الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الزعيم» كسب «الكلاسيكو» بطريقة «فكر بعمق ومرر في العمق»

«الزعيم» كسب «الكلاسيكو» بطريقة «فكر بعمق ومرر في العمق»
12 فبراير 2012
بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات بوجهة نظر فنية بحتة من خلال الخبير الكروي والمحلل الفني والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة مجردة من أي انتماء أو هدف سوى تقديم خدمة مميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. حقق لاعبو العين ومدربهم الروماني كوزمين المعادلة السهلة “نظرياً” الصعبة “عملياً” خلال مباراة “الكلاسيكو” أمام الوحدة، لتحقيق هدف السيطرة على مجريات اللعب خلال اللقاء، وذلك من خلال خطوتين يتم عليهما بناء أي طريقة لعب، وهما كيفية الضغط السريع، والقوي للحصول على الكرة من الفريق المنافس، واللعب السريع المتقن للأمام تحت ضغط لاعبي الفريق الآخر. ويبقى إحراز العين لهدف وحيد، رغم السيطرة الميدانية على مجريات الأمور أمراً غريباً، لأنه كان من الممكن أن يسجل المنافس هدفاً يضيع كل التفوق الميداني هباءً، خاصة في ظل تفوق لاعبي “الزعيم” على لاعبي “العنابي” في المواقف الفردية الثنائية، التي أثبتت التفوق البدني والفني والخططي، علاوة على الصفات الإرادية، التي تتمثل في “الروح القتالية”، التي يتميز بها لاعبو العين على بقية فرق الدوري. لعب العين من خلال الانتشار الجيد بتوسيع جبهة الهجوم عرضياً وطولياً، فتسبب توسيع الجبهة الهجومية عرضياً، في صعوبة مهمة دفاع الوحدة في الرقابة والضغط، أما توسيع جبهة الهجوم طولياً فتسبب في تباعد خطوط “العنابي”، وترهلها في العمق بطول الملعب، وإن كان نقص الصفوف قد ظهر واضحاً على أداء لاعبي الوحدة. حافظ كوزمين على الشكل الخططي الذي يلعب به 4-2-3-1 التي تتحول في بعض الأوقات إلى 4-2-4 بتقدم علي الوهيبي من جهة اليمين ومحمد عبد الرحمن من اليسار، للانضمام إلى ياسر القحطاني وسكوكو، وهو ما حقق الكثافة الهجومية على مرمى معتز عبد الله حارس الوحدة، مع بقاء هلال سعيد ورادوي خارج المنطقة، لمنع أي هجمة مرتدة “وحداوية”، في حين كان الوهيبي يشكل ثنائياً جهة اليمين مع فوزي فايز، وفي اليسار محمد عبد الرحمن مع خالد عبد الرحمن، وهو ما منع تقدم جناحي الوحدة. وتسببت هذه الطريقة المنظمة في سيطرة العين على مجريات اللعب، خلال معظم فترات اللقاء، وذلك بسبب “الديناميكية” المتطورة التي يلعب بها الفريق، حيث يظهر للجميع مدى التفاهم الواضح بين اللاعبين، بفضل تثبيت التشكيلة وحيوية اللاعبين الشباب، وهو الذي يخلق المساحات الخالية في صفوف الفريق المنافس، ويجعل حامل الكرة يملك أكثر من خيار للتمرير الطولي والعرضي، في ظل تحرك كل اللاعبين في المساحات بشكل جيد. وفي كرة القدم هناك قاعدة تقول “فكر بعمق، ومرر في العمق”، وهو ما فعله لاعبو العين من خلال التمرير الطولي الذي يقطع مساحات كبيرة من الملعب، ويختصر الوقت والجهد، لأن التمريرات الطولية المتقنة تضرب المدافعين، وتخترق الصفوف وتكسب صاحبها الأرض، وقد جاء هدف المباراة الوحيد من تمريرة من هذه النوعية، لعبها علي الوهيبي إلى ياسر القحطاني سجل منها الهدف الوحيد، ومنها أيضاً تمريرة إلى سكوكو أنقذها الحارس معتز عبد الله. وفي أداء الواجبات الدفاعية لعب العين بأسلوب الضغط القوي على لاعبي الوحدة، ويستخدم العين الطريقة نفسها مع كل الفرق، حينما يفقد لاعبوه الكرة، وهو ما تسبب في صعوبة مهمة لاعبي “العنابي” عندما يسيطرون على الكرة، لأنهم لا يعرفون أين ومتى يمكنهم التمرير لبناء الهجمات، خاصة أن فقدهم الكرة يعني تحول “الزعيم” بسرعة إلى الهجوم بكل قوة أيضاً، وهي طريقة لا يمكن تطبيقها، إلا من خلال امتلاك اللياقة البدنية العالية والسرعة الكبيرة وقوة الانقضاض في الوقت المناسب. وفي المباريات الكبيرة يظهر تأثير امتلاك أي فريق لعنصري الخبرة والشباب، وهو ما تحقق في “الكلاسيكو”، حيث يملك العين خبرات كبيرة تتمثل في هلال سعيد ورادوي وسكوكو وياسر القحطاني، ومعهم علي الوهيبي، بالإضافة إلى الشباب خالد ومحمد عبد الرحمن ومهند سالم وعمر عبد الرحمن، وهو ما يحسب للمدرب الروماني كوزمين، الذي استطاع عمل “توليفة” جيدة من اللاعبين تستطيع تحقيق أفضل النتائج. وفي المقابل لعب الوحدة في ظروف صعبة، وتأثرت قوة دفاع “العنابي” في غياب بشير سعيد وحمدان الكمالي بعد رحيلهما، وغياب محمد الشيبة وحيدر آلو علي للإصابة، كما أن مشاركة محمود خميس في قلب الدفاع جعلت الفريق يخسره في الجبهة اليسرى دفاعياً وهجومياً، وربما كان المدرب هيكسبيرجر مضطراً لعمل ذلك، لكنه كان ذا تأثير سلبي كبير. وكانت المساحة بين لاعبي الارتكاز يعقوب الحوسني وخالد جلال من جهة، وثنائي الهجوم إسماعيل مطر وبيانو من جهة أخرى، نقطة ضعف كبيرة، بوجود مساحات خالية أعاقت اللعب الجماعي للفريق، وجعلت خطوط الوحدة بعيدة عن بعضها، وجعلت الفريق يظهر “مترهلاً” في غياب لاعب الوسط الذي يجيد الربط بين الخطوط. النصر تخطى عقبة عجمان بتغيير «الشكل» والإبقاء على «المضمون» دبي (الاتحاد) - رغم تغيير طريقة لعب الفريق من حيث “الشكل” نجح الإيطالي زنجا مدرب النصر أن يبقي على “المضمون” في كيفية مواجهة كل منافسيه سواء على ملعبه أو خارجه، بالطريقة المناسبة التي تحقق له ما يريد، وهو الأمر الذي تأكد أمام عجمان، حيث استطاع “العميد” أن يحقق الفوز على “البرتقالي” في ملعب المنافس من خلال “استراتيجيته” المعروفة بتأمين الدفاع في المقام الأول واللعب على الهجمات المرتدة. ولعب النصر بطريقة مختلفة في بداية اللقاء، وتنازل إلى حد بعيد عن التزامه الدفاعي الشديد، وذلك بسبب وجود ثقة كبيرة في صفوف اللاعبين، والجهاز الفني في القدرة على تجاوز عجمان دون التزام دفاعي كبير، على اعتبار أن المهمة تختلف كثيراً عما كانت عليه أمام العين مثلاً في الجولة السابقة، وإن كان زنجا قد عاد بلاعبيه إلى طريقتهم المعروفة بعد تقدم عجمان بهدف مبكر عن طريق بوريس كابي، ثم إدراك التعادل عن طريق الأسترالي بريشيانو. واختلفت الصورة بعض الشيء في أداء النصر، خاصة في الشوط الأول، وقد يكون وجود الإيطالي لوكا توني في الخط الأمامي للفريق السبب الأول في ذلك، حيث كان ذلك سبباً في الضغط النفسي على مدافعي عجمان، وأيضاً في ظل رغبة لاعبي النصر في توصيل الكرة إلى المهاجم الإيطالي كثيراً في منطقة جزاء “البرتقالي”، وهو ما كان سبباً في زيادة النزعة الهجومية “الزرقاء” في بعض فترات المباراة، ووضح خلال الشوط الثاني أن “العميد” قد عاد إلى طريقته المعروفة باللعب بالطريقة الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة فقط، وذلك بعد أن سيطر لاعبو عجمان على مجريات الأمور، حيث كانت المباراة بين كركار وحسن معتوق وبوريس كابي من فريق عجمان ومحمود حسن وهلال سعيد قلبي دفاع النصر، وخلفهما الحارس المتألق عبد الله موسى، الذي أنقذ مرماه من عدة فرص. أما التبديل الأبرز للنصر فكان بمشاركة أهم الأوراق الاحتياطية يونس أحمد بدلاً من أمارا ديانيه، بعد أن فقد المهاجم الإيفواري الخطورة المطلوبة، وتأثر بنقص معدل اللياقة البدنية، فكانت مشاركة يونس بمثابة “المنشط” للفريق، من أجل التقدم للهجوم، وإجبار لاعبي عجمان على الارتداد للخلف كثيراً، وذلك بحثاً عن هدف الفوز بالنقاط الثلاث في الوقت المناسب من اللقاء، وهو ما تحقق عند الدقيقة 78 عن طريق الإيطالي لوكا توني، الذي أنقذ القائم هدفاً آخر له ليفوز النصر، رغم الفرص الكثيرة التي أهدرها لاعبو عجمان في الشوط الثاني، ليتغير شكل أداء النصر هجومياً إلى الأفضل، لكنه يبقى على طريقته التي تقوم على الاهتمام بالفوز، وتسجيل الأهداف، مهما تفوق المنافس في السيطرة الميدانية وعدد الفرص. «الجوارح» يفقد طموح المنافسة على اللقب تدريجياً دبي (الاتحاد) - كانت مباراة الشباب ودبي هي “الحلقة الأضعف” في مباريات الجولة، وذلك بسبب تراجع الأداء الفني للفريقين، وإن كان فريق “الأسود” هو الأكثر استفادة من اللقاء بالحصول على نقطة غالية في ملعب “الجوارح”، وهو أمر لم يكن سهلاً على العديد من الفرق الأخرى في الجولات الماضية بسبب قوة فريق الشباب وتماسكه والتنظيم الجيد الذي يلعب به البرازيلي بوناميجو مدرب الفريق. ورغم إقامة اللقاء على ملعب الشباب، فإن طريقة لعب دبي كانت تعتمد على الأداء الهجومي دون حذر زائد في بعض أوقات المباراة، وهو ما كان يبدو غريباً على الفريق ومدربه المصري أيمن الرمادي، وذلك إلى ما قبل إحراز كارلوس فيلانويفا لهدف التقدم للشباب، الذي انتهى به الشوط الأول، وكان كفيلاً بأن يزيد من ثقة أصحاب الأرض ويجعلهم يقدمون المستوى المعروف عنهم، وهو ما لم يحدث في الشوط الثاني، الذي شهد تراجع أداء لاعبي دبي ومحاولتهم الخروج بأفضل نتيجة دون مغامرة. وكانت مشاركة حسن محمد بدلاً من سيمون في خط هجوم دبي نقطة تحول في أداء الضيوف، حيث استطاع اللاعب تهديد مرمى إسماعيل ربيع حارس الشباب وتسجيل هدف تعادل فريقه، كما كان سبباً في ثقة بقية لاعبي الفريق والدفاع عن نقطة التعادل لأكثر من 20 دقيقة منها 7 دقائق بعشرة لاعبين بعد طرد علي محمود، وهو ما أظهر قوة إرادة لاعبي دبي في الدفاع عن وجودهم وعن النقطة التي تحققت، على عكس لاعبي الشباب الذين لم يملكوا إرادة تحقيق الفوز على منافس أضعف منهم فنيا بدرجة كبيرة بشهادة عدد النقاط والترتيب في الجدول. ولا يمكن تحديد السبب الفني في تراجع أداء لاعبي الشباب، بينما يمكن تفسيره نفسياً بدرجة أكبر بعد أن فقد الفريق طموح المنافسة على المقدمة تدريجياً من جولة إلى أخرى، رغم أن فارق النقاط بينه وبين العين المتصدر لا يزال 9 نقاط فقط كان يمكن أن يكون 7 نقاط لو استطاع تحقيق الفوز على دبي، بينما لا تزال مهمة “الأسود” أكثر صعوبة في الجولات المقبلة في سباق البحث عن البقاء في دوري الأضواء. «المساحات الخالية» تسهل مهمة «الصقور» دبي (الاتحاد) - أحكم لاعبو فريق الإمارات الرقابة على لاعبي الأهلي بشكل متميز، وكان ذلك هو مفتاح تحقيق الفوز بثلاث نقاط مهمة، حيث نجح “الصقور” في عمل التغطيات العكسية ومواجهة هجمات الأهلي من الأجناب لمواجهة تحركات جرافيتي وإيمانا وإسماعيل الحمادي، خاصة مع عدم وجود اندفاع هجومي من لاعبي وسط الأهلي. ولعب الإمارات بطريقة 4-2-3-1 تتحول إلى 4-3-1-2 بتحرك ألكسندر وديارا أمام محسن متولي، وكذلك على الأطراف في المساحات الخالية خلف مدافعي الأهلي، وتحرك وليد عنبر قبل إصابته بحرية كبيرة، خاصة من جهة اليسار خلف بدر عبد الرحمن، ووجود فيصل أحمد وهيثم علي كخط دفاع أول وسط الملعب مع التزام محمد الشحي وعلي ربيع بالرقابة اللصيقة لمهاجمي الفريق الأحمر وقيام محمد علي عمر بالتغطية العكسية. ورغم سيطرة الأهلي الميدانية إلا أن الهجمات القليلة التي نظمها لاعبو الإمارات اتسمت بالخطورة الكبيرة، خاصة في الكرات العرضية، وهو ما يؤكد أن الفريق يتطور من مباراة لأخرى، وأنه يملك مع مدربه التونسي لطفي البنزرتي إرادة البقاء في دوري المحترفين، وهو ما يزيد ثقته في نفسه من مباراة لأخرى. أصبح فريق الإمارات متماسكاً من الناحية الدفاعية، فاعلاً من ناحية الهجوم، و يعرف كيف يحقق النتائج المطلوبة، وهو ما كان سبباً في زيادة رصيده من النقاط إلى 10 مبتعداً للمرة الأولى عن المركزين الأخيرين في جدول الترتيب. وفي المقابل تأثر دفاع الأهلي بغياب بشير سعيد وأحمد معضد، وتسبب ذلك في عدم وجود العمق الدفاعي المطلوب، ولعب كيكي بالشكل الخططي المعروف 4-2-3-1 من خلال حرية مطلقة للاعبي الوسط والهجوم بتغيير أماكنهم وتبادل المراكز، لكن ذلك لم يكن كافياً لتشكيل الخطورة المطلوبة على مرمى حارس الإمارات. كالديرون ظلم نفسه أمام مارادونا «التنظيم الدفاعي» يكفي الوصل لتحقيق الفوز دبي (الاتحاد) - تميز الوصل في مباراته أمام بني ياس بالتنظيم الدفاعي الجيد للفريق ككل، من خلال “استراتيجية” محددة، تعتمد على الضغط على لاعبي “السماوي”، في كل أرجاء الملعب، ولعب مارادونا من خلال الرسم “التكتيكي” الذي يعتمد عليه دائماً 4-2-3-1، لكن الجديد كان في مشاركة مبارك حسن بدلاً من سعود سعيد في مركز الظهير الأيسر في وجود لاعبي الارتكاز مارسير وخليفة عبد الله، ووجود الثلاثي خلعتبري ودوندا وفهد حديد خلف المهاجم أوليفيرا. وتحرك فهد حديد بشكل جيد في اليمين واليسار مستخدماً قدمه اليسرى، وهو من فرض التعاون على جميع لاعبي الوسط، كما أن دوندا قد تفوق في اللعب تحت رأس الحربة، من خلال التمرير في كل الاتجاهات والتصويب على المرمى، وهذا ما تسبب في فاعلية هجمات “الإمبراطور”، مع التميز في التعامل مع هجمات بني ياس من خلال تضييق المساحات بين خطوط الفريق، ومنها إرغام لاعبيه على عمل الكرات العرضية بجوار خط التماس، وهو ما يجعلها تأخذ وقتاً طويلاً، يسهل مهمة الدفاع وحارس المرمى في التعامل معها. كما نجح ياسر سالم ووحيد إسماعيل في منع سانجاهور من ممارسة هوايته في الكرات العالية، وكذلك منع خطورة يستى، وتقدم فوزي بشير وحبوش صالح، ولأن الدفاع المنظم المتزن يسهم في تشكيل هجوم مؤثر وفعال، كان من بين مقومات طريقة الوصل الهجومية الاعتماد على الكرات العرضية المرسلة إلى أوليفيرا، عن طريق فهد مسعود وفهد حديد من اليمين، وخلعتبري من اليسار، في ظل عدم وجود خطورة تجعل اللاعبين يزيدون من الاهتمام الدفاعي للتعامل مع المنافس. ووضح في اللقاء وجود قاعدة جيدة من اللاعبين لدى مارادونا في كل الخطوط، على عكس الفترات السابقة، خاصة مع تميز مارسير في خط الوسط الدفاعي مع خليفة عبد الله، وتميز خلعتبري في النواحي الهجومية ومعه فهد حديد، ورغم ذلك تبقى القوة التهديفية ضعيفة تحتاج إلى دعم مركز رأس الحربة للعب بجوار أوليفيرا رغم تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في الجولات الماضية. ولعب بني ياس بتشكيل غريب فرضه مدربه كالديرون، الذي يمكن القول إنه ظلم نفسه، بعد أن رفض الاستعانة بثلاثي المنتخب الأولمبي عامر عبد الرحمن وعدنان حسين وأحمد علي، بحجة عدم تدربهم مع الفريق لمدة أربعة أيام، رغم أنه أشرك حبوش صالح، وسيطر “السماوي” على بعض فترات المباراة، لكنه بقي ضعيفاً في الثلث الأخير من الملعب، بسبب افتقاد الحلول لعمل فرص التهديف التي تكفي لتشكيل خطورة وهز الشباك. ولم ينجح لاعبو بني ياس في تحقيق هدف الاختراق من الأجناب، لعمل الكرات العرضية، أو الاختراق من العمق، في ظل تواضع مستوى يستى، وأيضاً تواضع الأداء في التسديد من مسافات بعيدة، سواء في أثناء اللعب، أو من خلال الضربات الثابتة، وهو الأمر الذي جعل مهمة مارادونا ولاعبيه أسهل كثيراً في اللقاء لتحقيق فوز دون معاناة كبيرة. الجزيرة كسب التنظيم الدفاعي قبل الفوز الخماسي «شوارع» الشارقة فتحت كل «الإشارات» لهجوم «الفورمولا» دبي (الاتحاد) - رغم أن مهمة الجزيرة أمام الشارقة كانت سهلة منذ بداية اللقاء، إلا أن حامل اللقب لعب برغبة دفاعية منذ الدقيقة الأولى، وكأنه أراد أن يتجنب مفاجآت الفرق التي تتقدم أولاً في مبارياتها معه، ولعب فرانكي بالطريقة المعروفة 4-4-2 التي تتحول إلى 4-2-3-1 وغيرها وفق ظروف اللعب، وذلك من خلال مرونة و”ديناميكية” كبيرة من خلال وجود خميس إسماعيل بجوار سبيت خاطر في الارتكاز وسط الملعب ودلجادو ودياكيه على الطرفين خلف علي مبخوت وأوليفييرا. وقد فطن لاعبو الجزيرة إلى أن فريق الشارقة عزز دفاعاته في العمق بكثافة عددية كبيرة، وأهمل غلق الأجناب، فكان من الطبيعي اللعب على الاختراق من الجناحين عن طريق خالد سبيل ودياكيه من اليمين وعن طريق عبد الله موسى ودلجادو من اليسار، ومن هنا كانت التمريرات القطرية المائلة، لعمل العرضيات الخطيرة، والتي كانت وراء الأهداف المبكرة في المقام الأول. وبعد أن استشعر الشارقة الخطر القادم من الجناحين حاول غلق هذه الثغرة، فانفتح العمق، فكانت التمريرات الأمامية التي تضرب خط الدفاع بسهولة، وهو ما يوضح كيفية تحقيق الخداع للفريق المنافس من خلال تغيير نوعية الاختراق على طريقة “الملاكمة”، عندما يقوم الملاكم بغلق وجهه، فيجد الضربة قد جاءت في البطن أو العكس، مع تغيير إيقاع اللعب أيضاً، الذي هو من مقومات الفرق الكبيرة للتحكم في المباراة دفاعياً وهجومياً. وتخلص حامل اللقب في مباراته مع الشارقة من نقطة الضعف التي طاردته في المباريات السابقة، وتجنب اهتزاز شباكه، وذلك من خلال الضغط المستمر على لاعبي الشارقة، وتضييق المساحات، ويبدو أن فرانكي أدرك أخيراً أهمية الدفاع القوي في تحقيق الانتصارات مهما كانت قوة الفريق المنافس أو ضعفه الهجومي. ولعب الشارقة بتغييرات في التشكيل قام بها المدرب العائد تيتا، من أجل إفساح المجال أمام الكوري سونج هو في الارتكاز، بجانب عصام درويش والأوزبكي تيمور كاباني في الجانب الأيسر، مع وجود حسن زايد في الجانب الأيمن. ولم يكن التنظيم الدفاعي للشارقة كافيا للوقوف أمام قوة وفاعلية هجوم الجزيرة، الذي فتح أكثر من شارع هجومي خلف دفاعات “الملك”، خاصة من الجهة اليمنى، ورغم أن سونج وكاباني أضفيا نوعاً من النشاط والحيوية على أداء الشارقة، إلا أن الأداء الجماعي أفسد هذا الجانب المتميز، بسبب افتقاد التنظيم والتوازن، وكذلك انعدام الروح المعنوية مع مرور الوقت وزيادة أهداف الجزيرة، وهو ما يؤكد حاجة الفريق للعديد من خطوات الإصلاح في الفترة المقبلة، بعد أن زادت مهمته صعوبة في قاع الجدول مع تطور أداء فريق الإمارات وتحسن نتائجه. أوليفييرا يستغل الفرصة دبي (الاتحاد) - شهدت الجولة 15 هدفاً بواقع 2.5 هدف لكل مباراة من المباريات الست، وذلك بفضل فوز الجزيرة الكبير على الشارقة 5 - صفر، حيث يعتبر فريق “الملك” هو “البوابة” التي استطاع أكثر من فريق تحقيق الفوز القياسي من خلالها، في حين أن المباراة نفسها أكدت قوة الهجوم “الجزراوي”، حيث يعتبر خط هجوم حامل اللقب هو الأفضل بعد تسجيل 37 هدفاً في 13 مباراة خاضها بواقع 2.84 هدفاً في كل مباراة، وهو يتفوق على أقرب منافسيه هجومياً بعشرة أهداف، حيث يأتي العين والنصر في المركز الثاني لأقوى هجوم برصيد 27 هدفاً. وشهدت هذه الجولة صعود ريكاردو أوليفييرا مهاجم الجزيرة إلى صدارة ترتيب الهدافين برصيد 13 هدفاً متفوقاً بفارق 3 أهداف عن الغاني أسامواه جيان مهاجم العين برصيد 10 أهداف، الذي غاب عن عدد من المباريات بسبب وجوده مع منتخب بلاده في نهائيات أمم أفريقيا. الميدالية الذهبية فريق الإمارات من جولة إلى أخرى يدلل فريق الإمارات على ما سبق أن أكدناه بأن الفريق لن يرفع “الراية البيضاء” في سعيه للبقاء في دوري المحترفين واستعادة سيرته المميزة التي حققها من خلال الفوز بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة وكأس السوبر في الموسم قبل الماضي والنتائج الجيدة التي حققها في دوري أبطال آسيا الموسم الماضي. ويتطور مستوى أداء الفريق وتتحسن نتائجه بشكل تدريجي منذ تولي مدربه المتميز التونسي لطفي البنزرتي مهمة قيادة الفريق، وبعد أن نجحت الإدارة في دعم الصفوف بأكثر من لاعب أهمهم وأبرزهم ماديبو ديارا، الذي أصبح هدافاً للفريق وأحد هدافي الدوري في وقت قصير، واستحق “الصقور” نجومية الجولة بعد الفوز المهم على الأهلي 2 - 1 وتوديع مركزي المؤخرة لأول مرة هذا الموسم. الميدالية الفضية والتر زنجا أصبح المدرب الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر أحد أبرز المدربين في دوري هذا الموسم رغم كل الانتقادات التي وجهت له كثيراً، بسبب النتائج السيئة في بداية الموسم، وأحياناً بسبب طريقة اللعب التي يطبقها في المباريات، وهو ما لم يهتم به المدرب كثيراً في الفترة الماضية، واستمر في طريقه لتحقيق أفضل النتائج مع “العميد”. ونجح زنجا في التعامل مع مباراة عجمان بشكل جيد قبل بدايتها بالتأكيد على احترام الفريق المنافس، وعدم التقليل من شأنه، وكذلك نجح في التعامل مع “البرتقالي” أثناء المباراة ليحقق الفوز الأول له على المنافس، ويظفر بثلاث نقاط مهمة أبقته في مكانه خلف العين المتصدر، بفارق ثلاث نقاط، وهو يطبق الطريقة الواقعية التي تتناسب مع قدرات لاعبيه دائماً. الميدالية البرونزية ريكاردو أوليفييرا استحق مهاجم الجزيرة ريكاردو أوليفييرا أن يكون أحد نجوم الجولة بفضل أهدافه الأربعة التي سجلها في مرمى الشارقة، ورغم أن مهمة المهاجم اتسمت ببعض السهولة أمام دفاع "الملك" المستسلم، إلا أن تسجيل 4 أهداف بطرق مختلفة يبقى أمراً جيداً لأي مهاجم، يؤكد تميز اللاعب وقدرته على استغلال الفرص داخل منطقة الجزاء. ونجح أوليفييرا في ترجمة الفرص التي أتيحت له إلى أهداف رغم تميز حارس الشارقة حسن الشريف، وهو ما أثبت قدرة اللاعب على قيادة خط هجوم "الفورمولا" للدفاع عن لقب بطولة الدوري الذي يحمله من الموسم الماضي، والمنافسة بقوة على لقب هداف الدوري رغم شراستها مع نجوم الفرق الأخرى، خاصة الغاني أسامواه مهاجم العين.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©