الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأجندة الفعالة

15 أكتوبر 2007 04:00
يبدو أن أميركا ليست مهيأة بعد للقبول برئيس اسمه الأول هو ''نيويت''؛ ومع أن'' نيويت جينجريتش'' أعلن السبت الماضي أنه لن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة، إلا أن ذلك لا يعني أن أميركا ليست في حاجة إليه، لأن الحقيقة هي أن هذا الرجل الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس النواب الأميركي السابق، لا يزال له مكان مناسب يمكنه من خلاله التركيز على برنامجه المسمى ''الحلول الأميركية''، المتمحور حول التعليم وأسس الممارسة السياسية· وعلى الرغم من أن الكثيرين قد انتقدوا أداء ''جينجريتش'' كسياسي، إلا أن الأمر الذي لا يختلف عليه أحد، هو أنه رجل يتسم بالذكاء الشديد وبعد الرؤية· فخلال حياته السياسية التي استمرت لما يزيد عن ربع قرن سواء في المنصب أو خارجه، كانت الملاحظة الجوهرية التي يركز عليها ''جينجريتش''، دائما هي أن الحكومة قد تخلفت كثيرا عن القطاع الخاص، وأن الفارق بينهمــا قـــد أصبــح مثل الفارق بين مصلحــة توزيــع البريد العتيقة وبين شركات البريد السريع الحديثة مثل ''فيدإكس''، وأنه عندما تتجمد الحكومة فإن الجميع يخسرون· الأكثر من ذلك أن ''جينجريتش'' رجل صلب ولا يغير مواقفه وهي خصلة يمكن أن تمثل تهديدا بالنسبة للنخبة السياسية التي نشأت على الملاينة· في القرن الماضي وخصوصا في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات عندما كان ''جينجريتش'' هو المسؤول عن وضع أجندة الجمهوريين في الكونجرس، كان مشرعو القوانين الجمهوريون يتصدون للديمقراطيين عندما يتجاهلون بحث موضوع خطير· ولكن الذي حدث في أيامنا هذه على ما يبدو هو أن الجمهوريين قد تحولوا إلى مجموعة من الكسالى وفاقدي الهمة الذين يكتفون بأخذ أوامر التحرك من جورج بوش، ثم يرون إلى أين يمكن أن توصلهم· لقد فقد الجمهوريون الذين جاءوا في عهد ما بعد ''جينجريتش'' فرصة لتذكير قواعدهم الانتخابية بأن هناك بديلا للعولمة المتساهلة، وقدموا نموذجا واضحا للأداء المتكاسل المتهاون الذي لا ينتج عنه شيء سوى الخسارة؛ وفي الحقيقة أن فتور الحماس لدى الجمهوريين لترشيح ''جينجريتش'' لانتخابات الرئاسة القادمة يؤشر على أن الجمهوريين على ما يبدو قد ارتاحوا إلى وضعيتهم الحالية باعتبارهم يأتون في المرتبة الثانية بعد الديمقراطيين؟· وعلى الرغم من أن ذلك الإحساس، وعلى الرغم من الأقوال التي تتكرر كثيرا من جانب الجمهوريين عند كل هزيمة يمنون بها، وهي أنهم لم يبذلوا الجهد الكافي، وأنهم لو كانوا قد بذلوا ذلك الجهد لكان النجاح حليفهم كافيا، فإننا يجب أن نعرف أن ذلك يمثل ظاهرة مؤقتة تتعلق بوهن إدارة بوش الحالية، وأن هناك رجالا مثل ''جينجريتش'' ما زالوا يحاولون الدفع قدما من أجل إنجاز تحول شامل وإيجاد حلول لمشاكل أميركا القديمة، مثل الاستعداد الدفاعي والأمن الداخلي- وهما مشكلتان نبه إليهما ''جينجريتش'' حتى قبل الحادي عشر من سبتمبر بوقت طويل- وحلول للمشكلات الجديدة أيضا مثل الهجرة والاحتباس الحراري وقانون معاهدة البحار· إن أميركا بحاجة إلى رئيس لديه القدرة على التركيز على مصالح أميركا القومية، وإظهار صلابته في الخارج، وإظهار حبه الحازم في الداخل، ويمتلك رؤية لإصلاح المؤسسات المتعثرة في الجبهة الداخلية، وحشد الطاقات بشكل كاف بالنسبة لقضايا الدفاع مع البدء من قضية الدفاع عن حدودنا ضد الاختراق· إن الأجندة الفعالة لإنقاذ أميركا هي أجندة ''جينجريتش'' حتى لو كانت تحمل اسم رجل آخر· كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©