شركات الإنتاج تتسابق لتقديم أفلامها عبر شاشات الموبايل والكمبيوتر

تطور كبير ينتظر صناعة السينما عندما ستتحول معظم الأجهزة الاتصالية اليدوية بالإضافة للكمبيوتر واللاب توب إلى وسائط مناسبة لعرض الأفلام· وتتفق آراء معظم الخبراء الذين تناولوا موضوع التطور الكبير الذي ينتظر تحقيقه في تقنيات الاتصال والتواصل البشري، على أن الأيام والشهور المقبلة سوف تشهد ابتكار العشرات من التقنيات الجديدة التي ستحول شاشات السينما إلى بيئة افتراضية يمكن استظهارها على الشاشات الضيقة للأجهزة المحمولة· ويمثل ظهور التطبيقات الخاصة الأولى لنظام ''ويب ،''2,0 مثل خدمات مواقع الشبكات الاجتماعية ومن أهمها موقع ''يو تيوب'' YouTube الذي اكتسب شعبية كبيرة عبر العالم من خلال ما يتيحه لمستخدميه من فرص لتحميل وتبادل ومشاهدة أغاني ''الفيديو كليب'' والأفلام السينيمائية، وخدمات موقع MySpace المتخصص بتكوين شبكة للتواصل الاجتماعي ويقدم لمستخدميه فرصة التعارف وتبادل الصور والرسائل والأغاني الصوتية والمصورة، وبقية خدمات مواقع التواصل عن طريق الشبكات الاجتماعية، أكبر تحوّل شهدته صناعة تكنولوجيا المعلومات على الإطلاق· ومن المؤكد أن هذا التطور يفتح أمام شركات الإنتاج السينيمائية آفاقاً جديدة للتوسع في مشاريعها وزيادة عوائدها وأرباحها· وأصبحت ''الشبكات الاجتماعية'' تقنية كثيرة التداول في عالم الخدمات المتطورة للإنترنت· وهي تسمح للمشتركين فيها بتبادل الأفلام السينيمائية والصور الثابتة والنصوص والملفات والأغاني المصوّرة· وهناك العديد من الشركات السبّاقة إلى استغلال هذه الفكرة وتحقيق الأرباح الطائلة من الاشتراكات والإعلانات التي تتدفق عليها من كل حدب وصوب؛ لعل من أشهرها موقع ''يوتيوب''· وهو يؤمن للمشتركين خدمة تبادل وتحميل ومشاهدة أفلام السينما والفيديو والصور الثابتة والنصوص والملفات والأغاني المصورة· ويشرف على تشغيله في الوقت الراهن 67 موظفاً؛ وكان قد حاز في عام 2006 على لقب ''ابتكار العام'' الذي تمنحه مجلة ''تايم''· وفي شهر أكتوبر من العام الماضي أعلنت شركة ''جوجل'' عن التوصل لاتفاق مع شركة ''يوتيوب'' للاستحواذ عليها مقابل ما يقرب من 1,65 مليار دولار وتم التصديق على الصفقة في 13 نوفمبر من عام ·2006 ويمكن لمن يرغب باستخدام الموقع من غير المشتركين فيه، مشاهدة أشرطة الفيديو والاستفادة من بعض العروض المجانية الأخرى· ويعد موقع ''ماي سبيس'' MySpace أيضاً من المواقع ذات الشعبية الواسعة وهو متخصص في تحقيق التواصل بين المشتركين من خلال تبادل الرسائل والصور والقطع الموسيقية وأفلام الفيديو والأغاني ليشبه بذلك ''يو تيوب''· وتتخذ الإدارة المركزية للموقع من ضاحية بيفرلي هيلز الشهيرة في ولاية كاليفورنيا مقراً لها· وتعود ملكيته لشركة ''فوكس إنترأكتيف ميديا''· ووفقاً لإحصائية أنجزتها مؤسسة ''أليكسا إنترنت'' فإن ''ماي سبيس'' يصنّف في المرتبة السادسة على المستوى العالمي كأكثر المواقع الناطقة بالإنجليزية شعبية، فيما احتل المرتبة الثالثة في قائمة أهم مواقع الإنترنت في الولايات المتحدة· ويستأثر ''ماي سبيس'' بنحو 80 بالمئة من عمليات الدخول إلى المواقع الاجتماعية العالمية· ومع هذا السباق المحموم لغمر الأسواق بأحدث منتوجات التكنولوجيا الرقمية، تظهر كل يوم أجهزة جديدة مثيرة للاهتمام· وربما كان تلفزيون الجيب ''آي بود'' iPod الذي أطلقته شركة ''آبل'' لصناعة الكمبيوتر مؤخراً، من الابتكارات التي تنطوي على أعلى الفوائد حتى وإن كان في بداية مراحله التطورية· وربما يكون هناك من الأجهزة من سبق ''آي بود'' إلا أنه يتميز عنها بسرعته في استظهار الصور السينيمائية المتحركة التي يعرضها بشكل بالغ الوضوح· ويعزو وايلدستورم هذه القفزة النوعية التي حققتها ''آبل'' بطرحها للجهاز إلى رؤاها الواضحة والبعيدة لحاجات المستخدمين واهتمامها بفتح آفاق جديدة للاستفادة من عناصر ومعطيات تكنولوجيا المعلومات· وقبل ظهور ''آي بود'' قدمت بعض الشركات العالمية أجهزة بالغة التطور والتعقيد مثل شركة ''المختبرات الإبداعية'' Creative Labَّ و''سامسونج''، وحتى تلك التي ابتكرتها بعض الشركات الأخرى لصالح ''مركز مايكروسوفت للوسائط الإعلامية المتعددة المحمولة'' PMC. بضغطة زر جهاز ''آي بود'' لا ينقل البرامج التلفزيونية أو صور الفيديو مباشرة، بل يتم تحميلها على برنامج تطبيقي متخصص مثل iTunes المحمول على الكمبيوتر الشخصي أو كمبيوتر ماكنتوش، ويتم بعد ذلك تحميلها على جهاز ''آي بود''· وبهذا تصبح المادة السينمائية جاهزة لإعادة الاستظهار بضغطة زرّ· ومن المميزات الأخرى للجهاز أنه صغير للدرجة التي تجعله مناسباً جداً للدسّ في الجيب· ويوصف ''آي بود'' ببساطة بأنه جهاز تلفزيون بشاشة قياسها 2,5 بوصة· ويمكن عرض الأفلام التي يحملها الجهاز على شاشة الكمبيوتر العادي أو التلفزيون عن طريق كابل خاص يبلغ ثمنه 19 دولاراً· وعند عرض الأفلام التي يحملها على شاشات تلفزيونية مقاساتها تتراوح بين 19 و27 بوصة فإن الصور المستظهرة تكون على نفس مستوى وضوح الصور المبثوثة من محطات الأقنية التلفزيونية إلا أنها تصبح أقل وضوحاً عندما تعرض على شاشة تلفزيون مقاسها 32 بوصة من التي تعمل بتقنية الاستظهار بالبلورات السائلة·