الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفوالة.. تواصل اجتماعي بطعم الحلوى

الفوالة.. تواصل اجتماعي بطعم الحلوى
15 أكتوبر 2007 04:13
فوالة العيد ليست مجرد مائدة تضم كل ما تشتهي النفس التي كانت صائمة طوال شهر عن كل شيء، وإنما وسيلة للتقارب الاجتماعي والتواصل بين أهل المنطقة أو المناطق القريبة، ولكن هل مازالت الفوالة هي ذاتها تلك التي كانت قبل 40 سنة ؟ فاطمة عيسى أحمد التي تعتبر من السيدات الراعيات للتراث في الإمارات وهي خبيرة بفن إعداد الأكلات الشعبية تقول إن الفوالة ليست الوحيدة التي تغيرت، فقد كانت الأكلات الشعبية بسيطة للغاية وربما في بعض البيوت لا تتعدى منتجات الألبان مع التمر ولو كان في العيد، ولكن لأن الغالبية لديهم الخير، فإن من لا يملك ربما يستدين كي يدخل السرور على أهل بيته فيأتي بما يمكن أن يصنع طبقاً من الحلوى مثل خبيصة أو عصيدة، بالإضافة الى طبق من سمك المالح وأرز (مشخول)، وتضيف: في الأربعينات والخمسينات بدأت أطباق أخرى تطل على الموائد مثل معلبات الفواكة التي وردت من الخارج، وكانت المفضلة والمشتهاة لأن الناس لم يكونوا يملكون كهرباء لاستيراد الفواكة وحفظها في برادات ولذلك كانت المعلبة مفضلة لديهم، من أشهر الأطباق تلك الخوخ والكرز والأناناس، ثم دخلت الحلويات الهندية بوفود الجالية الهندية فأصبحنا نرى الزلابية ونوعاً من حلو حار كان يسمى(جرم جريم- بتعطيش الجيم) كما أتت معهم بعض المشروبات التي كانت تصنع محليا من روح الورد، والأجمل من كل هذا في العيد أن يتشارك الجميع في تناول مأكولات العيد من خلال التزاور· مريم خلف سالم من رأس الخيمة، تقول إن المأكولات التي تتوفر خلال أيام العيد لابد أن يوجد إلى جانبها شيء من اللبن الحامض أو (الكامي) وهو يشبه الجبن القريش الذي يباع اليوم ولكن بشكل أطيب مذاقا وخصوصا عندما يصب عليه شيء من الدهن المحلي، كما كان الأهالي يعدون أطباقاً تعتمد على القمح ومنها الجريش مع اللحم، أو الهريس، والبعض يصنع أطباقاً مثل المضروبة، بجانب الحلوى ومنها السوداء والشقراء والحمراء، ودخل علينا بعد ذلك البسكويت المستورد ثم معلبات الفواكة، ثم أصبحت لدينا مخابز فبدأنا نرى الكيك والبتي فور، ثم عرفنا أيضا البقلاوة والبسبوسة، ولكن نفضل أكثر مأكولاتنا الشعبية· واليوم أضيفت أطباق الحلويات العربية التي وردت للبلاد، كما تعلمت السيدات والفتيات صناعة الكثير من الأطباق التي تقدم إلى جانب الهريس أو الثريد ومنها المحاشي، والمكرونة وغيرها، وتوضع الفوالة للنساء في كل منزل وتتكون من الهريس والخبيص والخبز الرقاق المدهون بالسمن وبجانبة طبق عميق من العسل· ويرى علي بن عمير الكتبي أنه رغم كل ما يقال عن صعوبة العيش قديما إلا أن الخير كان وفيراً، وحتى من يعرف ببساطة حالته المادية كانت تتوفر لديه المأكولات الشعبية التي كانت متوفرة لدى الآخرين، ومن المأكولات الشعبية التي كانت توضع صباح العيد طبق هائل من الثريد، بجانب ذلك يتم صنع العصيد كطبق حلوى أو بثيث، وتضع أيضا كثير من العائلات الخبز الرقاق كما هو أو مدهون بالسمن وبجانب ذلك طبق من الكامي والتمر والعسل، واليوم هناك الكيك والمعجنات والحلويات الكثيرة ومنها الحلوى العمانية التي كانت ولا تزال من الأطباق الهامة في العيدين· خميس سعيد المزروعي قال إن من أجمل عادات العيد المتعلقة بالمأكولات هو أن يتم وضع فراش بقرب المسجد مصنوع من سعف النخل (الحصير) وبعد انقضاء صلاة العيد يقوم كل منزل بإرسال طبقهم الرئيسي الذي قاموا بإعــــداده مع الرجـــل إلى المائدة الجماعية· من جانب آخر فإن ربات المنازل يحرصن على أن تظهر مجالسهن بأجمل زينة وبشكل متجدد ·· وتصبح ''فوالة العيد'' محط الاهتمام الشديد من قبل ربات المنزل· اللاتي يحرصن على اقتناء عدة الضيافة باختلاف أشكالها وألوانها رغبة في التجديد، وترى بعض ربات المنازل ضرورة تجديدها لأنها أصبحت من الضروريات ·فتقول أم عبدالله إن أكثر ما يهمني في عدة الضيافة هو تقديم طقم متناسق مع ديكورات المجالس التي استقبل بها ضيوفي، وعليه فإن توفير الألوان والفخامة هو ما أسعى إليه· أما فاطمة درويش فتؤكد أن تجديد الأواني والأكواب في العيد أصبح أهم المستلزمات إن لم يكن أولها، وليست الأواني وحدها ما يشملها التجديد، فهناك دائما تغيير في بعض قطع الأثاث والديكورات، بالإضافة إلى تغيير المباخر وكريستالات العطور العربية· موائد مميزة وترى مريم مطر أن فرحة العيد لا تكمل إلا بتقديم موائد مميزة للعيد· وقالت: ''بعض ربات المنازل يحبذن أن يغيرن أطقم السفرة لأن معظم الأواني المستخدمة في رمضان استهلكت بشكل يجعلها غير لائقة لأن تقدم في مناسبة كالعيد·مؤكدة أن فوالة العيد جانب هام من هذه المناسبة· مباخر فاخرة من جانبها تمضي ''أم سالم'' وقتا إضافيا للبحث عن أفخم المباخر وأجودها في الصناعة، كما تفضل اقتناء تصاميم منوعة من الكريستالات التي تصب بها العطور العربية· وتفضل أن تخصص مبخرة للعود وأخرى للبخور، حتى لا يحصل امتزاج بين الروائح· أما هناء صالح فتقول: ''لطالما اهتممت بتزيين موائد أسرتي، وأطمح دائما للتميز، ويهمني أن تظهر مائدة العيد على عكس النمط الذي سارت به في رمضان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©