دبي تعيش ساعة الأرض على ضوء الفوانيس

عاشت مناطق عدة في دبي مساء أمس 60 دقيقة من الظلام الذي اختارته طواعية تزامنا مع احتفالات ساعة الأرض التي شهدتها مدن وقرى 35 دولة بالعالم· وانفردت دبي بكونها المدينة العربية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تحتفل بساعة الأرض من خلال تنظيم مسيرة جماهيرية على أضواء ''الفوانيس'' التي حملها الصغار من طلبة المدارس ومسؤولون كبار بدوائر محلية في دبي، إلى جانب موظفين بمؤسسات حكومية وخاصة· قبل ساعتين من ساعة الصفر والمحدد لها الثامنة مساء، بدأت منطقة جميرا وتحديدا حيث يوجد فندق جميرا بيتش وحديقة أم سقيم وفندق برج العرب الاستعداد على طريقتها الخاصة لصناعة حدث جماهيري عالمي جديد يضاف إلى جهود ترشيد الاستهلاك التي انطلقت في دبي قبل سنوات عديدة· وكانت زجاجات المياه والعصائر منتشرة على جانبي الطريق، والصغار والكبار الذين اقتربت أعدادهم من 5000 شخص بينهم أطفال ورجال ونساء ينتظرون طلقة الرصاص معلنة بداية المسيرة· وارتدى كل مشارك في المسيرة القميص الأسود الذي يحمل شعار الحملة ''ساعة الأرض''·· الأجهزة الأمنية استعدت بإغلاق الطرق التي تقطع مسار الحملة·· وما أن أطفأ برج العرب زينته التي تحرر منها أيضا فندق جميرا بيتش حتى انطلقت طلقة رصاص في الهواء، لتبدأ المسيرة التي افتتحها سعيد الطاير العضو المنتدب مدير هيئة كهرباء ومياه دبي وأحمد بن بيات الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي وسعيد لوتاه مديــــر عام بلدية دبي والدكتور عبدالله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة كهرباء ومياه دبي ومديرو دوائر وهيئات محلية في دبي· سار الجميع في تظاهرة جماهيرية على أضواء الفوانيس في حب الأرض، وبعد لحظات بدأت الهواتف المحمولة للمشاركين تعلن أن مناطق مردف وعددا كبيرا من بنايات شارع الشيخ زايد، و672 موقف سيارات يتبع بلدية دبي أطفأت أنوارها طواعية تزامنا مع ساعة الأرض· وتطمح دبي أن تكون من بين المراكز العشرة الأولى بالعالم من حيث أعداد المشاركين· 0 وكما قال عبدالرحمن مساعد مدير الشؤون البيئية والصحة العامة، فإن 35 مؤسسة حكومية وخاصة بدبي شاركت في المسيرة· كما شارك الآلاف في احتفالية دبي من خلال الموقع الإلكتروني لبلدية دبي· وأوضح أن دبي وبعد أن احتلت المركز الخامس والعشرين عالميا من حيث أعداد المشاركات قبل يومين، تقدمت لتحتل المركز الثاني عشر صباح أمس، مؤكدا على أن الهدف أن تكون من بين العشرة الأوائل على العالم· وقال الدكتور عبدالله الكرم إن مشاركة القطاع التعليمي في احتفالات ساعة الأرض بهدف ترشيد الاستهلاك تعكس ضرورة مواصلة غرس ثقافة ترشيد الاستهلاك والمحافظة على الأرض من الاحتباس الحراري· وأكد أن هناك اتجاها لتضمين المناهج جزئيات تعليمية حول ترشيد الاستهلاك والقضايا البيئية المختلفة· وقال الكرم إن مشاركة الطلاب في هذا الحدث سوف تحقق أهدافا مستقبلية، حيث يعتبر الطلاب المشاركون في المسيرة بمثابة سفراء داخل أسرهم وفي مدارسهم بمسائل ترشيد الاستهلاك· وحمل المشاركون في المسيرة التي وصلت إلى تقاطع حديقة أم سقيم، لتعود إلى فندق برج العرب حيث نقطة النهاية، مصابيح الإنارة للتعبير عن تضامن سكان دبي ومؤسساتها مع الأرض في ساعتها لمحاربة ظاهرة الاحتباس الحراري، التي يعود سببها إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون· 9 آلاف ميجاوات احتياجات دبي من الطاقة خلال 5 سنوات كشف سعيد الطاير العضو المنتدب رئيس هيئة كهرباء ومياه دبي عن تنامي الطلب على الطاقة في دبي بنسب تتراوح بين 15- 20%، مشيراً إلى أن مشروعات التوسع العمراني والطفرة الاقتصادية التي تشهدها دبي حالياً استوجبت توفير إنتاج الطاقة بما يعادل 5500 ميجاوات، فيما طرحت الهيئة مناقصات لتلبية احتياجات دبي من الطاقة خلال السنوات الخمس المقبلة بما يعادل 3000 ميجاوات· وذكر الطاير أن القدرة الإنتاجية المتوقعة من الكهرباء تبلغ 20 ألف ميجاوات بحلول عام ،2018 فيما تصل القدرة الإنتاجية من المياه إلى ألف مليون جالون في العام ذاته· وأكد العضو المنتدب على أهمية الطاقة النووية في توفير مورد رخيص للطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي، موضحاً أن الدراسات الأولية كشفت عن ارتفاع التكاليف الإنشائية، مقارنة بتكلفة رخيصة في المراحل التشغيلية والتي ستكون أسعار الكيلووات من الكهرباء أرخص من سعره بواسطة محطات التوليد القائمة حالياً· وثمـــــن الطايــــر مشاركــــة القطاعــــين الخاص والــــعام بـــدبي في المسيرة· وقال إن دبي هي المدينة العربية الوحيدة التي تشارك في احتفالات ساعة الأرض، وعكست المبادرة تضافر الجهود الرسمية والشعبية من أجل التأكيد على أهداف بيئية تتزامن مع اهتمام عالمي بالقضايا البيئية، وضرورة تدعيم ثقافة الترشيد وغرسها في نفوس الناشئة وكافة شرائح المجتمع، والتقليل من الانبعاثات الحرارية· برامج توعوية أكدت المهندسة أمل كوشك مدير قسم خدمات المستثمرين بهيئة كهرباء ومياه دبي أن برامج مراقبة استهلاك التي نفذتها الهيئة خلال عام ،2007 ساهمت في توفير 20 مليون درهم من إجمالي استهلاك 19 مؤسسة حكومية في دبي· وأوضحت أن الهيئة طرحت مسابقات مدرسية تستهدف ترشيد الاستهلاك يتزامن مع برامج لمراقبة الاستهلاك ومحاولة تقليل الهدر من الكهرباء والمياه إلى جانب تعزيز ثقافة الترشيد لدى طلاب المدارس· وذكرت كوشك أن مؤسسات حكومية وخاصة أعلنت عن تضامنها مع مسيرة ساعة الأرض من خلال إطفاء الأنوار الخارجية لها خلال المسيرة، ومن بينها فندق برج العرب ومجموعة جميرا الفندقية التي أغلقت الأنوار الخارجية أثناء الاحتفال· كما اطفئت هيئة الطرق والمواصلات مصابيح الإنارة في عدد من الشوارع· وقالت: بناء على دعوة الهيئة للعديد من مؤسسات دبي وشركات القطاع الخاص والأفراد إلى المشاركة في مسيرة ساعة الأرض، تلقينا 5000 مشاركة من جانب موظفي هيئة كهرباء ومياه دبي وطلاب المدارس والجامعات والكليات والعاملين في الهيئات الأخرى بدبي، موضحة أن الهيئة دعت مسؤولي دوائر دبي إلى إطفاء جميع الأنوار والأجهزة غير الضرورية في مكاتب الهيئة والوحدات التابعة لها، وطلبت من الموظفين تطبيق الشيء ذاته في منازلهم· ترشيد الاستهلاك أكد مواطنون شاركوا في المسيرة أن مشاركة دبي في احتفالات ساعة الأرض يعكس إيمان عميق بأهمية ترسيخ ثقافة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء بين مختلف فئات المجتمع، وإيجاد برامج عالمية للتوعية بضرورة الملاءمة بين المشروعات العمرانية والحضارية وبين المتطلبات البيئية· وقال محمد سويدان وهو مواطن يعمل موظفاً في جمارك دبي: ''حرصت قبل اصطحاب أبنائي الثلاثة للمشاركة في مسيرة ساعة الأرض على إغلاق كافة الأجهزة والمصابيح غير الضرورية في المنزل، وذلك لتعريف أبنائي بالهدف الحقيقي من المسيرة وهو ترشيد الاستهلاك·'' وأكد أن دبي تشهد حالياً حملات توعية مختلفة وشاملة استخدمت كافة السبل المتاحة بما فيها الرسائل النصية عبر الهواتف المحمولة، لتعريف كافة شرائح المجتمع بأهمية ثقافة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء· وأعرب سويدان عن اقتناعه التام بأهمية ترشيد الاستهلاك، لكونه سلوكاً يعود بالنفع عليه أولاً وعلى المجتمع بشكل عام في ظل تنامي احتياجات دبي من الطاقة خلال السنوات المقبلة· وقال جعفر الفردان مدير مدرسة السعيدية للتعليم الأساسي حلقة ثانية والتي شاركت في مسيرة ساعة الأرض إن المسيرات الجماهيرية ما هي إلا إعلان عن وجود اهتمام مجتمعي حقيقي بضرورة تدعيم ثقافة الترشيد، وأكد أن حالة الحراك الثقافي والمجتمعي القائمة حلياً بخصوص ثقافة الترشيد ساهمت بنسب متفاوتة في زيادة درجة الوعي لدى المواطنين والمقيمين بالدولة بأهمية الترشيد والاعتدال ليس فقط في الكهرباء والماء ولكن في مختلف أمور الحياة· تأمين المسيرة شاركت القيادة العامة لشرطة دبي، متمثلة في إدارة أمن المنشآت والطوارئ، ومركز الإسعاف الموحد بدبي وهيئات محلية أخرى في الجانب التنظيمي للمسيرة، بهدف تأمين المشاركين وضمان سلامتهم· وإطفاء الأنوار خلال هذه الساعة هي مبادرة بدأت في مدينة سيدني الاسترالية في العام الماضي برعاية من الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية، تعبيراً من تضامن سكان كل المدن المشاركة مع البيئة والأرض·