكورية بعد الحرب العالمية الثانية، كان النصف الجنوبي دائماً يمثل سلة الخبز، بينما كان النصف الشمالي هو القلب الصناعي. ويعني ذلك أنه منذ الانقسام، ظل الشمال يجهد من أجل إطعام مواطنيه حتى في أفضل الأوقات، وقد تخبط على مدار أربعة عقود، بعد أن كان الاتحاد السوفييتي هو داعمه الشيوعي الأساسي. ولكن نهاية الحرب الباردة، وعقود من سوء الإدارة الاقتصادية، إلى جانب الجفاف والفيضانات في عقد التسعينات، أحدثت مجاعة مدمرة، وتتراوح تقديرات أعداد الموتى نتيجة المجاعة من 400 ألف إلى ثلاثة ملايين، ولا خلاف على وجود معاناة واسعة الانتشار. وفي حين أن وضع الغذاء شهد استقراراً على مدار العقد الماضي إلى درجة أن الموت جوعاً أصبح نادراً، إلا أن سوء التغذية والجوع لا يزالان منتشرين، وقد تراجعت الهبات إلى وكالات الإغاثة الدولية بفعل الملل من نظام كوريا الشمالية والأزمات المنافسة في أماكن أخرى. وفي إقرار مفاجئ الأسبوع الماضي، قال رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، أثناء زيارة إلى مركز تربية ماشية: «إنه قد بات من الضروري حل مشكلة الغذاء». وأضاف كيم: «إن المهمة الأكثر إلحاحاً التي تواجهنا في الوقت الراهن هي تحسين مستوى المعيشة للشعب سريعاً»، حسبما نقلت عنه «وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية». وفي تقرير جديد نُشر الأسبوع الجاري، أكدت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، التي تعمل في كوريا الشمالية، أنه بعد زيادة ملحوظة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، ضرب الركود إنتاج الغذاء هناك خلال العام الماضي. وتوقعت المنظمة تراجع حصاد محاصيل البطاطس والقمح والشعير في يونيو، بشكل كبير. وقدرت «الفاو» أن معدلات استهلاك كثير من الأسر للغذاء ستكون ضعيفة وعند حد الكفاف. وعلى رغم أن النظام الشيوعي لا يزال يدير بوضوح «نظام توزيع حكومي»، حيث يمنح حصص الغذاء للأسر، يؤكد منشقون من أنحاء مختلفة من البلاد أن هذا النظام قد تعطل بشكل كبير. وحتى في الأماكن القليلة التي لا يزال يعمل فيها، يحصل المواطنون على حصص أقل من المعتاد. وتظهر الأرقام الرسمية من كوريا الشمالية أنه سيكون هناك نقص يقدر بنحو 900 ألف طن متري من الحبوب في نظام التوزيع الحكومي خلال العام الجاري، بحسب الأشخاص الذين اطلعوا على الأرقام، ما يعني أن لديه ثلاثة أرباع ما يحتاجه فقط. ولكن المشكلة بالنسبة للمواطنين العاديين في كوريا الشمالية ليست فقط كَمِّ أو حجم ما يأكلونه ولكن أيضاً ماهية الغذاء الذي يتناولونه. وفي هذا السياق قال راندال سبادوني، من وكالة «وورلد فيجين» للمساعدات: «حتى إذا كانوا يحصلون على عدد كافٍ من السعرات الحرارية، يواجه الناس نقصاً في كمية الطعام، والمشكلة الأكبر في البروتين والمكملات الغذائية، وليست فقط في الحبوب». وأضاف: «لذا، نعمل على توفير مزيد من الأطعمة ذات القيمة الغذائية مثل البطاطس وفول الصويا والخضراوات». آنا فيفيلد - سيئول يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©