الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام يكفل للمرأة حق اختيار الزوج.. وأيضاً إنهاء العلاقة الزوجية

الإسلام يكفل للمرأة حق اختيار الزوج.. وأيضاً إنهاء العلاقة الزوجية
24 ابريل 2009 02:19
أكد الدكتور محمود الضبع -أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس- أن الإسلام يكفل حقوق المرأة ومنها حقها في اختيار شريك حياتها، لدرجة أنه لم يجعل للوالدين سلطة لإجبارها على الزواج ممن لا ترضاه، إذ يقتصر دور الوالدين في تزويج أولادهما على النصح والتوجيه والإرشاد، وليس لهما أن يجبرا أولادهما على زواج لا يرضونه، بل الاختيار الأخير في هذا للأبناء• وأضاف أن ما يحدث في بعض المجتمعات الإسلامية المعاصرة من إكراه المرأة على الزواج بمن لا ترضى، يعتبر جاهلية يرفضها الاسلام.. مشيرا إلى أن الإسلام دين مساواة وعدل ورحمة، وتحض قيمه وتعاليمه على المساواة بين الناس وخاصة بين الرجل والمرأة كما تدعو مبادئه إلى تكريم المرأة والحفاظ عليها. وقال الدكتور الضبع إن الإسلام يحرص على تعليم أبنائه قوة الشخصية والحرية والشجاعة الأدبية والنضج العقلي والنفسي ويرفض ممارسة القهر والحجر على الأبناء تحت أي مسمى، بل يدعو إلى تنمية قدراتهم وصقل شخصياتهم بما يمكنهم من الانخراط في الحياة والمشاركة في شؤونها بفاعلية وتوازن. وضح أن الإسلام اهتم بالأسرة وعن بقضية الاختيار بين الزوجين باعتبارها النواة الأساسية المكونة للأسرة التي تعد اللبنة الأساسية للمجتمع، وهو ينظر إلى الزواج باعتباره من أدق الخصوصيات، ولذا أعطى المرأة حريتها الكاملة في قبول أو رد من يأتي لخطبتها، ولا يقبل أن يجبر أحد الوالدين ابنته على الزواج بمن لا تريد, فهو أمر مرفوض شرعا لأنه ظلم وتعد على حقوق الآخرين ولا حق لأبيها أو وليها في أن يجبرها على من لا تريد لأن الحياة الزوجية لا يمكن أن تقوم على القسر والإكراه, فهذا يتناقض مع ما جعله الله بين الزوجين من مودة ورحمة. وأكد أن الإسلام جاء بمنهج يتعارض مع ما كان سائدا في الجاهلية من عادات فاسدة ليصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي كانت تظلم المرأة وتحط من قدرها وتهينها وأثبت حقها في اختيار زوجها، وأبطل زواج من أجبرت عليه حتى وإن كان من أجبرها هو أبوها، وذلك بالمخالفة للعادات التي كانت سائدة في العرب وقتها، فكان ذلك امتحانا لقلوب المؤمنين بأن يرضوا بما أمر به الإسلام من تكريم للمرأة واحترام لإرادتها واختيارها، موضحا أن هذه القيم والمبادئ تعد من الأمور المستقرة التي دلت عليها نصوص كثيرة ووقائع ثابتة تؤكد أن الإسلام يعلي من المرأة ويحترمها. وأوضح: أن اتهام الإسلام بالباطل بإهدار حق المرأة في اختيار الزوج افتراء لا يدعمه دليل، مشيرا إلى أن السنة الشريفة بها الكثير من الأحاديث التي تؤكد هذا الحق وتدعو الآباء إلى احترامه، ومنها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن»• قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: «أن تسكت»• وكان «عليه الصلاة والسلام» ينصف من تأتي شاكية إجبار أبيها لها على الزواج. وقد ثبت ذلك فيما روي: «أن جارية بكرا أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرت له أن أباها زوجها وهى كارهة، فخيرها النبي «صلى الله عليه وسلم» وروي:»أن رجلا زوج ابنة له وهي كارهة، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: كلمة معناها- أبي زوجني رجلا وأنا كارهة، وقد خطبني ابن عم لي. فقال: «لا نكاح له وانكحي من شئت»• وعن خنساء بنت خذام قالت: أنكحني أبي وأنا كارهة وأنا بكر، فشكوت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «لا تنكحها وهي كارهة»، وكانت السيدة عائشة «رضي الله عنها» قد سألت الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الجارية ينكحها أهلها، أتستأمر أم لا؟ فقال: «نعم تستأمر» قالت عائشة-: فإنها تستحي، فقال -صلى الله عليه وسلم: «فذاك إذنها إذا هي سكتت»• وبهذا لا بد من استئمار البكر، وقد صح عنه «صلى الله عليه وسلم»: «الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر في نفسها، وإذنها صماتها». وأوضح الدكتور الضبع أن الإسلام كما أعطى المرأة الحق في اختيار زوجها، وأعطاها أيضا الخيار في البقاء معه أو فراقه عندما تسوء العشرة بينهما ولا يمكن التوفيق والصلح، ولهذا شرع الطلاق لمصلحة المرأة والرجل على السواء• وهذا من عظمة التشريع الإسلامي وتميز نظامه وتفرده فقد أعطى المرأة حق إنهاء العلاقة الزوجية كما أعطى الرجل ذلك، وجعل لإنهاء العلاقة الزوجية من قبل المرأة عدة أشكال فللمرأة الحق في أن تطلق نفسها وتستحق جميع حقوقها، وكأن الزوج هو الذي طلقها، فلا ينقص من حقها شيء. ولها كذلك أن تطلب التفريق بينها وبين زوجها للضرر، فيفرق بينهما القاضي. وتستحق كذلك جميع حقوقها دون أي نقصان. ولها كذلك أن تخلع زوجها، وفي هذه الحالة فقط تنفصل المرأة عن الرجل، ولكنها تتنازل عن حقوقها لعدم وجود سبب لإنهاء العلاقة الزوجية فليس من العدل حينئذ تغريم الرجل المستحقات، وهو متمسك بالعشرة بينهما. وفى السيرة أنه جاءت امرأة ثابت ابن قيس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت «يا رسول الله، ما أنقم على ثابث في دين ولا خلق إلا أني لا أحبه، فقال «صلى الله عليه وسلم»: «فتردين عليه حديقته؟ «فقالت: نعم، فردت عليه حديقته وأمره ففارقها
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©