الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أسماء الكتبي: سكاليني أول مقهى ثقافي يضم الجنسين في الإمارات

أسماء الكتبي: سكاليني أول مقهى ثقافي يضم الجنسين في الإمارات
15 أكتوبر 2007 04:00
لعل السامع او القارئ للفظ كلمة مقهى يأخذها بمدلولها المتعارف عليه مكان لشرب الشاي والقهوة والمشروبات الاخرى التي تبدع مقاهينا في اختراعها وابتداع اسماء جديدة لها بقصد الإثارة للزبائن ودفعها للتذوق ، او الشيشية التي تعمر بها معظم المقاهي · أما أن تكون هذه المقاهي أدبية فالامر يحتاج الى وقفه فإلى جانب اهمية الامر فهو جديد على الساحة الاماراتية الى حد ما ومؤخرا افتتحت في مدينة العين مراسم موسم ثقافي في مقهى ''سكاليني'' الذي يحتضن ''نادي القراءة الكوني'' ، ولإلقاء مزيد من الضوء على هذه التجربة التقت '' الاتحاد '' الدكتورة أسماء الفراج الكتبي الاستاذ المشارك بقسم الجغرافيا والتخطيط الحضري بجامعة الإمارات وعضو مؤسس لنادي القراءة الكوني بمقهى ''سكاليني'' في العين· وقالت الدكتورة الكتبي في بداية اللقاء أود أن أقدم نبذه تاريخية عن النادي والمقهى على حد السواء، مشيرة الى أنها ستبدأ بالمقهى وتقول: انتشرت المقاهي الأدبية في عدد من الدول العربية، وخاصة بغداد منذ الخمسينات من القرن الماضي، لكن في دولة الإمارات يعد ''سكاليني'' أول مقهى أدبي فيها، وبالرغم من أن فكرة اللقاء في المقهى كانت ارتجالية، لتحل مسألة لقائنا في مكان محايد، إلا أنها التقت بتاريخ المقاهي الأدبية في الدول المجاورة· وتضيف أما بالنسبة لنادينا، نتيجة لانتشار نوادي القراءة في مدينتي أبوظبي والعين الخاصة بالنساء فقط، قررت مع زملائي الموجودين معي اليوم إنشاء ناد خاص بنا، يضم الذكور والإناث معا، ونتيجة لطبيعة تعدد الجنسيات في جامعة الإمارات، ضم النادي أعضاء من جنسيات مختلفة، تتحدث بلغات متنوعة، فنشأ ''نادي القراءة الكوني'' Universal Literature Reading Club·· الذي تتم القراءة فيه وفقا للغة التي يختارها العضو، لكن المناقشة تتم بالإنجليزية، لعولمة هذه اللغة في الوقت الراهن· أعضاء في كل أنحاء العالم واشارت الكتبي الى اختلاف النادي عن الأصول الأميركية لنوادي القراءة في ناحيتين: الأولى أنه لا يخص النساء فقط كما في الولايات المتحدة، والثانية أن أعضاءه من طبقات مختلفة في المجتمع الإماراتي وليس من الطبقة الوسطى فقط· ولفتت الى الكونية في تسمية نادينا، ليس لكون أعضائه من جنسيات مختلفة تعيش في مكان واحد، لكن لأن النادي يهدف أن يضم أعضاء في كل أنحاء العالم، يلتقون ببعضهم البعض عبر الانترنت، من خلال موقع النادي على الشبكة، وذلك لخلق نوع من التواصل الفكري العالمي الحر، وليرسخ بين الناس حب الإطلاع والقراءة، لتعميم مبدأ القراءة للجميع، المنبثق من الجمعيات التابعة للأمم المتحدة· أما بالنسبة للأعضاء الحاليين المقيمين في مدينة العين، فهي تضيف إلى الأهداف السابقة، هدفا نبيلا آخر هو أن يلتقي الأعضاء في لقاءات اجتماعية مثمرة· سكاليني أول مقهى أدبي في العين وأوضحت ظهرت المقاهي في مدينة العين الصغيرة، والبعيدة عن ضجيج المدن الكبيرة، منذ الثمانينات من القرن العشرين، وهي ظاهرة لم تنتشر في مدن أخرى بحجمها، إلا مع ظهور ''المولات'' في نهايات التسعينات منه، ويبدو أن تبعية العين لأبوظبي، جعل هذه الظاهرة مقبولة في مجتمعها المحلي المحافظ، فمقاهيها فروع لمقاه بمدينة أبوظبي، ومع انتشار مراكز التسوق في السنوات الأخيرة، وزيادة عدد المقاهي في المدينة، التي أضحت في مجملها فروعا لمقاه عالمية، كما في بقية المدن الأخرى بدولة الإمارات· وتضيف أما الظاهرة الأخرى في هذه المدينة الصحراوية القصية (العين)، هي انتشار نوادي القراءة، وبالتحديد قراءة الروايات، التي انتشرت منذ التسعينات، على أيدي زوجات أساتذة ''كليات التقنية العليا''، اللاتي كن من جنسيات غربية· القراءة ودعم كيان المرأة وقالت الدكتورة أسماء لتوضيح هذه الظاهرة سأعود للتاريخ القريب لها، وليس لأول ظهورها في زمن الإغريق، ولا تجدد ظهورها في الحضارات المختلفة عبر التاريخ، مكتفية بظهورها الأخير في القرن الـ19 بأميركا، بين نساء الطبقة الوسطى، فوفقا للمرأة الغربية: أوقعتها الديانتان المسيحية واليهودية في عبودية الرجل، فثارت عليه عام ،1792 حين قامت النساء بتظاهرات احتجاج، وتبعت تظاهراتهن مؤتمرات، ثم تأسست جمعيات تحمي حقوقهن· في الفترة فيما بين الثورة وتأسيس الجمعيات كانت النساء تتجمع في أندية للقراءة، لتتغلب على القوانين التي حرمتها من الدراسة ودخول الجامعة· ويبدو أن تلك الجمعيات أول ما نشأت، كانت للكتاب، ففي عام 1917 نشأت أول جمعية وطنية للكتاب، كان أهم أهدافها القراءة، ودعم كيان المرأة كعنصر أساسي في المجتمع الأميركي· ومن خلال هذه الحركات النسوية، ظهرت كاتبات في الرواية الرومانسية، التي كانت رواياتهن متوفرة في كل مكان حتى في السوبر ماركت، فصارت تتكالب عليها النساء، خاصة غير العاملات، والمنقطعات في المناطق النائية، وصرن يجتمعن لمناقشتها، وعلى إثر ذلك تنتشر اليوم الآلاف من أندية القراءة في أميركا وكندا واستراليا· صالون أدبي وأضافت نقلت الزوجات الأميركيات المقيمات عادة الأندية الادبية بين الجاليات الغربية في مدينتي أبوظبي والعين بالذات، وقد ضمت تلك الأندية سيدات غربيات من أصول عربية، فانتقلت بأثرهن هذه العادة بين النساء العربيات في المدينتين، وبعملية الانتقال تحور الاسم ليكون صالونا أدبيا، تيمنا بالصالونات الأدبية العربية التي انتشرت في بعض المدن العربية، مثل القاهرة، في بدايات وحتى منتصف القرن العشرين· واستطردت قائلة: حين انتقلت عادة القراءة من السيدات العربيات إلى بعض سيدات المجتمع الإماراتيات في المدينتين، كن هن من يتحمل توفير الكتب، والاستضافة· في مدينة العين كان صالون الشيخة ''شمة بنت محمد بن خالد'' أول صالون يضم سيدات إماراتيات، هذا بالإضافة لسيدات من جنسيات مختلفة، لإثراء النقاش حول الروايات التي تقرأ، وهذا الصالون هو امتداد لندوة الكتاب في مركز ''محمد بن خالد الثقافي''، التي تتضمن قراءة كتب أخرى غير الروايات· نادي القراءة الكوني وأضافت إن نارالغيرة دبت لدى الزملاء الذكور من اجتماعاتنا الأدبية هذه، حين عرفوا عنها، فقررت معهم إنشاء ناد خاص بنا، يضم الذكور والإناث معا، ونتيجة لطبيعة تعدد الجنسيات في جامعة الإمارات، ضم النادي أعضاء من جنسيات مختلفة، تتحدث بلغات متنوعة، فنشأ ''نادي القراءة الكوني'' bulC gnidaeR erutaretiL lasrevinU· ويختلف نادينا عن أصوله الأميركية في ناحيتين: الأولى أنه لا يخص النساء فقط، والثانية أن أعضاءه من طبقات مختلفة في المجتمع الإماراتي وليس من الطبقة الوسطى فقط· لافتة الى أن ''الكونية '' في تسمية نادينا، ليس لكون أعضائه من جنسيات مختلفة تعيش في مكان واحد، لكن لأن النادي يهدف أن يضم أعضاء في كل أنحاء العالم، يلتقون ببعضهم البعض عبر الانترنت، من خلال موقع النادي على الشبكة، وذلك لخلق نوع من التواصل الفكري العالمي الحر، وليرسخ بين الناس حب الاطلاع والقراءة، لتعميم مبدأ القراءة للجميع، المنبثق من الجمعيات التابعة للأمم المتحدة· أما بالنسبة للأعضاء الحاليين المقيمين في مدينة العين، فهي تضيف إلى الأهداف السابقة، هدفا نبيلا آخر هو أن يلتقي الأعضاء في لقاءات اجتماعية مثمرة· موقع على الإنترنت قريبا وقالت الكتبي سيضم موقع نادينا على الإنترنت قريبا قائمة الروايات التي سيتم قراءتها خلال العشرة أشهر القادمة، ولقد تم اختيار القائمة الحالية من قبل مؤسسي النادي، الذي بدأ بستة أعضاء، ثلاثة عرب، وأمريكيين، وألماني، من ضمنهم سيدتان، ولقد تضاعف عددنا اليوم بعد ستة أشهر إلى 15 عضوا، من بيننا أربع سيدات، ثلاث منا إماراتيات· من سيرة المقهى تقول الكتبي: ولد نادينا في مقهى ''سكاليني''، الحديث المولد بحد ذاته، الذي افتتح في نوفمبر من عام ،2006 وهو نفس الشهر الذي ولد به نادينا، فأصبح المقهى والنادي توأمين، ويبدو أنه كنوع من مسؤولية التوأمة بينهما، قام مقهى ''سكاليني'' بتبني أنشطة النادي، وذلك من خلال استخدام أعضاء النادي قاعة الشخصيات المهمة (VIPs Room) مجانا· ''سكالني'' آخر المقاهي المولودة في العين لعام ،2006 اشتق اسمه من اسم أحد المصممين الإيطاليين، وهو مقهى مستقل، ليس امتدادا أو فرعا لأي مقهى عالمي، كما معظم مقاهي الألفية الثالثة، وهو أيضا ليس فرعا لمقهى في أبوظبي، كما جرت العادة في الثمانينات، كما أنه في منأى عن ضجيج الأسواق، فهو يقع في ركن من أركان أحد المجمعات السكنية الهادئة، وربما ميزات المقهى هذه جعلته يتخذ قرارا بأن يكون أول مقهى أدبي في مدينة العين·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©