الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تربويون يطالبون بتأجيل الدراسة إلى ما بعد عيد الفطر

تربويون يطالبون بتأجيل الدراسة إلى ما بعد عيد الفطر
30 مارس 2008 02:57
تباينت ردود أفعال الميدان التربوي تجاه التقويم الدراسي الجديد للعام المقبل 2008-·2009 وأكد تربويون وأولياء أمور على ضرورة إعادة تخطيط الأجندة الخاصة بالعام الدراسي بما يكفل توحيد بداية ونهاية الدراسة، وكذلك الإجازات المقررة خصوصاً الربيع بين جميع المدارس الحكومية والخاصة· وأشار عدد من التربويين إلى أهمية أن تدرس وزارة التربية والتعليم قراراً بشأن استمرار الدراسة في شهر رمضان المقبل أو تأجيل بدايتها إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، وذلك على غرار ما اتخذ من قرارات في دول خليجية شقيقة· وأوصوا بضرورة أن تلتفت الوزارة إلى الملاحظات الميدانية التي تم رفعها في السنوات الثلاث الماضية حول انخفاض التحصيل الدراسي للطلبة خلال شهر رمضان المبارك، خصوصاً طلبة رياض الأطفال حتى الصف التاسع والذين أشارت ملاحظات الأخصائيين الاجتماعيين إلى أنهم يعانون من ضعف التحصيل الدراسي خلال نهار رمضان· ثقافة العمل وأكد معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم أن احتساب التقويم الدراسي يرتكز على عدد من المعايير التي تكفل حصول الطالب على الحد المناسب من الحصص الدراسية النظرية والتطبيقية وكذلك ممارسة الأنشطة اللاصفية· مشيراً إلى أن التقويم الجديد رفع عدد أيام العام الدراسي إلى أكثر من 186 يوماً وهو ما يعني أننا نواكب المعدلات العالمية لنظم التعليم المرموقة من حيث عدد أيام الدراسة· وأوضح أن بدء العام الدراسي في 31 أغسطس المقبل وبدء شهر رمضان المبارك في اليوم التالي أي في 1 سبتمبر المقبل ليس مبرراً لتعطيل الدراسة أو تأجيلها حسبما يرى البعض، فمن الأجدى بنا أن نعلم أبناءنا قيم العمل والانتاج خلال الشهر الفضيل، وليس الكسل أو الانصراف عن العمل كما يريد البعض· وقال معاليه: ''إن وزارة التربية والتعليم وجميع الهيئات الحكومية والخاصة تحرص على وضع دوام يناسب الشهر الفضيل، وخلال هذا الدوام يتم اختصار ساعات العمل والدراسة، ويراعى أيضاً عدم وجود أنشطة رياضية أو لاصفية ترهق الطالب وتستنزف طاقته''· جاهزية المدارس وأكد محمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية أن التقويم الجديد يراعي احتياجات الطالب في المقام الأول· وزاد ''لا يعقل أن نستمر على التقويم القديم الذي كانت أيام الدراسة فيه لا تتجاوز 150 يوماً ثم بعد ذلك نطالب أبناءنا بأن يكونوا عند مستوى نظرائهم في نظم التعليم الأخرى والتي يتجاوز فيها التقويم الدراسي 280 يوماً كالنظام الياباني أو السنغافوري أو غيرهما من النظم المتطورة''· وأضاف الظاهري ''أن جميع مدارس منطقة أبوظبي التعليمية مجهزة تماماً لاستقبال الطلبة منذ بدء اليوم الأول للدراسة، ولا يقلل من هذه الجاهزية أن تكون الدراسة في 31 أغسطس، ونطمئن الطلبة وأولياء أمورهم إلى أن جميع هذه المدارس مزودة بأجهزة تكييف الهواء، والمرافق المتطورة التي تجعل من المدرسة بيئة جاذبة وتكفل للطالب الراحة وتحفظ له سلامته''· مراجعة القرار وناشدت بارعة زين مديرة مدرسة النجاح في أبوظبي وزارة التربية والتعليم ضرورة مراجعة قرار بدء الدراسة، ومنح المدارس الخاصة حرية أكبر في تحديد بداية العام الدراسي المقبل، مقترحة أن تكون هذه البداية بعد إجازة عيد الفطر المبارك، وأن يكون شهر رمضان كله إجازة دراسية، مؤكدة أن الميدانيين من التربويين والإداريين يدركون جيداً أن الدراسة في رمضان صعبة خصوصاً لطلبة المراحل الدراسية المبكرة· وقالت: إن بداية الدراسة في 31 أغسطس المقبل تعني أن الطالب يتحرك في درجة حرارة لا تقل عن 40 درجة مئوية، وهو مناخ صعب بكل تأكيد على الطالب الذي يجد معاناة كبيرة في الاستيقاظ صباحاً وركوب الباص الذي قد لا يكون مكيفاً، بل والذهاب إلى المدرسة التي قد تفتقر هي الأخرى إلى أجهزة التكييف الحديثة مما يجعل انخراط الطالب في العملية التعليمية ضرباً من ضروب الألم والمعاناة· استنزاف الوقت وقال خلفان عيسى المنصوري إن بدء العام الدراسي الجديد متزامناً مع بدء شهر رمضان الفضيل ليس فيه ما يدعو الى تعطيل الدراسة أو تأجيلها، وأضاف ''ساعات الدوام تمتد في شهر رمضان المبارك من التاسعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً لمعظم الطلبة'' وساعات الدوام ليست طويلة ولا يشعر فيها الطالب بالإرهاق أو العطش· ولكن إذا كانت هناك ملاحظات فهي ترتبط بدور الأسرة في تفعيل نظام يكفل للطالب التمتع بشهر الصيام وأداء الفرائض والسنن فيه بصورة لا تستنزف الوقت ولا تجعل الطالب يحول ليله إلى السهر ونهاره إلى النوم· وحذر المنصوري من خطورة استمرار حالة اللامبالاة التي تتعامل بها بعض الأسر مع أبنائها خلال شهر رمضان ورضوخ هذه الأسر لرغبات الأبناء في السهر طوال الليل والنوم طوال النهار، وعدم الانتظام في الدراسة، إذ أن هذه الحالة هي التي تدفع ببعض التربويين الى القول بأن التحصيل الدراسي في شهر رمضان لا يؤتي ثماره المنشودة· أعمال الصيانة من جانبه أكد نبيل صالح الظاهري نائب مدير منطقة أبوظبي التعليمية للشؤون التربوية والتعليمية على ضرورة أن تبذل إدارات المدارس جهداً مضاعفاً في الفترة السابقة لبدء العام الدراسي والذي يبدأ في 24 أغسطس المقبل للإداريين وأعضاء هيئات التدريس، بحيث تتأكد الهيئات الإدارية من جاهزية المدارس وإتمام جميع أعمال الصيانة الخاصة بها وبالتحديد صيانة أجهزة التكييف، إذ لا يمكن توفر بيئة تعليمية مناسبة للطالب والمعلم داخل قاعة الدرس إذا ما كانت هناك مشاكل مرتبطة بأجهزة التكييف· وأشار إلى أن حالة المدارس تختلف من منطقة تعليمية لأخرى وهي في إمارة أبوظبي تعتبر ممتازة، في حين تعاني مدارس في مناطق تعليمية أخرى من مشاكل في أعمال الصيانة أو التمديدات الخاصة بأجهزة التكييف أو تأخر هذه الأعمال وإنجازها مع بدء العام الدراسي الجديد وخلال وجود الطلبة مما يقلل من استيعاب الطالب للمادة العلمية وسط هذه الأجواء· وتحدثت نادية مدي نائبة مدير منطقة أبوظبي التعليمية للتعليم الخاص والنوعي عن عدم غياب التقويم الموحد لبداية ونهاية العام الدراسي والإجازات والعطلات المقررة في التقويم بين المدارس الحكومية والخاصة· وأكدت مدي أن قانون التعليم الخاص والنوعي كفل لكل مدرسة حرية تحديد جدولها الدراسي في ضوء معايير ترتبط بالمنهاج الذي تقوم بتدريسه هذه المدرسة، وفي هذا الصدد فإن بعض المدارس تدرس المنهاج البريطاني وأخرى الأميركي وثالثة الفرنسي ورابعة للجاليات، وهذه المدارس بعضها يأخذ بنظام الفصلين الدراسيين في العام الدراسي الواحد، والبعض الآخر يعتمد نظام الفصول الدراسية الثلاثة، حيث تبدأ الدراسة لديها في نهاية أغسطس حتى بداية ديسمبر، وبعد ذلك عطلة لمدة اسبوعين، وبعدها تبدأ الدراسة لمدة ثلاثة أشهر في الفصل الثاني وعطلة، ثم يبدأ الفصل الثالث· ومن هنا يكون من الصعب توحيد أجندة العام الدراسي لهذه المدارس مع أجندة نظيراتها التي تطبق المنهاج الحكومي· تكريس العمل ولفت الدكتور خالد العبري رئيس قسم الشؤون التربوية بمنطقة أبوظبي التعليمية إلى أن ما يتردد من قول عن ضعف التحصيل الدراسي لدى الطلبة بصورة عامة خلال شهر رمضان له ما يسانده في الميدان التربوي، إذ بالفعل يأتي عدد كبير من الطلبة إلى مدارس في الصباح وهم بين اليقظة والنوم، ولا يكاد الطالب منهم يفتح عينيه داخل الفصل الدراسي، بل إن بعض رياض الأطفال ومدارس الحلقة الأولى تضطر إلى تهيئة أماكن لاستيعاب بعض الطلبة الذين يغلبهم النوم بعد وصولهم إلى المدارس· وقال العبري: ''إن القضية لا يمكن حلها بتعطيل الدراسة أو تأجيلها خلال شهر رمضان المقبل، بل لابد من أن تكون لدينا نظرة أكثر عمقاً وتفهماً للدور الذي ينبغي العمل عليه في إعداد الطلبة من خلال تكريس ثقافة العمل، وبذل الجهد لديهم دون تعليق ''الأخطاء'' على شماعة شهر رمضان المبارك''· دور حيوي للأسرة وأكدت عائشة الضبع النعيمي على أهمية دور الأسرة في تغيير نمط حياة الأبناء خلال شهر رمضان المبارك، بحيث تكون هناك ساعات محددة للعبادة وتعلم فضائل الشهر الكريم، وبعدها يؤدي الطالب واجباته، ومن ثم يخلد إلى النوم، ويتم إيقاظه في الصباح الباكر وتشجيعه على الذهاب إلى مدرسته وليس على تمضية بقية اليوم في فراشه دون الذهاب الى مدرسته· وأوضحت أن كثيراً من الأسر لا تكترث بنصائح الأخصائيات الاجتماعيات بضرورة منع الطالب من السهر خلال الشهر الفضيل، مما يؤدي إلى هدر الوقت والجهد، بل ويضع الطالب أمام خيار وحيد وهو إهمال مادته العلمية داخل الصف الدراسي وتأجيل كل شيء إلى ما بعد رمضان·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©