تحذيرات بشأن الصحة النفسية للجنود البريطانيين في العراق

فيما تستعد بريطانيا لسحب مئات من جنودها من العراق، استعد أطباء وممرضات في بلادهم لعلاجهم ليس فقط من جراحهم البدنية بل والنفسية ايضا·· وأثرت سنوات الحرب الأربع في العراق والست في افغانستان على القوات البريطانية، حيث فقدت وفق آخر إحصاء 252 قتيلاً كما يوجد مئات العسكريين المصابين بدنياً ونفسياً· ووسط اتهامات من أسر الجنود العائدين ومجموعات قدامى المحاربين بعدم كفاية الجهود المبذولة لمساعدة من خاضوا الحربين· اتخذ الجيش البريطاني الأسبوع الماضي خطوات لحل المشكلة من بينها زيادة التعويض الضخم للجنود المصابين بإصابات بالغة في الهجمات بنسبة 45% إلى 570 ألف دولار· غير انه من المحتمل أن يكون الأمر الاكثر اهمية على المدى الطويل قرار بزيادة التمويل لجمعية ''كومبات سترس'' الخيرية متخصصة في مساعدة المحاربين القدامى الذين يعانون من مشاكل ذهنية خطيرة بسبب الحرب· وتأسست الجمعية عام 1920 بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وتضم سجلاتها نحو 8 آلاف مريض بينهم محاربون شاركوا في الحرب العالمية الثانية وحرب فوكلاند وحرب الخليج الاولى وحروب البلقان والعراق وافغانستان· وجاء قرار زيادة التمويل وسط دلائل على اصابة عدد أكبر من الجنود العائدين من العراق وافغانستان باضرار نفسية مقارنة بعدد الجنود العائدين من الصراعات السابقة· وقال أستاذ الصحة النفسية المساعد في جامعة نوتنجهام الطبيب نايجل هانت الخبير في الاضطرابات النفسية بعد التعرض لصدمات القتال ''في الحرب العالمية الثانية كان الجندي يعرف بصفة عامة متى سيبدأ القتال وكان مستعدا لذلك· وفي العراق الامر مفاجئ· قد لا يتعرض الجندي لأي شيء لأيام أو اسابيع ثم تنفجر قنبلة اثناء دورية ويمكن ان يكون عدم القدرة على التكهن مقلقاً للغاية''·'' وذكر المتحدث باسم ''كومبات سترس'' روبرت مارش ''اذا كانت تلك قمة جبل الجليد فان المستقبل سيكون مثيرا للاهتمام·من يمكنه التكهن بعدد المحاربين القدامى الذين سيحتاجون للمساعدة بعد خمس سنوات؟''· وتظهر اعراض تلك الاضطرابات النفسية بعد ان يترك الجنود الجيش· وقال هانت ''يحدث ذلك حين يعودون إلى الوطن ويستأنفون الحياة المدنية ويرون ان الناس لا يأبهون كثيرا بما كانوا يفعلونه· يعتقد كثيرون ان الحرب في العراق وافغانستان خطأ ويمكن ان يؤذي ذلك الجنود''·