الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السينمائيون:لاتوجد صناعة سينما بدون الدعم المالي

السينمائيون:لاتوجد صناعة سينما بدون الدعم المالي
16 أكتوبر 2007 02:32
تردد الأسماء اللامعة في وسط الفن السابع أنه لا توجد سينما من دون صناعة حقيقية للسينما بكافة أبعادها· ويقول المنطق أنه لا يمكن تحقيق صناعة سينمائية في غياب التمويل المادي ودعم الإنتاج· واذا كانت السينما العربية حققت وعلى مدى 100 عام أشواطا من التقدم، الا أنها ما زالت تحتاج الى الكثير الكثير· واذا توفرت لها الامكانات التقنية والمالية فهي بلا شك قادرة على المنافسة والارتقاء سواء بالمواضيع المطروحة أم بطريقة عرضها· ويأتي مهرجان الشرق الأوسط السينمائي ليدعم هذه المقولة من خلال تنظيمه للمؤتمر الدولي حول تمويل الفيلم والذي يجمع حوله نخبة من المنتجين، بالإضافة الى تسليط الضوء على مركز أبوظبي لصناعة الفيلم والذي من شأنه أن يوفر الخدمات اللازمة لتسويق الأفلام المحلية ودعمها وتسويقها على المستوى العالمي· على هامش فعاليات المهرجان التقينا بنخبة من المطلعين على أحوال السينما المحلية والعربية للوقوف عند آرائهم لجهة ما تحتاجه الأعمال السينمائية في المنطقة لتواكب المنافسة على المستوى العالمي· المزيد من التشجيع يعتبر المخرج السينمائي جمعة السهلي أنه منذ بدايات مهرجان مسابقة أفلام من الإمارات ما بين عامي 2000 و2005 كانت مسألة الإنتاج تعتمد على جهود شخصية، ولم تكن هنالك شركات ضخمة للتمويل· أما في الفترة الأخيرة فقد برزت علامات تدعو الى التفاؤل بحيث بدأت بعض المؤسسات تظهر اهتماما لمساندة الأفلام القصيرة· ومن تجربته الخاصة فقد أنتجت له السيدة هدى كانو فيلمه انها زجاجة فارغة للمؤلف سالم الحتاوي، وكذلك قام رجل الأعمال محمد الفهيم بإنتاج فيلمه أسرار سارة · وبحسب رؤيته للوضع المحلي يرى أن التجربة الإماراتية أظهرت تطورا ملحوظا على صعيد الفكرة والإنتاج، وكل ما ينقصها في الوقت الحالي المزيد من التشجيع· ويتوقع أن تقوم الدولة بالخطوة الأولى لدعم المواهب الشابة وكذلك الأسماء المعروفة منوها بما قام به تلفزيون الشارقة حين أنتج حديثا 4 أفلام كشكل من أشكال التشجيع المادي والمعنوي· شح الإمكانيات يؤكد على كلامه المخرج السينمائي أحمد زين والذي عبر عن سعادته كون مهرجان الشرق الأوسط السينمائي خصص حيزا لدعم الأفلام القصيرة والطويلة· وهو يتمنى أن يستفيد من هذه الفرصة أكبر عدد ممكن من المخرجين ولا سيما المبتدئين الذين هم بأمس الحاجة لهذا النوع من الدعم في بداية مسيرتهم· ويذكر مثله مثل سواه من العاملين في المجال السينمائي أن الساحة الفنية العربية والخليجية تحديدا لا ينقصها سوى الجانب المالي حتى تحقق المزيد من الإبداع· ولا يكفي أن تتوفر الفكرة الجيدة والأداء الحسن والإخراج الناجح، حتى ننعم بصناعة للسينما بل هنالك حاجة للأجهزة المتطورة، فما يتم استخدامه من كاميرات ليست بالمستوى المطلوب· وكما هو معروف كلما كانت نوعية الكاميرا أفضل كلما جاء العمل السينمائي أفضل وأكثر إبهارا· ويشير زين الى التعاون اللامحدود الذي يقدمه عدد كبير من الممثلين بحيث يتقاضون عن أدوارهم أجورا متواضعة لعلمهم المسبق بشح الامكانيات المالية في ظل غياب الانتاجات الضخمة· كما يشكر مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي أنتجت له فيلمه بلا قلب الحائز على شهادتي تقدير في التصوير والموسيقى· كاميرات متواضعة من جهته يشير المصور السينمائي حسن الكثيري الى أهمية توفير أحدث الأجهزة في مجال التصوير من أجل مواكبة العصر في صناعة السينما القادرة على المنافسة· وعلى الصعيد المحلي، فان تصوير الأفلام يتم بواسطة كاميرات رقمية (ديجيتال H.D ) يبدأ سعر الواحدة منها من 260 ألف درهم فما فوق· ولو أن الدعم المالي متوفر لتمت الاستعاضة عن الأدوات التقليدية المتواضعة بأخرى أفضل بكثير وبحجم يتراوح بين 16 مل و35 مل، وهي كاميرات ليست متوفرة بكثرة في السوق، وان وجدت فان إيجاراتها مكلفة جدا· والحل برأي الكثيرين أن تساهم الشركات الخاصة بصناعة مشرقة للسينما، وأن يصار الى تأسيس جمعيات سينمائية تستوعب احتياجات الفنانين ومطالبهم على غرار جمعيات الكتاب والمسرحيين· المهرجانات السينمائية سلطان النيادي تحدث باهتمام عن قضية الارتقاء بصناعة السينما في الخليج لافتا الى أنه لا يمكن أن نحقق النجاح الذي نسعى اليه من خلال إطلاق المهرجانات السينمائية من دون تخصيص جهات داعمة مهمتها إنتاج وتوزيع الأفلام القصيرة والطويلة· وشدد على ضرورة الأخذ بيد مسيرة الشباب وتشجيعهم على تحويل أفكارهم وتطلعاتهم الى واقع يترجم من خلال أفلام سينمائية تصل الى العالم أجمع ولا تقل أهمية وإبهارا عن سواها· وينتقد المقولة السائدة بأن الدولة هي المسؤولة عن صناعة السينما، واذا لم تكن الحكومة هي الداعم الأساسي للأعمال السينمائية تغيب هذه الصناعة· وبرأيه لا يمكن إغفال الدور الكبير للقطاع الخاص المتمثل بالتجار ورجال الأعمال والذين من شأنهم المساهمة والإغداق على الأعمال الواعدة· وبنظرة تفاؤلية يرى النيادي أنه من الأولى أن ننظر الى النصف الممتلئ من الكوب وأن نشعر بالفخر لما تم انجازه حتى اليوم· اذ أن البشارة تنطلق مما حققته الدراما التلفزيونية في منطقة الخليج ومنها الإمارات، فقد تمكن العاملون في هذا المجال وبجهود ذاتية من تخطي عقبات كثيرة· وهذا ما نطمح اليه مع صناعة السينما، لأن الاهتمام المكثف حاليا يبشر بمستقبل واعد واذا لم نلحق به نحن فالأمل كبير بأن ينعم به أبناؤنا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©