الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات السيارات الألمانية تستفيد من زيادة الطلب الأميركي

شركات السيارات الألمانية تستفيد من زيادة الطلب الأميركي
10 فبراير 2013 23:00
أسهم تعافي سوق السيارات الأميركية، الذي ساعد شركات أميركية مثل “كرايزلر” و”فورد” على تحقيق أرباح كبيرة، في تحقيق فوائد جمة لشركات السيارات الألمانية الكبيرة الثلاث “دايملر” و”بي أم دبليو” و”فولكس فاجن”. وتعكس الزيادة الكبيرة في مبيعات هذه الشركات في أميركا خلال العام الماضي، الارتفاع الكلي في طلب المستهلك الأميركي للسيارات الأوروبية والألمانية على وجه الخصوص التي تفوق صادراتها لأميركا بقية الدول الأوروبية بنسبة كبيرة. ونتيجة لذلك، ارتفعت الصادرات الألمانية الكلية لأميركا بنحو 24% في شهر أكتوبر، مقارنة بالسنة الماضية متفوقة على نمو صادرات منطقة اليورو لأميركا عند 18%. ونجاح شركات صناعة السيارات الألمانية شجعها على الاستثمار لإحراز المزيد من التقدم في السوق الأميركية. وتستفيد هذه الشركات من سنوات التزامها الطويلة لأميركا، التي ظلت تمثل سوقاً مهمة لها حتى في ظل توجيه سوق السيارات العالمية أنظارها صوب الصين. واستثمرت “فولكس فاجن”، على سبيل المثال نحو 4 مليارات دولار في أميركا منذ 2008 ببناء مصنع في مدينة شاتانوجا بولاية تينسي، بدأ في إنتاج موديل “باسات” العائلي في 2011. وصرح مارتن وينتركورن، المدير التنفيذي لشركة “فولكس فاجن” خلال معرض ديترويت في يناير الماضي قائلاً: “أعدنا ضبط الساعة قبل خمس سنوات في أميركا وتتم صناعة موديل “باسات” هنا في أميركا ومن أجل أميركا”. ودرجت “بي أم دبليو” و”مرسيدس” التابعة لشركة ديلمر، على صناعة موديلات رياضية ومركبات أخرى في أميركا منذ تسعينيات القرن الماضي، وساعدها ذلك الوجود على الاستفادة من حالة الانتعاش التي تمر بها السوق الأميركية. ويُذكر أن ما يقارب ثلث السيارات التي تبيعها “بي أم دبليو” في أميركا مصنوعة هناك، بينما تنتج كل من “فولكس فاجن” و”مرسيدس”، ربع مبيعاتهما في مصانع أميركية محلية. كما زادت “بي أم” و”مرسيدس”، من نشاطهما في السوق الأميركية من خلال طرح موديلات أقل سعراً لتكون في متناول أكبر عدد ممكن من المستهلكين، حيث طرحت “مرسيدس” موديلا يقل سعره عن 30 ألف دولار. وساهم كل هذا النشاط في انتعاش المبيعات، حيث ارتفعت مبيعات “بي أم دبليو” في أميركا 14%، بينما حققت “مرسيدس” مبيعات تجاوزت نسبتها 15%، في حين قفزت مبيعات “فولكس فاجن” بنحو 34% بما في ذلك موديلات “أودي”. وبالنسبة لشركتي “مرسيدس” و”فولكس فاجن”، تعتبر هذه المبيعات أفضل من الصين إضافة إلى أنها ساعدت في تعويض تراجعها هناك. وتجيء نتائج شركات صناعة السيارات الألمانية القوية، مغايرة لنظيراتها الأخريات في بقية الدول الأوروبية أمثال “رينو” و”بيجو – سيتروين”، التي هجرت الطريق المؤدية للسوق الأميركية قبل عقود عدة. وتفتقر شركات السيارات الفرنسية حالياً، للسبل التي تكفل لها موازنة السوق الأوروبية المتعثرة، لاسيما أن الوقت تأخر كثيراً للعودة للسوق الأميركية حتى في حالة مقدرتها على إعادة تأهيل شبكة مبيعاتها هناك. منطقة اليورو ومن المؤكد أن ركود منطقة اليورو سيكون أسوأ مما هو عليه دون الدخل الذي تحصل عليه الشركات الأوروبية من أميركا. وفي حين تعتبر ألمانيا المستفيد الأكبر حيث تشكل 40% من صادرات المنطقة لأميركا، سجلت في بلدان أخرى تتضمن فرنسا وإيطاليا وإسبانيا أرباحاً كبيرة أيضاً في مبيعاتها من سلع مختلفة لأميركا. وارتفعت صادرات بريطانيا إحدى دول الاتحاد الأوروبي لكنها خارج منظومة منطقة اليورو لأميركا بنحو 11% في أكتوبر الماضي، ما جعلها تحتل المرتبة الثانية خلف ألمانيا بصادرات تقدر بنحو 4 مليارات يورو (5,4 مليار دولار) في ذلك الشهر مقابل 8 مليارات يورو لألمانيا. ويمثل انتعاش الطلب في أميركا تحولاً كبيراً مقارنة بما كان عليه قبل سنوات قليلة عندما كانت الأنظار تتوجه صوب آسيا. وحث هذا التحول بعض الشركات والحكومات على إعادة النظر في أولوياتها ما يفسر سعيها المتواصل لعقد اتفاقيات تجارية بين أوروبا وأميركا. لكن جاء انتعاش الطلب الأميركي للمعدات الصناعية المرتبط بقطاع السيارات إلى جانب الكشف عن الغاز الطبيعي وإنتاج الكيماويات، بمثابة المفاجأة. وبعد انتهاء كل حالات الركود الاقتصادي السابقة، لم يعد طلب أميركا لهذه المعدات إلى مستوى ما قبل الأزمة أبداً. كما استفادت شركات صناعة السيارات الألمانية من تعافي قطاع السيارات الفاخرة في أميركا بالإضافة إلى برامج التمويل المغرية، مع أنها مطالبة بتوفير الطلب على الموديلات الأخرى الأقل قيمة. وفي غضون ذلك، عادت “فولكس فاجن” لأميركا بعد إعادة تأهيل مقراتها التي تضم معارض “أودي” وتحسين خدماتها. ويُعد موديل “باسات” المصنوع في ولاية تينسي أقل تكلفة من نظيره الأوروبي، إلى جانب دعمه للشركة في منافسة موديلات “كامري” و”هوندا أكورد” من شركة “تويوتا”. وارتفع إجمالي مبيعات السيارات في أميركا في يناير الماضي بنحو 14% مقارنة بالسنة الماضية، بينما ارتفعت مبيعات “مرسيدس” 11% و”فولكس فاجن” و”أودي” 7% في حين لم تتعد مبيعات “بي أم دبليو” 2% فقط نتيجة للنقص في منتجاتها لمقابلة الطلب القوي في العام الماضي. وبصرف النظر عن الحديث الذي دار حول الأسواق الآسيوية خلال السنوات القليلة الماضية، تثق شركات التصدير الألمانية بقوة في عودة النمو لأميركا. وتظل أميركا أكثر سهولة في التعامل التجاري بالنسبة للشركات الأوروبية عند المقارنة بمعظم أسواق آسيا. وعلى الرغم من توافر الفرص الكبيرة في الصين، لكنها محفوفة بمخاطر كثيرة. ويقول ماتياس فيسمان رئيس اتحاد صناعة السيارات الألمانية “فيما يخص شركاتنا فإن عام 2012 بالنسبة للسيارات كان الأكثر نجاحا حتى الآن في سوق الولايات المتحدة”، لافتا إلى أن السوق الأميركية استردت عافيتها في الوقت الذي أخذت فيه السوق الأوروبية تتراجع. وأضاف رئيس الاتحاد أن الظروف مواتية لنجاح الشركات الألمانية المصنعة للسيارات في عام 2013. ووفقا لبيانات اتحاد مصنعي السيارات الألماني، فإن إجمالي حصة شركات صناعة السيارات الألمانية في السوق الأميركية عام 2005 كان 5,1%. وقد ارتفع هذا الرقم الآن إلى 8,8%. الطبقة الوسطى وفي حين احتفظت السيارات الألمانية طويلا بمكانة مهمة بالنسبة للسيارات باهظة الثمن في سوق الولايات المتحدة فإنها تشق طريقها الآن نحو شريحة الطبقة المتوسطة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من السيارات التي تسير على الطرق في الولايات المتحدة أصبحت قديمة وفي حاجة إلى استبدال، ووفقا لمسح أجرته شركة “أوتو داتا” المختصة بمراقبة أسواق السيارات فإنه تم بيع ما يقرب من 14,5% مليون مركبة جديدة في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 13,4% حيث سجلت شركات صناعة السيارات الألمانية ارتفاعا في مبيعاتها بنسبة 21% لتصل إلى 1,3 مليون وحدة. نقلاً عن: إنترناشونال هيرالد تريبيون ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©